تقرير
اعتبر موقع «Boulevard Voltaire» الإخباري الناطق بالفرنسية، أنه ليس أمام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سوى الاصطفاف إلى جانب روسيا في مكافحة الإرهاب أو الاستقالة من منصبه.
وأعاد الموقع إلى الأذهان، أن روسيا هي التي خلّصت العالم من النازية إبان الحرب العالمية الثانية، فيما هي اليوم تمدّ يدها إلى الغرب مقترحة عليه التصدّي لللتطرّف الإسلامي، الأمر الذي يحتّم على أوروبا قبول اليد الروسية، إذ لن تنجو أوروبا من حرب ثالثة قد تندلع.
وذكّر الموقع، بأن فرنسا لم تحضّر للحرب العالمية الثانية قبل اندلاعها عام 1939، وأن الشعب الروسي، أي السوفياتي آنذاك، قد بذل التضحيات اللازمة لتحرير العالم بأسره من نير النازية.
واعتبر الموقع، أن السبيل الأمثل للحؤول دون تكرار مأساة الحرب العالمية الثانية، مصافحة اليد التي تمدّها روسيا، والتخلّي عن نهج اقتصار الأمر على القول لا الفعل.
وأضاف: نواجه نحن والشعب الروسي اليوم عدوّاً مشتركاً يتمثل في الإسلام الراديكالي، والليبرالية الجديدة. يبدو للوهلة الأولى أنه شتان ما بين الإسلام الراديكالي واليلبرالية الجديدة، إلا أنهما يمثلان في الواقع ذراعَي وحش واحد، وورماً على جسد العالم المعاصر.
وذكّر «Boulevard Voltaire» بأن روسيا قد ربحت حرباً أهلية مرعبة خاضتها ضدّ الإسلاميين في القوقاز، فيما كان الجهاديون يتلقّون المال حينذاك من ممالك الخليج برعاية وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وبتغطية من معظم وسائل الإعلام الغربية، حتى وقف وراء النصر الروسي فلاديمير بوتين شخصياً.
وأشاد الموقع بنجاح الجيش الروسي في مؤازرة الشعب السوري في مقاومته البطولية لتنظيم «داعش» وعناصره من الهمجيين، فيما لم تحصل فرنسا على مباركة «العم سام»، وتنضمّ إلى روسيا في مكافحة الإرهاب، فضلاً عن إخلالها بشروط صفقة حاملات «ميسترال».
وأضاف: قادتنا يشغلون مواقعهم على الجانب الثاني من الجبهة، فيما تتمسك السلطات الفرنسية بضرورة النصر على الأسد، الأمر الذي يفسّر توريدها السلاح لـ«جبهة النصرة».
وأعاد الموقع إلى الذاكرة الحفاوة والتكريم اللذين قوبل بهما في قمة الناتو الأخيرة رئيس «دولة أوكرانيا المجرمة»، تزامناً مع قصف كتائب النازية الجديدة التابعة له المدنيين في دونباس جنوب شرق أوكرانيا، حتى خلصت القمة إلى تعزيز حضور الناتو على تخوم روسيا، الأمر الذي يجرّ الغرب إلى نزاع قد لا تنجو أوروبا منه.
وختم الموقع الفرنسي تعليقه، معتبراً أنه لا يحق للغرب في يومنا هذا تكرار مأساة عام 1939، وردّ اليد الروسية الممدودة من جديد، ولا بدّ من وضع خيارين اثنين أمام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، يتمثلان في الاتحاد مع روسيا، أو التنحّي عن منصبه.