اعتصام لأهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش»: فلتسقط الدولة التي ترضى لأبنائها الذلّ والهوان
اعتصم أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش»، ظهر أمس، بمناسبة مرور سنتين على خطف أولادهم التسعة في وسط بيروت، احتجاجاً على عدم «تحريك الملف» الذي بحسب تعبيرهم «أصبح منسياً من قبل المعنيين»، وسط حشد من مسؤولي الجمعيات الأهلية والإنسانية والاجتماعية وعناصر الدفاع المدني.
بداية، تحدث حسين يوسف باسم أهالي العسكريين المخطوفين، فقال: «بعد مرور عامين على خطف أبنائكم، أبنائنا العسكريين أتساءل من المسؤول عنهم؟ هل أهلهم أم دولتهم ومؤسستهم. ومن نناشد اليوم بعد أن عيل صبرنا، وبعد أن أصبحنا نخجل المناشدة والذل؟ ورغم ذلك لم نسمع ما يثلج قلوبنا أو حتى كلمة اطمئنان من دولتنا المصونة أو من المسؤولين عن ملف أبنائنا. لم نسمع سوى عبارة ما في شي لهلق ، فمن المسؤول؟».
أضاف: «نتذكر اليوم كما في كلّ يوم وكلّ لحظة، طيف أبنائنا الذين خطفوا من أرض الوطن وهم يدافعون عن الكرامة والأرض والعرض والعزة. فقد دافعوا عن كلّ مواطن وسياسي، وعن كلّ ذرة من تراب لبناننا الغالي. وشاءت الأقدار لهم أن فقدوا إمكانياتهم فأُسروا».
وتابع: «اليوم بداية السنة الثالثة في الأسر، ولم نجد حتى هذه اللحظة بصيص أمل سوى من الله وحده، فممنوع على الدولة أن تقول بعد اليوم: «ما في شي». وعليها أن تجد السبيل وتعيدهم، وإلا فلتسقط هذه الدولة التي ترضى لأبنائها الذل والهوان وكفاها ذلاً وإهانة».
ووجه نداء عاجلاً إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي، فقال: «أيها القائد الأب، إنّ عيد الجيش منقوص اليوم، فهل يحتفل الأب بعيده وولده مفقود ومذلول؟ فرجالنا وشرفاؤنا في الأسر وكرامتنا تداس وعزتنا جرحت وكبرياؤنا خدش. أيها القائد، الضابط، العسكريون، إنّ أطفال الجنود المأسورين يئنون شوقاً، لما يبحثون عن الحنان ونساؤهم ثكلى وأمهاتهم تنتحب، آباؤهم يعضون على الجراح والذل مرغ هاماتهم لنسيانكم أبنائكم وصرخات نسائهم وأنين أطفالهم ونحيب أمهاتهم. وألم الآباء والأمهات والإخوة الذين ينامون وعيونهم «مفنجرة» لفقدانهم فلذات الأكباد للفراق القسري، فهل ترضون ذلك لأنفسكم؟».
وأضاف: «أيها القائد عهدناك لا تنسى ولن تلين ولا تستكين، فأنت حر ووعد الحر دين عليه. أسرانا تنادي، وشهداؤنا تنظر الينا من الأعالي، فبدماء الجنود نبتت العزة والكرامة وبدمائهم حافظ البلد على كرامة أمنه. نحن نتوسل بذل الغالي والرخيص لإطلاق سراحهم، فهم شرف البلاد والعلم فلا تفرطوا بهم. أيها القائد، لا عيد للجيش وأفراده أسرى، ولا فرحة وأسرانا هناك، لقد نفذ صبرنا وتمرغت كراماتنا وكرامة لبنان، نوجه النداء لكم اليوم بالعمل على تحرير أسرانا وتفكيك القنبلة هذه، فنحن لن ننسى ولن نستكين وأسرانا في أياد لا نعترفها، فالحياة كلها وقفة من العز والفداء والبطولة، وهؤلاء العسكريون لم يبخلوا يوما، فدماؤهم كانت ولا تزال للوطن وتضحياتهم في كل المعارك ما زالت راسخة، ودماء رفاقهم روت أرض الوطن لتنمو الكرامة ولتبقى أمتنا أبية».
وختم: «لتحرّر جنودنا أيها القائد، يعود العيد كما عرفناه، ينضح إباء وفخراً بعسكريين وكلنا فداء للوطن».
وكانت كلمات لغنوة يوسف زوجه المخطوف محمد يوسف، التي سألت: «أين رئيس الحكومة تمام سلام من هذا الملف، وهو الذي وعدنا بمتابعته، وأين مخابرات الجيش؟ ألا يعرفون أين هم العسكر»؟ لافتة إلى «أنّ الأهالي بين نارين نار الدولة الإسلامية ونار الدولة اللبنانية».
ثم تحدث نظام مغيط شقيق المخطوف ابراهيم، فتوجه إلى المسؤولين بالقول: «أدركنا منذ أشهر أنّ هذا الملف سلك طريق النسيان، ونحسبهم شهداء، ونحسبكم مهملين».
وسأل: «أين خلية الأزمة يا دولة الرئيس سلام؟ ولماذا لم تعد تجتمع»؟ ولوح بالتصعيد قائلاً: «إذا اضطررنا سنعود إلى قطع الطرقات، وسنحرمكم نومة هانئة كما حرمتمونا إياها منذ سنتين».
وكانت كلمة باسم الشيخ حسين الحاج حسن، اعتبر فيها أنّ «الحكومة مسؤولة عما حصل».
وتحدث الشيخ عمر حيدر باسم أهالي فنيدق، فسأل: «أين يحيى خضر المفقود على أرض المعركة فيما الدولة لديها أخبار كثيرة وعليها أن تطلعها للأهالي»؟ وطالب «الرئيس سلام وخلية الأزمة بالكشف عن حقيقة الجنود وأين هم؟».
كذلك، ألقى خضر ذبيان شقيق العسكري المخطوف سيف، قصيدة حول عيد الجيش والعسكريين المخطوفين منذ سنتين. كما ألقيت كلمات باسم بعض الجمعيات والحراك الشعبي.
وتحدث عدد من أهالي العسكريين المحرّرين الذين كانوا مع «جبهة النصرة»، مطالبين الحكومة بـ«الإسراع في طي هذا الملف». في حين لم تخلُ الكلمات من تهجم وعتب على وزير العمل سجعان قزي حول ما قاله في ملف العسكريين المخطوفين، طالبين منه «الاعتذار أو الصمت».