مجلس الأمن يخفق في إيجاد حل لصواريخ بيونغ يانغ
أخفق مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعاً طارئاً، أمس، على خلفية التجربة الصاروخية الأحدث لكوريا الشمالية، في الاتفاق على بيان حول هذا الإطلاق رغم الإدانات القوية.
وقالت سامانثا باور، المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إنها كانت على ثقة في أن يجمع المجلس على إدانة سريعة لتجربة الإطلاق الصاروخي التي وصفتها بأنها «محاولة أخرى لتعزيز قدراتها التهديدية». و تصّدت باور للتلميحات القائلة أنّ قرار الولايات المتحدة نشر نظام متطور للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية استفز الشمالية، مما دفعها إلى إجراء تجارب لاطلاق صواريخ باليستية.
المندوبة الأميركية أشارت إنّ نظام «ثاد» الدفاعي الصاروخي يهدف للحماية من التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية، و أشارت إلى الزعيم الكوري الشمالي بالقول «أيّ تصور بأنّ الفاعل الأصلي هو أحد غير كيم جونج أون، والنظام الحاكم في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كوريا الشمالية ليس له أساس في الواقع وليس له أساس في التاريخ».
و أضافت أنها تعتقد أن مجلس الأمن يمكنه أن يسارع إلى إصدار إدانة. وبيانات المجلس تصدر بموافقة جميع الأعضاء والإدانات السابقة لتجارب كوريا الشمالية لإطلاق الصواريخ استغرقت أياماً أو أسابيع.
من جهته، قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة «ليو جيه يي» إنه ينبغي عدم القيام بأيّ أعمال من شأنها أن تفاقم التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وعندما سُئل عما يمكن عمله لتخفيف حدة الوضع أجاب قائلاً «إذا نظرت إلى العوامل التي تساهم في التوتر في شبه الجزيرة الكورية، فإنني أعتقد أنّ الإجابة بديهية».
بدوره، قال السفير الياباني لدى الأمم المتحدة «كورو بيسو» للصحفيين «الصاروخ سقط في المنطقة الاقتصادية الخاصة لليابان. لم يكن هناك أيّ تحذير على الإطلاق»، «بالتأكيد فإنها مشكلةً كبيرةً جداً لأمنِ وسلامةِ منطقتنا».
وفي السياق، قال السفير الكوري الجنوبي لدى الأمم المتحدة «أوه جون» إن بيونغ يانغ أجرت هذا العام 13 جولة من تجارب الصواريخ الباليستية أطلقت خلالها 29 صاروخاً متنوعاً.
وأضاف «إنهم يفعلون كل هذا لغرض منظم وشامل هو تطوير وصقل ما لديهم من تكنولوجيا الصواريخ… إنه خطر واضح وقائم على أمن جميع دول المنطقة».
إلى ذلك، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عملية الإطلاق، حسبما أفاد المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، مشيراً إلى أنّ مثل تلك الأعمال تقوّض بشدة السلام والاستقرار الإقليميين.
في غضون ذلك، قالت وكالة «يونهاب» للأنباء نقلاً عن تعليقات للرئيسة باك جون هاي، إنّ كوريا الجنوبية قد تغير موقع وحدة من نظام «ثاد» الأميركي المتطور للدفاع الصاروخي في مقاطعة سونجو بجنوب شرق البلاد، بسبب مخاوف صحية وبيئية لدى السكان. وأضافت «بالنظر إلى المخاوف لدى سكان سونجو فإننا سندرس موقعاً مختلفاً إذا كان هناك أيّ موقعٍ بديل يوصي به الجيش». يأتي ذلك في وقت، قرر الجيش الأميركي لأول مرة منذ 10 سنوات، نشر سرب من القاذفات الاستراتيجية ذات القدرة الفائقة على المناورة في منطقة المحيط الهادئ، بغيّة ردع الصين وكوريا الشمالية.
وأوضحت قيادة المحيط الهادئ في الجيش الأميركي PACOM في بيان، أنّ قاذفات «B-1B Lancer» ستحل محل قاذفات «B-52» الذي ستغادر المنطقة، حيث من المقرر أن تصل هذه القاذفات يوم السبت المقبل إلى قاعدة «أندرسون» الجويّة الأميركية في جزيرة غوام التي تدخل في قوام أرخبيل مارياناس. كما سينشر الجيش في القاعدة قرابة 300 عسكري إضافي سيتولون مهمة صيانة الطائرات.
وفي بيانها أوضحت PACOM أنه سبق لقاذفات من هذا الطراز أن قامت بمهمات في أجواء المحيط الهادئ، لكن النشر الحالي للقاذفات في المنطقة يأتي لأول مرة منذ 10 سنوات، مضيفةً أنّ هذه القاذفات تتميز بقوة أسلحتها وقدراتها الفائقة على ضرب أهداف على مسافات بعيدة جداً.
من جانب آخر، أوضحت قناة « CNN « أنّ القاذفات التي سيتم نشرها في المحيط الهادئ، هي التي تدخل في قوام السرب 34 للقاذفات. وسبق لتلك القاذفات أن شاركت عام 2015 في العمليات القتالية بسورية والعراق وأفغانستان. ونفّذ أطقم القاذفات في الدول الثلاث 630 مهمة قتالية إذ بلغت المدة الإجمالية للتحليقات قرابة 7 آلاف ساعة.
واعتبرت القناة أنّ نشر القاذفات في المنطقة يرسل إشارة إلى الصين، بشأن تصميم واشنطن على ضمان حرية التحليق والملاحة في المنطقة، بغض النظر عن ادعاءات بكين بشأن حقها في المزيد من الأراضي والجزر، بالإضافة إلى إرسال «إشارة واضحة» أخرى إلى السلطات الكورية الشمالية، بشأن عزم الجيش الأميركي على حماية كوريا الجنوبية.