نتالي مصطفى ترسم الطبيعة والمرأة وتترك للمتأمّل حرّية التأويل
اللاذقية- بشرى سليمان
كرّست الفنانة التشكيلية نتالي مصطفى حضورها الإبداعي في المشهد الفني المحلي، من خلال عدة معارض جماعية وفردية هي ثمرة موهبة كبيرة ودراسة فنية أكاديمية واسعة جعلتها تنتفل بين المدارس الفنية المتعددة، لتختبر في كل منها على نحو يصقل مسيرتها وعملها الإبداعي، وصولاً إلى طبع بصمة فنية خاصة بها.
تقول مصطفى إنها انتقلت على نحو متدرج في تجربتها الفنية التي بدأت في سن باكرة من رسوم الأطفال إلى الدراسة الأكاديمية للفن، نتيجة دراسة معمقة للمدارس الفنية في كل من مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية الذي تخرجت منه في عام 2001، فضلاً عن الدراسة في مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية في دمشق وتخرجت منه عام 2006.
بعد أعوام من الدراسة انتقلت من الرسم الواقعي الكلاسيكي إلى الرسم الانطباعي، متأثرة بالفنانين الانطباعيين، خاصة سيزان، وكان لا بد للدراسة المتواصلة والاطلاع على تجارب الآخرين، أن تنقل عملها إلى مستوى أفضل انعكس تدريجياً على كمّ الأعمال الفنية التي أنجزتها وعلى نوعيتها بطبيعة الحال إذ رسمت في تلك المرحلة الكثير من اللوحات التي تنقل مناظر طبيعية استوحتها من طبيعة مدينتها الجميلة اللاذقية، فكانت معظم لوحاتها بالألوان الزيتية.
تلفت مصطفى إلى أنها تأثرت بعد ذلك بالمدرسة التعبيرية وانتقلت إلى رسم الأشخاص والبورتريهات أكثر من الطبيعة، فرسمت المرأة تحديداً، محاولة نقل عوالمها الداخلية وما يجول في روحها ومكنوناتها، معتمدة تقنيات لونية تساعد في تجسيد أفكارها وطروحاتها الفنية، بالإضافة إلى أسلوبها الخاص في استخدام الريشة بعفوية وبتحوير معبّر للأشكال لمضاعفة قوة اللوحة التعبيرية.
تقول مصطفى إنها لا تحب وضع أسماء لأعمالها الفنية، فعنوان اللوحة قد يضيق مساحة التفكير والتخيّل لدى المتلقي، لذا تتركها على الدوام بلا عنوان فيشعر المتفرج بأن لديه الكثير من مساحة الحرية قبالة اللوحة، والأفق مفتوح أمامه لتقصي أعماق اللوحة وتأويلها والبحث في أبعادها.
الفنانة مصطفى من مواليد اللاذقية عام 1977، خريجة كلية الصيدلة، جامعة تشرين، أقامت عدة معارض بعضها في إطار منفرد والبعض الآخر في إطار جماعيّ.