دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
بعض أحلام الطفولة تقف على رؤوس أصابعك، وتجلس إلى جوارك، وتنام في سريرك، إلى أن تبادر وتكتب عنها.
كنت في السادسة يوم سألت أمّي عن هذا القوس الملوّن الذي يعيد إلى السماء صفاءها بعد جولات من العواصف والأمطار والرعود، فكان أن أخبرتني ببساطتها المعهودة «بأنه قوس عجائبيّ إذا مرّ الصبيان من تحته تحوّلوا إلى بنات».
ولأنّ أمي كانت تمنعني من اللعب مع بنت الجيران، رحت أترصّد عودة الشتاء وفي جعبته قوس ملوّن، علّني أغافل أمي، وأسعى إليه، وأتزحلق فوقه، ثمّ أمرّ من تحته فأتحوّل إلى بنت، وألعب مع بنت الجيران!
وكبرت، وبقي الحلم حلماً جميلاً، ولكنّي عرفت أنّ اسمه قوس القزح، وأنٌه تحفة فنيّة بديعة تشترك في حوكها حبات المطر، وسنابل الشمس، وأحلام الأطفال، وحكايا الأمهات.
آهٍ… كم كانت جميلةً حكاياتك يا أمّي!