جيشنا حماة الأرض… سياج الوطن
د. خيام الزعبي
سواء الذين قضوا العيد مع عوائلهم، أو في المنتزهات والحدائق والميادين مستمتعين بالهواء الطلق والمناظر الخلابة هرباً من الحرّ، وبحثاً عن الاسترخاء، وفي المقابل كان هناك مَن يسهر على أمن الجميع يطارد الإرهاب، ويواجه بصدره رصاصاً يمنعه عن هؤلاء المستمتعين بإجازة العيد، مع الانتصارات الباهرة والمتلاحقة التي يسطرها في حربه المقدّسة ضدّ فلول الإرهاب والتخلّف والجهل ممثلة بظلامي العصر «داعش»، وليس غريباً على الجيش السوري، أن يكون عين البلاد الساهرة وحامي شعبها والقوة الضاربة ضدّ من يحاولون المساس بكرامتها وعزتها، لا سيما وهو يخوض الآن غمار صولاته البطولية ضدّ عصابات داعش وأدواتها الإرهابية، محققاً تقدّماً كبيراً بعملية تحرير المناطق التي دنّستها تلك العصابات.
بدءاً من معارك تحرير حلب ومناطق حمص وريف دمشق، وانتهاء بمعارك تحرير الرقة، وجدنا أنفسنا إزاء جيش سوري، ومقاتل شجاع، يتقدّم منفّذاً مهامه وواجباته القتالية من دون أن يتردّد أو يهاب الموت. فالجيش اليوم برهن على أخلاقه العسكرية العالية في مساعدة النازحين والهاربين من جحيم عصابات داعش و»النصرة» وتنظيمات الإرهاب، من خلال تقديمه لهم كلّ أنواع الغوث والمساعدة والعون الضرورية. وكم من مرة رأينا بأمّ أعيننا كيف أفراد الجيش يحملون على ظهورهم العجزة أو الأطفال لإيصالهم الى برّ الأمان.
وببساطة شديدة فشل العدوان العسكري من أيامه الأولى على سورية، لأنّ الشعب توحّد، فكان تلاحم شعبي عريض، وبعد أكثر من خمس سنوات من العدوان المتواصل، ما زالت سورية صامدة، فكلّ المؤشرات العسكرية والسياسية تُشير إلى فشل العدوان العسكري والسياسي والإعلامي وحتى الاقتصادي، فشلاً ذريعاً وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في سورية، ومع ذلك ما زالت أميركا مستمرة مع أدواتها في محاولاتها للاغتيال وتدمير الدولة السورية، ومع ذلك ما زال رجال الجيش السوري يفتحون جبهات القتال في كلّ محافظة من المحافظات السورية، جبهات لا تُحصى يغرق فيها المرتزقة الذين جاؤوا من كلّ حدب وصوب. جبهات مليئة بالمقاتلين الشجعان الذين يحققون التقدّم الكبير ويطهّرون الكثير من المواقع التي كانت تحت سيطرة داعش والنصرة وأخواتهما، إنها انتصارات توحي بقرب النصر الكبير.
من حلب التي فتحت اليوم باب النصر المتصاعد بالسيطرة على مواقع جديدة ومهمّة، بعد معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة التي تكبّدت خسائر فادحة في صفوفها، إذ شكلت ضربة موجعة للغزاة والمرتزقة، وبالتالي جرى تأمين أجزاء كبيرة من مدينة حلب وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والآليات التي خلّفها الغزاة وراءهم، وبعد هذه الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقوى المتطرفة في جبهات حلب الشمالية انسحبت المجموعات الإرهابية من جبهات القتال في ريف حلب الشمالي واتجهت الى أرياف إدلب. وبعد انهيارها أصبحت الأرضية مهيأة لقوات الجيش السوري للتقدّم شمالاً نحو مصيبين وتوسيع رقعة سيطرته على المناطق الأخرى، وبذلك يتقدّم خطوة تلو الأخرى باتجاه القضاء كلياً على أيّ وجود إرهابي في حلب ومحيطها.
يواجه الجيش السوري حرباً شرسة ومؤامرة من قوة منظمة، وذلك من أجل إسقاطه وضياع هيبته، لكون الجيش السوري هو الجيش العربي الوحيد الذي تهابه كلّ دول العالم، ولذلك يريدون إسقاطه في مستنقع حروب العصابات، فالجيش السوري لم يخرج طوال تاريخه لمهاجمة أيّ دولة والاعتداء عليها أو احتلالها، بل هو دائماً فى وضع الدفاع عن النفس، وذلك هو ما يجعل سورية دائماً منتصرة فى كلّ الحروب التي تدخلها، لذلك فإنّ الهجمات الأخيرة على سورية فشلت وتساقط الإرهابيون.
مجملاً، هناك مواجهة صعبة يخوضها جيشنا، من أجل أماننا واستقرارنا، هذا الجيش يُعَدُّ الأول من نوعه، الذي يقاتل داعش والنصرة وأخواتهما من مجموعات الإرهاب والظلام منذ أكثر من خمس سنوات، من دون كلل أو ملل. لذلك نقول اليوم لجنودنا الذين يقفون على الحدود والجبهات: عيدُكم أجمل وكلّ عيد وأنتم بخير وكلّ عيد والوطن وأمنه هو العيد السعيد، كلّ عام والوطن عزيزٌ بأبنائه… وبكلّ الفخر نهنئكم كلكم فرداً فرداً، فالشكر لكم والشرف للشهداء الذين هم في جنات النعيم أحياء عند ربهم يرزقون، وباختصار شديد نتمنى أن يكون عام 2016 عام الحسم ونهاية داعش والنصرة والمجموعات المتطرفة الأخرى في سورية وفي المنطقة بأسرها.
كاتب سياسي
khaym1979 yahoo.com