ورد وشوك
ورد وشوك
أنت وجعي… قالها وغاب من جديد.
تمتمت بحزن: أنا وجعك أيها الوهم الحبيب!
يا أملاً راودني بضع سنين، أن أكون بلسماً به تلتئم جروح اليتم والغربة والوحدة، فأكون العوض عن كلّ ما عانيته أنت وأحسست به أنا من بعيد.
أنت وجعي. ألم يصلك إحساسي بالوجع عندما خاب ظنّي وأنا مشغولة عنك بك، أنشد مستقبلاً بالودّ والاستقرار يستقيم؟
أتدري؟ يومئذٍ خامرني شعور أعجز عن وصفه، دفعني إلى التفكير بالرحيل. فهناك في المقلب الآخر، مستقبل يعدني بالنجاح أكيد، كنت أرفض إغراءاته انتظاراً لإشراقة صباح تبدّد سواد ليل بهيم.
حاولت اقتلاع جذوري. فكلّ ما حولي يجسّد خيبة أملي. فيلجمني ويمنع انطلاقي إلى الحياة من جديد. لكن، وبعد طول تفكير، أدركت أن حبّي للشام وياسمينها أقوى من وهمي وألمي.
إنها الحقيقة التي عشتها وأعيشها طوال ما بقي من العمر من سنين. فدع عنك الوجع، وامضِ، فما عاد العمر يحتمل منه المزيد.
رشا مارديني