قزي: لا نريد مشاريع لإبقائهم في لبنان

اجتمع وزير العمل سجعان قزي أمس مع منسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، في حضور ممثّلين عن المنظّمات غير الحكوميّة الدوليّة العاملة في لبنان ONGI، ومدير عام المؤسّسة الوطنيّة للاستخدام جان أبي فاضل، وتمّ البحث في تعزيز الشراكة بين الحكومة اللبنانيّة وهذه المنظمات.

وأكّد قزي، أنّه «يُفترض بهذا الاجتماع أن يشكّل نقطة تحوّل في القضايا الإنسانيّة والاجتماعيّة المتعلّقة بالنازحين السوريّين للانتقال إلى مرحلة توفير الحياة الكريمة والإنسانيّة لهم على أرض وطنهم، وتسهيل عمل الجمعيّات يكون في إطار مصلحة الإنسان أوّلاً، ومصلحة لبنان العليا».

وقال: «يجب أن نعي معاً أنّ الفارق بيننا هو أنّكم معنيّون بالعمل الإنساني، بينما انا كوزير في حكومة لبنان معنيّ بالعمل الوطني، علماً أنّه لا يجوز أن يكون هناك تناقض بين الوطن والإنسان. إنّنا في لبنان لدينا هاجس كبير هو أن نخسر بلدنا، وما أقوله ليس اختراعاً من الخيال ولا لتضخيم المشكلة، فبحجّة العمل الإنساني نكاد نستضيف كلّ اللّاجئين في الشرق الأوسط على حساب لبنان. والخوف ناتج من أنّ هناك دولة مساحتها 10452 كلم2، وعدد سكانها حوالى 4 ملايين شخص، واقتصادها ينوء تحت مديونيّة 75 مليار دولار ونسبة بطالة تفوق الـ25 ، وعدد المواطنين الذين يعيشون على خط الفقر أو تحته يفوق مليون و270 ألف إنسان، هذه الدولة غير قادرة على أن تتحمّل لوقت طويل وجود مليون ونصف مليون نازح سوري ونصف مليون لاجئ فلسطيني، ولا نستطيع أن نجعل من المؤقّت حالة دائمة، لأنّ في ذلك قضاء على لبنان أرضاً وشعباً ودولة».

أضاف: «الحكومة غير قادرة على تحمّل هذا العبء، وبالتالي يجب التعاون معكم ومع الدول الكبرى المعنيّة بالحرب على سورية والتي هي مسؤولة عن عدم إيجاد حل لهذه الحرب، لا بل إنّها تغذّي المتقاتلين بالمال والسلاح، أكانوا متطرّفين وغير ذلك وحتى الإرهابيّين».

وتابع: «نحن نبحث عن دولة ومشروع وطني ولا نريد مشاريع لإبقاء النازحين السوريّين، نحن نريد أن تذهب كل أموال العالم إلى مشروع واحد هو إعادة النازحين إلى بلدهم».

وقال: «إنّ التنظيمات الإرهابيّة ما كانت لتصبح قوة كبيرة لو لم يكن هناك دعم من قوى إقليميّة ودوليّة تقوم بتغذيتها، وهذه التنظيمات الإرهابيّة تقوم بدورها باستغلال الوضع الصعب للنازحين بهدف تجنيدهم للقيام بأعمال إرهابيّة».

وسأل: «لماذا لا تستضيف الدول الكبرى ودول أميركا اللاتينيّة والدول العربية النازحين السوريّين، وعلينا نحن أن نتحمّل هذا العبء فيما عليهم فقط خلق الحروب؟».

من جهته، أكّد لازاريني «أهميّة الشراكة المتينة بين وزارة العمل والمجتمع الدولي»، وقال: «إنّها المرة الأولى التي نعقد فيها مثل هذا الاجتماع لمناقشة أزمة النازحين السوريّين في لبنان وتسليط الضوء على التحدّيات والهواجس لدى لبنان، وسنعمل بالتأكيد على مراجعة هذه الهواجس ومعالجتها».

وشدّد لازاريني على «تعزيز الشراكة»، وقال: «جميعنا نسعى لمساعدة لبنان للتخفيف من هذه الأزمة».

وكان وزير العمل استقبل سفير بنغلادش في لبنان عبد المطلب ساركر، وعرض معه سُبُل تنظيم اليد العاملة البنغاليّة في لبنان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى