ورد وشوك

عجباً لزمن لا يتعدّى بضع ساعات، يمرّ على المرء، وأغلى ما لديه تحت مبضع الجراح، بغرفة باردة، الحياة تحسب فيها بين أدوات التخدير. وملثمون اعتادوا معاملة الأجساد بعقلانية بعيدة عن معنى العواطف، وأنت تلهج بضعفك خارج جدرانها متوسلاً باريك ألا يستعيد منك اليوم أغلى ما أعطاك. مستقدماً شريط العمر، فيمرّ أمام عينيك وكأنه حلم.

هكذا يمضي الوقت، والعين مسمّرة على درفة الباب، ليطلّ من يقول إن الغالي بأمان، فتحمد الله على كرمه واستجابته الرجاء.

واليوم، أرى وطني في هذه الغرفة، ومباضع أخلص الجرّاحين ترعاه، فأعود متوسّلةً لك يا خالق الخلق، كما خلّصت من كان أقرب إليّ من نفسي أن تخلّص سورية من كلّ الآلام.

أيها المتردّد المتعب الحيران،

هل أصف لحالك هذا ترياق؟

أن يكون قلبك مخلصاً بهواه للشام؟ متحمساً للعيش فيها برضا على اختلاف الأيام؟ لتحظى بكلّ الحبّ والحنان، من صبية اسمها الشام، بكل احترام!

رشا مارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى