دمشق تؤكِّد استعدادها للذهاب إلى جنيف من دون شروط مسبقة
أعلن نائب المبعوث الأممي إلى سورية رمزي عز الدين رمزي، أمس، أن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أكد استعداد دمشق للمشاركة في المفاوضات السورية السورية في جنيف.
وفي تصريح صحفي، أضاف رمزي، أن المعلم أكد تمسك الحكومة السورية بقرارها المشاركة في المفاوضات المتوقع إجراؤها، أواخر آب المقبل.
وكان نائب المبعوث الأممي قد وصل إلى دمشق، في زيارة عمل، التقى خلالها كل من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، ليبحث معهما المقترح الجديد لستيفان دي ميستورا حول تسوية الأزمة السورية.
بدوره، أكد المقداد استعداد سورية لاستئناف المباحثات دون شروط مسبقة وأن تكون في إطار سوري – سوري دون أي تدخل خارجي، مع ضرورة تركيز مختلف الأطراف على مكافحة الإرهاب.
وبالتوازي مع زيارة رمزي إلى دمشق، وصل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى العاصمة الايرانية طهران، في زيارة تتمحور فيها المباحثات حول مؤتمر جنيف المقبل لتسوية الأزمة السورية.
دي ميستورا، التقى مساعد وزیر الخارجیة للشؤون العربیة والإفریقیة حسين جابري أنصاري في مقر الخارجیة الإیرانیة، على أن يلتقي أیضاً، وزیر الخارجیة محمد جواد ظريف، لبحث آخر المستجدات حول الأزمة في سوریة والمفاوضات المتعلقة بالحل السیاسي هناك.
في غضون ذلك، قال مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام، أن المستشارين الايرانيين سيواصلون عملهم في سورية حتى القضاء على مظاهر الإرهاب والفتنة.
شيخ الإسلام أكّد «أنّ الولايات المتحدة الأميركية تريد تقسيم المنطقة على أساس عرقي وطائفي مقيت. و تريد اسقاط الرئيس السوري من منصبه وهم قد كرسوا جهوداً كثيرة في هذا المجال، أنهم يريدون كذلك اسقاط نظام الجمهورية الإسلامية لو استطاعوا، لكنهم ليس لديهم القدرة على ذلك وقد أدركوا عجزهم وفشلهم في هذا المجال».
المستشار الايراني أضاف «أنّ الرئيس الأسد يحتل مكانة عالية في قلوب شعبه وبلاده، بعد أن صمد في وجه المؤامرات وقاوم بجانبهم جميع خطط أعداء الشعب السوري وجيشه».
وفي ما يخص الوضع الميداني في سورية نوّه حسين شيخ الإسلام إلى أنّ الوضع الراهن في سورية يسير لصالح المقاومة والحكومة السورية، وأنه بات أفضل مما كان عليه في السابق. وقال أنّ «أهم موضوع تهتم فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الساحة السورية، هو منع إراقة الدماء والوقوف بوجه كل من يريد أن يفعل ذلك، معتبراً أنّ بطء سير العمليات في سورية لاسيما في مدينة حلب، يأتي في هذا الإطار وتحقيقاً لهذه الغاية الهامة بنسبة لمحور المقاومة».
وأشار شيخ الإسلام، إلى أنّ القوات السورية وحلفاءها يستطيعون تحرير حلب في أيّ وقت أرادوا لكنهم يؤخرون هذا الأمر تجنباً لإراقة الدماء التي قد ترافق هذا الامر.
وشدّد على أهمية أن يتم منع دخول الأسلحة إلى حلب أولاً ليتم تجفيف مصادر التمويل العسكري للإرهابيين، مؤكداً أن محورالمقاومة سيرحب بتغيير السياسات التركية اتجاه الأزمة السورية، ويتعاون مع الأتراك في ايجاد حل ينهي الصراع القائم في سورية.
ميدانياً، أعلن تنظيم «جيش الفتح» الإرهابي و الفصائل المسلحة اطلاق ما أسموه معركة «الغضب لحلب»، لفك طوق الجيش السوري عن الأحياء الشرقية للمدينة.
وأعلن الناطق باسم تنظيم «أحرار الشام» الإرهابي، «أبو يوسف المهاجر» بأنّ محاور الاشتباك ستمتد على طول 20 كيلومتراً، ابتداءاً من ساتر السابقية المواجه لمحور خلصة في ريف حلب الجنوبي، وانتهاءاً بمدرسة الحكمة المواجهة لمحاور الراشدين 4 – الراشدين 5، في ما يبدو أن هدف الهجوم سيكون الاقتراب من مدخل حلب الجنوبي على طريق الراموسة.
كما و تحدثت مصادر إرهابية عن استهداف مواقع الجيش السوري وحلفائه، على محاور مدرسة الحكمة بآليتين مفخختين، في حين أكّدت مصادر عسكرية سورية تفجير الآليتين قبل وصولهما لأهدافهما، و صد الهجوم الأول على محاور الحويز – الراشدين.
وفي السياق، نفّت المصادر العسكرية السورية، سيطرة المسلحين على مدرسة بيت الحكمة وكتلتي الحكمة الأولى والثانية جنوب غرب حلب و نقاط في تلة أحد في ريف حلب الجنوبي، و أكّدت أنّ اشتباكات عنيفة جداً تدور على كافة محاور حلب الغربية و الجنوبية الغربية، دون تمكن المسلحين من إحراز أي تقدم إلى الآن.
جاء ذلك في وقت، ألقت مروحيات الجيش السوري آلاف المنشورات على أحياء حلب الشرقية، تدعو المسلحين للاستفادة من مرسوم العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد، الذي يمنح كل من حمل السلاح العفو.
كما و تفقد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري العماد علي أيوب، عدداً من التشكيلات والوحدات العاملة في مزارع الملاح وبني زيد والخالدية بحلب وريفها. بتوجيه من الرئيس الأسد.
و قال أيوب أنّ «الجيش مصمم على مواصلة تنفيذ مهامه تجسيداً لواجباته الوطنية والدستورية في حماية الوطن، وتوفير كل متطلبات الأمن والأمان للشعب السوري، وإعادة الأمن والاستقرار إلى أرض سورية الطاهرة وتخليصها من رجس الإرهاب وآثامه».