باسيل: نحتكم للشعب ولن نقوم بأي شيء خارج إرادته
أكد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل خلال لقاء عقدته هيئة غزير في «التيار»، وجود «خطر يهدد لبنان اليوم وهو أكبر من خطر الإرهاب، ليس لأن أناسه خطرون، بل لأنّ حجمه خطير وهو النزوح السوري». وقال: «يخبرنا الأجانب عندما يزورون المخيمات السورية أنهم عندما يسمعون من النازحين رغبتهم بالعودة إلى بلادهم، كأنهم يقنعوننا بأنهم عائدون إلى أرضهم، نسأل: ما الذي تفعلونه من أجل إعادتهم إلى سورية غير أنكم تكتبون التقارير الدولية التي تصدر وإننا ذاهبون في أيلول إلى مؤتمر دولي تحت عنوان «كيفية تشجيع الدول لإدماج النازحين على أرضهم وإعطائهم الجنسية»؟ وأضاف: «لماذا لا نقرأ في اللغة الدولية التي أصبحت قاموساً، … والذي صدق في العام 1948 أنّ النازحين الفلسطينيين الذين أصبحوا لاجئين كانوا في صدد البقاء لمدة أسبوع فقط، فلينظر ويرى بعد 68 عاماً ما الذي حصل، وما الذي يحصل في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، مع العلم أنهم ليسوا هم من يتحملون المسؤولية، بل الوضع الذي تركوهم فيه وقد بعثت بأكثر من خمسين رسالة إلى دول أطلب فيها تمويلاً لمنظمة «الأونروا» وهي منظمة غوث اللاجئين التي تشهد عجزاً مالياً كبيراً، وهل تظنون أو تصدقون أنّ الدول ستمول النازحين السوريين مدى العمر؟ لماذا سيستمرون بالمساعدة خصوصاً عندما ستعاني هذه الدول من أزمات مالية». وتابع: «إننا قادمون من جلسة حوار قيل عنها أنها من أعمق جلسات الحوار لأننا نأمل أن نتفق، وستليها ورشات عمل لحل موضوع اللامركزية الإدارية ومجلس الشيوخ ورئاسة الجمهورية، لكنّ الجلسات لن تكون جدية، لن يصدق اللبنانيون مفعولها عندما لا نتحدث بصراحة عن مشكلة أساسية في البلد وهو مفهومنا للعيش سوياً مع بعضنا لأنها الموضوع الأساس، الذي لم يتم التفاهم عليه وحلّ مشكلته، وهو ليس تفصيلاً كيف ننتخب رئيس جمهورية أو كيف نتفق على قانون انتخاب، بل هو بالنسبة إلينا وجود أو عدم وجود، هي اعتراف بنا أو عدم اعتراف بنا وهي ليست قضية شخص أبداً، والبرهان أننا ليس قضية «شخص» إننا نقول إنّ هناك خلافاً على اختيار رئيس جمهورية لبنان، وبالنسبة إلينا موقفنا بالاستناد إلى أمرين، أولاً حقنا الدستوري المكرس بالدستور بوجود نصاب يمكننا عدم تأمينه كونكم لا تحترمون تمثيلنا وهذا النصاب لا نؤمنه نحن ولا من يقف إلى جانبنا ولا يمكنكم أخذ حقنا الميثاقي الذي لا يأخذه منا إلا شعبنا الذي أعطانا إياه». وختم: «نحن نحتكم للشعب ولن نقوم بأي شيء خارج إرادة الشعب، وهذا هو موقفنا اليوم وغداً، ومن يراهن على معادلات خارجية كالانتخابات الأميركية أو الاتفاقات الإقليمية، هي أمور تؤثر عليه وحده لأنّ موقفه غير مرتبط بالشعب، بل مرتبط بالخارج، نحن موقفنا مرتبط فقط بشعبنا ولا يغير موقفنا إلا الشعب ولن نترك شعبنا ولا موقفنا، وعندما نتركهم هذا يعني تخلينا عن ميثاقنا وعن مبدأ وجودنا في هذا البلد، وهذا حق لنا وللذي سيأتي بعدنا، ونعطي سببا لوجودنا في هذا البلد ولنبق مؤمنين به ولا يمكن أن ننكسر في هذا المبدأ الذي يجعل المواطن فئة ثانية، وعندئذ يكون الحرمان لفئة معينة لقرارها التمثيلي والذي من خلاله يمكنها إيصال من يمثلها فيما أنّ مواطناً في مكان آخر لا يتم حرمانه من ايصال من انتخبه أو من يمثله، وهنا أساس المشكلة الموجودة وهي عدم التساوي، وبهذه الطريقة لن يقوم البلد وعندما يتم حلها ننتخب رئيساً للبلاد بالسرعة المطلوبة، ويكون لنا قانون انتخاب عادل يقوم أيضاً على هذا المبدأ، ويتم البحث عند البعض بطريقة سريعة للوصول إلى قانون يمكنه الحصول من خلاله على أكثرية نيابية غير صحيحة وغير واقعية هنا تكمن المشكلة إننا مع النسبية التي تؤمن التمثيل الصحيح، ونجدهم يريدون الأكثرية التي لا تؤمن التمثيل الصحيح، لا يريدون قانوناً واحداً ونحن نريد معياراً واحداً ومنطقاً واحداً يستند إلى الميثاق والمناصفة والتمثيل الصحيح في ظلّ العدالة بعيداً عن التفصيلات على قياسات محدّدة ولغايات محددة».
وكان باسيل الشباب «إلى الابتعاد عن 5 ثقافات وهي ثقافة القفز فوق القانون، ثقافة التسوية التي تقوم على نبذ المبادىء، ثقافة الإقطاع، ثقافة الفساد، وأخيراً ثقافة القناصل والسفراء».
وأعلن خلال رعايته حفل التخرج السنوي لطلاب جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا ـ AUL أنّ «الدولة عاجزة عن تحقيق التغيير والإصلاح من دون الشباب»، وتحدث عن هجرتهم، مؤكداً أنه «لا يحق لأحد أن يحرمنا من ثرواتنا».
وختم: «اللبنانيون تربوا على ثقافة تقبل الآخر، ولهذا السبب تمكنوا من استقبال أكثر من مليون لاجىء على أرضهم، وهو ما عجزت عنه أوروبا جمعاء».