بروجردي: اقتربنا من الإنجاز النهائي في سورية ومحور المقاومة سينتصر

أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي أنه «نظراً لروح الصمود والتصدي والمثابرة التي أبدتها الجمهورية العربية السورية طوال السنوات الخمس المنصرمة من الأزمة التي تعصف بها، إنْ كان على صعيد الحكومة السورية أو الشعب السوري أو الجيش السوري الباسل، والدور المميّز للرئيس بشار الأسد، ووقوف الجمهورية اللبنانية والمقاومة اللبنانية الباسلة إلى جانب سورية، في صبرها وثباتها وصمودها، كلّ هذه الأمور أدّت مجتمعة إلى اقترابنا من الإنجاز النهائي على الساحة السورية وحلّ الأزمة التي تعصف بسورية».

وكان بروجردي وصل إلى بيروت صباح أمس، آتياً من طهران على رأس وفد نيابي من اللجنة في زيارة تستمرّ يومين، وكان في استقباله في المطار النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي المقداد ممثلاً كتلة الوفاء للمقاومة، والسفير الإيراني محمد فتحعلي وأركان السفارة.

وقال بروجردي: «من دواعي سروري أن تتزامن زيارتي اليوم إلى لبنان الشقيق في تاريخ الأول من آب وهو عيد الجيش اللبناني الباسل الذي لا يسعنا في هذا الإطار إلا أن ننوّه ونقدّر ونثمّن عالياً الدور الوطني البناء والمميّز الذي قام به طوال الفترات الماضية في مجال حفظ وصيانة الاستقلال اللبناني والأمن على امتداد ربوع الوطن، إنْ كان لناحية التهديدات الإسرائيلية أو تجاه الإرهاب التكفيري المتطرف. كما تتزامن مع الأيام المجيدة للانتصارات التي حققتها المقاومة اللبنانية الباسلة في تموز عام 2006 تجاه الكيان الصهيوني الغاصب».

وأكد «أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي عناية خاصة لدعم الوحدة الوطنية اللبنانية بين كافة مكونات وأطياف المجتمع اللبناني العزيز، لأنّ هذه الوحدة من شأنها أن تؤمّن وتعزز الهدوء والأمن والاستقرار». وقال: «نحن نأمل أن نشهد في المستقبل القريب المزيد من المساعي السياسية الحميدة التي من شأنها أن تساعد على حلحلة كافة الملفات والأزمات السياسية التي ما زالت عالقة على المستوى الإقليمي عموماً، وإنّ التطورات الإيجابية الميدانية التي نشهدها في هذه الفترة على صعيد المنطقة، إنْ كان على صعيد الساحة العراقية أو على صعيد الساحة السورية، هذه الإنجازات الميدانية إنْ دلت على شيء فإنها تدلّ على أنّ البوصلة الصحيحة المعتمدة من قبل كلّ الدول والحكومات الغيورة والحريصة على أمن واستقرار هذه المنطقة، ولهذا تعمل سوية بقلب واحد في مجال دحر الإرهاب التفكيري الأعمى المتطرف الذي يستهدف هذه المنطقة وشعوبها».

واعتبر «أنّ حرب الإرادات التي طرحت في المعادلة السورية طوال السنوات الخمس المنصرمة أثبتت في نهاية المطاف أنّ الجمهورية العربية السورية، وكلّ محور المقاومة والممانعة الذي وقف إلى جانبها بكلّ صمود وثبات، هذا المحور سوف يكتب له النصر في نهاية المطاف، وإنّ المحور المقابل الذي احتضن ودعم وموّل ودرّب المجموعات الإرهابية التكفيرية المتطرفة التي عبثت بالمقدرات السورية طوال الفترة الماضية، هذا المحور ستصل خياراته إلى الحائط المسدود».

في قصر بسترس

واستهلّ المسؤول الإيراني لقاءاته بزيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في قصر بسترس حيث جرى عرض التطورات، في حضور السفير الإيراني محمد فتحعلي.

وقال بروجردي: «تحدثنا عن كلّ الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثنائية الطيبة بين بلدينا. وتطرقنا إلى الكثير من الأزمات الإقليمية، لا سيما الأزمتين العراقية والسورية، فضلاً عن التداعيات المترتبة عن الأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات، خصوصاً ملف النازحين السوريين الذين أتوا إلى لبنان طوال هذه المدة. ولأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها خبرة واسعة في هذا الإطار، إذ استضافت وتستضيف أكثر من 3 ملايين لاجئ على أراضيها منذ ثلاثة عقود، تبادلنا مع معاليه وجهات النظر حول هذا الملف الإنساني».

أضاف: «تطرقنا أيضاً إلى العلاقات الخارجية لإيران في ظلّ إنجاز الاتفاق النووي مع الدول الغربية والآفاق الجديدة التي فتحت أمام إيران جراء توقيع هذا الإتفاق. وتحدثنا عن النقض المتكرِّر للولايات المتحدة للتعهّدات المترتبة عليها وعلى الدول الغربية جراء الاتفاق الذي أنجز بين إيران ومجموعة 5 + 1 . ونحن من خلال خبرتنا الطويلة ندرك جيداً كم أنّ الولايات المتحدة الأميركية ليست أهلاً للثقة، ولكن هذه التجربة تحديداً أثبتت للقاصي والداني، ولكلّ أبناء الشعب الإيراني، وهو عدم وجود أدنى درجة من درجات الثقة للتوجهات الأميركية في هذا الإطار. ونحن لا نحمل هذا النقض الأميركي المتكرّر للتعهّدات لبقية الدول الخمس التي شاركت في التوقيع على هذا الاتفاق».

