«إسرائيل» سقطت حين سقطت الشبح
حسين الديراني
إعلان الحرس الثوري الايراني عن إسقاط طائرة تجسّس إسرائيلية من دون طيار ليس حدثاً عابراً ليمرّ مرور الكرام، فالطائرة شبح، وصُمّمت وجُهّزت بأحدث التقنيات التجسّسية حتى لا يتمّ كشفها ورصدها من قبل وحدات الدفاع الجوي للجمهورية الاسلامية، وكان هدفها التوجه نحو وسط البلاد لجمع معلومات عن منشأة نظنز لتخصيب اليورانيوم، وهي المنشأة التي يحلم العدو بإقفالها وتدميرها، وأصل الحرب الدائرة في المنطقة العربية والاسلامية من سورية ولبنان والعراق واليمن وافغانستان هو الوصول الى إيران لهدف تدمير مفاعلاتها النووية السلمية وتدمير البنية التحتية الإيرانية.
العدو الصهيوني لا يغامر بإرسال طائرة تجسّس بهذه التقنية إلا بعد التأكد من أنّ إمكانيات الدفاعات الجوية الايرانية غير قادرة على رصدها وتدميرها، وهنا تكمن المفاجأة الإيرانية التي شلّت العدو حين رصدت الدفاعات الجوية الايرانية الطائرة وأسقطتها بصاروخ أرض جو.
وقد صرح السيد هادي محمدي الخبير في الشؤون الاستراتجية لتلفزيون «الميادين» حول طائرة التجسّس الاسرائيلية في أجواء البلاد، وقال: إن الاجزاء الرئيسية من الطائرة سالمة، والحرس الثوري يعمل على تخلية المعلومات المطلوبة منها»، وأوضح محمدي «أنّ طائرة التجسّس الاسرائيلية من دون طيار دخلت الأجواء الايرانية بمساعدة أمريكا التي سهّلت مهمة هذه الطائرة عبر الاستفادة من تقنية أقمارها الصناعية التجسّسية، وأكد محمدي انّ الطائرة انطلقت من البحر الأحمر عبر أجواء إحدى الدول العربية قبل دخولها الأجواء الإيرانية.
يعني أنّ هناك ثلاث دول متورّطة في هذا العدوان التجسّسي على المنشآت النووية الإيرانية، إسرائيل والسعودية وامريكا، وقد تكون الزيارة المفاجأة لنائب وزير الخارجية الإيراني الى الرياض للبحث في تداعيات هذا العدوان وكشف التنسيق مع العدو الصهيوني لمهاجمة إيران، ومن حق إيران الاحتفاظ بالردّ على هذا التصرّف العدواني، ولم تخف «إسرائيل» يوماً علاقاتها السياسية والعسكرية مع السعودية، وإيران تعلم حجم هذه العلاقات بين السعودية والعدو الصهيوني.
يأتي هذا الإنجاز الإيراني الكبير في وقت تقف المنطقة على فوهة بركان، فهل هذا ردّ «إسرائيلي» على دعم الجمهورية الاسلامية للمقاومة الفلسطينية في غزة وتمكينها من تحقيق النصر على «إسرائيل»؟ وهل هذا ردّ سعودي على الحراك الشعبي اليمني المؤيَّد من إيران، والذي يقلق المملكة السعودية؟ وهل هذا ردّ أمريكي على دعم أيران لسورية والعراق في مواجهة الإرهاب الداعشي المدعوم أمريكياً، والذي لم يتمكن من إسقاط إحدى العواصم العربية… دمشق وبغداد، فهل يكون هذا الإنجاز ردعاً للدول الثلاث في وقف المؤمرات ضدّ ايران، والتي سوف تواجه اي عدوان بردّ يجعل المعتدي نادماً منذ اللحظات الأولى، أما اختيار كيف سيكون الردّ الإيراني على هذا العدوان؟ فالأيام المقبلة كفيلة بالاجابة، ومن الطبيعي ومن حقها الردّ على الدول الثلاث المتورّطة.
امام هذا الإنجاز لحرس الثورة الاسلامية تكون أحلام «إسرائيل» قد تبدّدت في إمكانية شنّ هجوم على المنشآت النووية الايرانية، كما تبدّدت احلامها بشنّ عدوان على لبنان بعد هزيمتها في غزة، أحلام «إسرائيل» تبخّرت وسقطت حين سقطت الشبح، وأصبح شبح الحرس الثوري الإيراني والجيش الإيراني يطاردها ويؤرق نومها ومعها أمريكا وأدواتها في المنطقة.