تقرير
نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية تقريراً عن خمسة سيناريوات للحرب العالمية الثالثة بعيون الخبراء. ويذكّر التقرير بما قاله مرشّح الرئاسة الجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، إن محاولات إعادة شبه جزيرة القرم بالقوّة تعني نشوب حرب عالمية ثالثة. وجاء ذلك أثناء لقائه الناخبين في ولاية أوهايو.
الصحيفة جمعت أكثر السيناريوات المحتملة لنشوب الحرب العالمية الثالثة، الشائعة بين هواة نظرية المؤامرات، وناقشتها مع الخبراء العسكريين.
دول البلطيق: يقول الخبير العسكري، نائب مدير معهد بلدان رابطة الدول المستقلة فلاديمير يفسييف: ثمّة أسباب قد تؤدّي إلى اندلاع الحرب، ولكن ليس من الضروري أن تتطوّر إلى حرب عالمية ثالثة. وقد يكون السبب شبه جزيرة القرم، على رغم أن هذا السيناريو أقل احتمالاً من سيناريو دول البلطيق.
وأضاف: هناك يستمرّ الناتو في تعزيز وجوده العسكري. وقد وقعت حوادث بين طائراته وسفنه والطائرات والسفن الروسية. وهذه الحوادث قد تتطوّر في أيّ لحظة إلى إسقاط طائرة أو إغراق سفينة. وسيتم الردّ على ذلك حتماً. لكنّ من الواضح أن واشنطن لا تريد استبدال مدنها بمدينة ريغا مثلاً. وأن الالتزامات ضمن إطار الناتو لا يعني أنها ستنفذ. لذلك أعتقد أن جميع الاعتداءات على روسيا وهمية. فالولايات المتحدة بحاجة إلى دول البلطيق فقط كأداة ضغط على روسيا، لا أكثر.
سورية: يرى الخبير يفسييف أن دخول روسيا في النزاع السوري ضدّ «داعش» كان محفوفاً بالمخاطر لاحتمال حدوث مواجهة مباشرة مع تركيا، ما كان سيصيب الناتو بالتوتر، لأنها المواجهة القتالية الأولى بين روسيا ودولة عضو في الناتو. أنا لا أقصد نشوب حرب عالمية ثالثة. وإنني كخبير عسكري أقول إن احتمال نشوبها منخفض جدّاً.
فلكي تنشب حرب كهذه، ثمة خيارات مختلفة مثل إطلاق منظومة الدرع الصاروخية إنذاراً كاذباً، ما يؤدّي إلى إطلاق صاروخ اعتراضي. أو بكلمة أخرى قد تقع حوادث يعدُّها أحد الأطراف تهديداً لمصالحه الوطنية.
أمّا الخبير العسكري آلِكسي ليونكوف، فيعتقد أن النزاع بين روسيا والولايات المتحدة في سورية قد يندلع على خلفية «تقسيم» سورية. فقد أعلن أوباما في نهاية تموز المنصرم أنه بعد منبج ستكون الرقة الهدف التالي. وموقع مدينة الرقة استراتيجي، وإذا سيطر عليها الأميركيون فسيتم تقسيم سورية إلى قسمين غير متساويين. والحديث يدور عن الجزء السوري الذي تنوي الولايات المتحدة لعب سيناريو جدار برلين فيه. وهذا سيؤدّي إلى تصعيد التوتر بينها وبين روسيا.
أما عن الاتجاه الكوري، فيقول الخبير العسكري ليونكوف، إن أساس أيّ سيناريو لنشوب حرب عالمية ثالثة هو الاعتداء على روسيا. فروسيا دولة نووية، ولكن يوجد افتراضياً الشرق الأقصى، فمثلاً هناك ما يدور حول كوريا الشمالية والولايات المتحدة بحجة إقليمية الصراع أو استعراض القوة.
وهنا نشير إلى أن كوريا الشمالية التي تهدّد جارتها الجنوبية والولايات المتحدة، وفق المعطيات اليابانية، تمكّنت من إنتاج صواريخ وسلاح نووي.
وبالنسبة إلى الهند وباكستان، يعتقد الكتّاب في مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية أن الحرب الثالثة يمكن أن تسببها المواجهة العسكرية بين الهند وباكستان، إذا قامت المجموعات التي تموّلها باكستان بأعمال ارهابية واسعة النطاق في الهند، كما حدث في مومباي عام 2008، فإن صبر الهند سينفد. وإذا هزمت باكستان، فإن استخدام السلاح النووي التكتيكي سيكون المخرج الوحيد من الأزمة. ولكن الخبراء يقولون إن البلدين لا يركزان على هذه المواجهات.
أما بالنسبة إلى بحر الصين الشرقي، فأعربت وزارة الدفاع اليابانية في تقريرها الجديد عن تخوّفها من تعزيز الصين مواقعها في منطقة جزر سينكاكو دياويو، التي تعدُّ موضع صراع بين بكين وطوكيو.
ويذكر أن اليابان نشرت قواتها في المناطق المتنازع عليها. وتشير المجلة إلى أنه في حال اندلاع النزاع، فسيكون من الصعب على الولايات المتحدة البقاء متفرجة، لأنها ترتبط باليابان باتفاقية الدفاع المشترك. وتضيف المجلة، كان بإمكان الصين توجيه ضربة وقائية إلى المواقع العسكرية الأميركية في المنطقة.