صباحات
لولا أفضال البروستات لعقد الحكّام العرب قمّتهم «عالواقف»، فهذا هو الحال عندما يصير العرب في حقبة أبو الغيط وحقيبة الجبير.
دي ميستورا يفشل في تسويق البضاعة السعودية بعد التفاهم الروسي ـ الأميركي، فيأتي إلى بيت الطاعة الروسي وعنوانه «الأسد باق… دبّر راسك»، ويتولّى نقل الشعار إلى جماعة الرياض واسطنبول. والبديل للمعترضين من المعارضين إما الجنسية السعودية أو الجنسية التركية.
يعيش الأتراك ذعراً من حملات التطهير التي يقودها أردوغان، ويستذكرون حكاية أجداده العثمانيين، وما يرويه الظرفاء عن أحد قادة الجندرمة الإنكشارية وقراراته التعسّفية. فيقولون تعالوا نتحسّب مثل أجدادنا، حيث يروى أن رجلاً دعا صديقه إلى حزم أغراضه ومشاركته الرحيل، ولما سأله السبب قال له إن الجندرمة تقصّ لسان كلّ من له لسانين أو أكثر. فقال الصديق: ولِم نهرب وليس لدينا أكثر من لسان؟ فأجابه: إنهم يقصون اللسان أولاً، ثم يقومون بالعدّ للتحقّق من وجود لسان آخر !
ستدخل قمة نواكشوط العربية الأرقام القياسية بين الاجتماعات القيادية التي بلغت فيها ساعات السفر للمشاركين كمعدّل وسطي ما يعادل ويزيد الوقت المخصّص للمناقشات، وساعات النوم والطعام ضعف ساعات الاجتماعات. وقال أحد الظرفاء إن المشاركين عوّضوا نقص الاجتماعات بزيادة كمّيات الطعام لزيادة البركة بالقمة، عملاً بالمثل البدوي الذي يقول: «لا بارك الله بالعزومة اللي خطواتها أكثر من لقماتها»!
لو قال الرئيس تمام سلام كيف يقترح بناء مناطق آمنة للنازحين السوريين داخل الأراضي السورية لأراح واستراح. فالكلام مقبول من الجميع بمن فيهم أردوغان الذي ربطه بمنطقة حظر طيران، ومن الحكومة السورية التي ربطته بالتنسيق معها. وبينهما مروحة تأويلات. فلو قال سلام يريدها مناطق تنسيق وتعاون أو مناطق مشاريع حرب. وإذا فضّل النأي بالنفس لأنه سياسة الحكومة، فالصمت أفضل. والاكتفاء بطلب المال ورفض التوطين بدلاً من النأي النائي بنفسه عن النأي الأول.
المسافة الفاصلة بين الرضا عن الذات وشهادة الغير بها، هي المسافة الفاصلة بين ما نطلبه في معاملة الغير لنا ومعاملتنا للغير. لذلك نشعر أحياناً بالضعف في سؤال البعض عن رضاهم، ولا نكترث لسؤال الآخرين. وتفاوت مكانة الناس عندنا ليس كافياً لتفسير الفرق، بل في العمق، لأننا نعلم في داخلنا أن المسافات بين كيف نعاملهم ويعاملوننا تكون متفاوتة أو متعاكسة.
حلب قلب الصباح العربي، فهي شمال العرب وشرقهم، ومنها تشعّ شمسهم. من حلب السيف والدولة، تشهر اليوم الدولة سيفها ويعود سيف الدولة مقاتلاً، وأبو فراس الحمداني فارساً، والمتنبي غاضباً. وفي هضابها وتلالها وأسواقها وقلعتها وأحيائها يكتب الدم النقيّ حكاية الدم الأسود والأرواح الفاسدة، ويطهّر الأماكن التي تلوّثت بالفجور، ويحرق فيها أعمدة البخور، ويضيء شموع البيان ويرفع راية الحق. ويقول الشهداء: أليس الصبح بقريب؟ يرونه بعيداً ونراه قريباً.