وتابع: «نحن نشهد حالياً أزمة في مجال حجز الأماكن في الفنادق الإيرانية التي تضيق بالوفود السياسية الأوروبية التي تأتي على مدار الساعة للتشاور والتفاوض مع المسؤولين الإيرانيين حول الملفات الرحبة المتاحة على صعيد العلاقات الثنائية بيننا وبينهم في كلّ المجالات. لذلك نحن نعتقد أنّ التعنُّت الأميركي لن يقف حجر عثرة أمام التطورات الإيجابية التي تشهدها علاقات إيران مع بقية الدول الغربية التي وقعت معها الإتفاق النووي. ونحن نعتبر أنّ هذا الأمر لا يعفي الولايات المتحدة من المسؤوليات القانونية والحقوقية الملقاة على عاتقها في مجال نقض التعهدات الموجودة في هذا الاتفاق الدولي الذي أبرم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة».

وأكد بروجردي أنّ «إرادتنا وتصميمنا في مجال مكافحة الإرهاب، هو جدي وحقيقي للغاية، لأنّ أحد أهم أوجه التعاون الثنائي بين العراق وإيران، وسورية من جهة أخرى ترتكز على مسألة مكافحة ومواجهة الإرهاب».

ورداً على سؤال عن نية إيران تقديم المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، قال بروجردي: «هناك مفاوضات رسمية جرت بين الجانبين اللبناني والإيراني في هذا الإطار، ونحن في إيران ومن خلال حرصنا على دعم كلّ ما شأنه أن يقوي السيادة اللبنانية، لدينا حرص دائم على دعم الجيش اللبناني بالسلاح والعتاد الذي من شأنه أن يمكنه من القيام من الدفاع عن الأمن والاستقرار في لبنان».

وعمّا إذا الأزمة السياسية في المنطقة آيلة نحو التصعيد لا سيما بعد معركة حلب، أجاب: «تابعنا التطورات الميدانية المهمة سواء في الفلوجة في العراق أو في ما يجري في حلب في سورية، ووصلنا إلى نتيجة مفادها أنّ الأطراف الحريصة على مستقبل ومصير وشعوب هذه المنطقة والتي تقف صفاً واحداً في مواجهة ومكافحة الإرهاب والإرهابيين هي التي سوف تكتب لها الغلبة والإنتصار في نهاية المطاف».

وفي شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، قال بروجردي: «إنّ السياسة الثابتة والدائمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ومنها لبنان بطبيعة الحال. وكلّ الأطراف التي لديها نظرة محايدة في معاينة الأمور، تدرك تماماً أنّ إيران غير معنية بتاتاً بشكل مباشر بهذا الشأن. ولكن من جهة أخرى ونظراً لعلاقات الصداقة والأخوة والمودة التي تربطنا بلبنان الشقيق، إذا كان هناك من مساعٍ سياسية من شأنها أن تساعد على حلحلة هذا الفراغ السياسي في لبنان، وإذا طلب هذا المسعى منا، فنحن لن نتردّد في القيام به. نحن نعرف تماماً أنّ لبنان هو بلد النخب السياسية المميزة والممتازة على مستوى هذه المنطقة برمتها، لذلك نحن على ثقة تامة بأنّ هذه النخب السياسية اللبنانية الواعية سوف تتمكن في نهاية المطاف من إيجاد المخرج الملائم لهذا الفراغ الرئاسي».

وحول العلاقات الإيرانية – السعودية المتأزمة وتأثيرها على هذا الاستحقاق، أوضح المسؤول الإيراني

أنه بعد انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني، «قامت إيران بمحاولات دؤوبة وحثيثة من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وكان هناك لقاء جمع وزير الخارجية الإيرانية الدكتور محمد جواد ظريف بنظيره السعودي حينها، ومن ثم كانت هناك زيارة لمساعد الوزير ظريف إلى المملكة. ولكن رغم كلّ المحاولات التي بذلت من الجانب الإيراني، وكما يقول المثل الشائع يد واحدة لا تصفق، لذلك نحن نعتقد أنّ ما وصلت إليه الأمور في هذا الإطار بشكل أساسي، تتحمّل مسؤوليته السعودية وليس إيران».

كما التقى بروجوردي كتلة الوفاء للمقاومة، وأكد رئيس الكتلة النائب محمد رعد على متانة العلاقة بين لبنان والجمهورية الإسلامية.

ورأى المجتمعون أنّ الإنجازات التي تتحقق في مواجهة القوى الإرهابية، تؤكد صوابية محور المقاومة الذي تصدّى لها منذ البداية.

وزار بروجردي والوفد المرافق، يرافقهما السفير الإيراني محمد فتحعلي، عصراً، ضريح الشهيد عماد مغنية في روضة الشهيدين بالغبيري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى