تقرير

أشارت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية إلى أن موسكو قد توجّه إنذاراً إلى المسلحين: «إما أن تعيدوا الجثامين، أو نبدأ بقصف جوّي واسع للمنطقة».

وجاء في المقال: أُسقطت، في محافظة إدلب يوم الاثنين في 1 آب، مروحية نقل عسكرية روسية من طراز «مي 8» أثناء عودتها من مهمة إنسانية. وكان على متن المروحية خمسة أشخاص: ثلاثة منهم هم طاقمها، وضابطان من المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سورية. وتعدُّ هذه أكبر خسارة تتعرّض لها القوات الروسية منذ بدئها العملية العسكرية في سورية.

وقد أكدت وزارة الدفاع الروسية أن المروحية أُسقطت عندما كانت عائدة إلى قاعدة حميميم من حلب، حيث أوصلت إلى المدينة مساعدات إنسانية.

ووفق ما نشرته وسائل الإعلام الأجنبية، فقد أعلن ما يسمّى «الجيش الحرّ»، الذي يسيطر على جزء من أراضي محافظة إدلب، مسؤوليته عن إسقاط المروحية الروسية. كما نُشرت في شبكات التواصل الاجتماعي صوَر عن المروحية بعد إسقاطها وصوَر لجثث الضحايا. ولتأكيد أن الجثث تعود إلى العسكريين الروس، نشر المسلّحون صوَراً لبعض وثائقهم التي لم تحترق.

ويسأل الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي: لماذا حلّقت المروحية فوق المناطق التي تسيطر عليها العصابات المسلّحة؟ ولماذا كانت «مي 8» من دون حماية مروحيات أخرى؟ ولماذا كانت تحلّق على هذا الارتفاع الذي يمكن أن تصل إليه المضادات الجوّية التي بحوزة العصابات المسلّحة، مع علم العسكريين المسبق بأن هذه المضادات وصلت بكميات كبيرة إلى سورية خلال السنوات الأخيرة.

ويقول موراخوفسكي، استناداً إلى المعلومات التي نشرتها العصابات المسلّحة في الإنترنت، فإن المروحية أُسقطت على الأرجح بمدفع «ZU-23» المضاد للطائرات، التي اشترت كميات كبيرة منه المملكة السعودية وقطر من بلدان أوروبا الشرقية وسلّمتها للمسلّحين في سورية.

من الواضح أن نقل جثامين الطيارين الروس إلى قاعدة حميميم ستكون عملية معقدة جداً. فلكي تتمكن فرق الإنقاذ الروسية من الوصول إلى الأراضي التي تسيطر عليها هذه العصابات المسلّحة، لا بدّ من قيام الطائرات بهجمات مكثّفة على هذه المنطقة، وتدمير مواقع الدفاع الجوّية كافة، وإجبار المسلّحين على الانسحاب منها إلى مسافات مناسبة. بعد هذا تستطيع فرق الإنقاذ القيام بعمليات إنزال في المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أن غالبية الخسائر يتكبّدها العسكريون الروس في سورية بعد قيامهم بمهمات إنسانية مثل إيصال المواد الغذائية إلى سكان المناطق المحرّرة، أو بعد الزيارات التي يقوم بها ضباط المركز الروسي لتنسيق المصالحة.

ويعترف موراخوفسكي أن لرمي المواد الغذائية من الطائرات أو توزيعها على الأرض من الشاحنات تأثيراً إيجابياً على السكان المحليين والبلدان الغربية أيضاً. ولكن الخبير العسكري يدعو إلى التخلّي عن هذه العمليات. إذ يجب أن تقوم بهذه المهمة القوات السورية النظامية وحلفاؤها. وعلينا فقط توفير الخدمات اللوجستية ونقل هذه المواد إلى قواعد القوات السورية، التي منها يتم توصيلها إلى المناطق المطلوبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى