مسلّم: إقامة دولة كردية أمر غير واقعي ونريد دولة موحدة
في مجال رده على سؤال حول هل تثق موسكو بواشنطن فيما يتعلق بالعملية السورية، دعّا مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إلى ضرورة وزن الكلمات بعناية، وحسب العواقب المحتملة بدقة للتصريحات والتعليقات غير المنضبطة حول التسويّة في سورية.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، قد أعلّن في وقتٍ سابق، أنه لا يميل إلى الثقة بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في التسويّة في سورية. ولم يقدم أوشاكوف أيّ تقييم مباشر وصريح لكلمات أوباما، بل تحدث عن خط موسكو في هذه الأمور. وقال «عندما نصدر هذا النوع من التصريحات نقوم طبعاً بوزن عواقبها المحتملة».
وحول نفس الموضوع، قال نائبُ وزير الخارجيةِ الروسي سيرغي ريابكوف معلقاً، إنّ الولايات المتحدة خلال الحوار مع روسيا حول سورية، تظهر عدم استعدادها للعمل على أساس المساواة ولا تتصرف كشريك، ولا تلتزم بما ورد في الوثائق التي أقرّت سابقاً بشكل جماعي، قائلاً «كل ذلك يثير الأسف».
من جهتهِ، قال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي السيناتور فرانز كلينتسيفيتش، إنّ ما تريده الولايات المتحدة في سورية هو «تنحية رئيس الجمهورية بشار الأسد وإشاعة الفوضى في هذا البلد».
وأضاف «ولأنّ التطورات الأخيرة الناجمة عن فعالية القوات الحكومية السورية، والقوات الجويّة الروسية التي تساند القوات السورية لا تبعث على التفاؤل بشأن تحقيق ما تريده الولايات المتحدة، فإن رئيس الولايات المتحدة يبدي انزعاجه».
ومن جانبه أرجع رومانوفيتش، سبب «شكوك الرئيس الأميركي في إمكانية تثبيت الهدنة في سورية»، إلى أنّ ما تفعله روسيا لوقف العمليات القتالية في هذا البلد وإنهاء معاناة السوريين يتنافى مع سعي الولايات المتحدة إلى «إحداث فوضى في الشرق الأوسط والاستفادة منها».
في غضون ذلك، أعلّنت الخارجية الروسية، أنّ وزير الخارجية سرغي لافروف بحث مع نظيره الأميركي جون كيري هاتفياً خطوات موسكو وواشنطن لتنفيذ قرار مجلس الأمن حول سورية.
وأكّد لافروف خلال الاتصال، «على ضرورة تنشيط وتفعيل التصدي للتنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة الأخرى، التي أخذت تتصرف بوقاحة أكبر، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا جدد بين المدنيين في سورية بما في ذلك بسبب استخدام المسلحين للمواد السامة».
وذكّرت الخارجية أنّ الوزيرين ناقشا، الخطوات المحددة في مجال التسويّة السورية، وفقاً للاتفاقات التي تمّ التوصل إليها خلال زيارة كيري الأخيرة إلى موسكو، مشيرةً إلى أنّ المكاملة جرت بمبادرة من الجانب الأميركي.
وأشار البيان إلى أنه جرى خلال ذلك بحث ومناقشة الخطوات المحددة من جانب روسيا والولايات المتحدة كرئيسين مناوبين لمجموعة دعم سورية الدولية، المعنية بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بسورية وذلك وفقاً للاتفاقات التي تمّ التوصل إليها خلال زيارة كيري لروسيا يومي الـ 14 والـ15 من تموز الماضي.
إلى ذلك، قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، أمس، إنّه يجب استئناف المحادثات بشأن مستقبل سورية ودعّا إلى جولةٍ رابعةٍ من محادثاتِ جنيف للسلام.
جاء ذلك في وقتً، أكّد الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم، أنّ حزبه يستبعد قيام دولة كردية مستقلة على الأراضي السورية، و قال «هذا الأمر غير واقعي».
مسلم أضاف «تتم مناقشة الفيدرالية مع جميع الكيانات في سورية»…»إذا كان هذا مشروعاً منفصلاً، لكنا سنبحثه بين بعضنا البعض، ولكن هذه الفيدرالية اجتاحت جميع الكيانات… الإدارة اللامركزية أو الفيدرالية هما الطريقة للحفاظ على وحدة سورية. نريد الحفاظ على سورية الموحدة. معارضو اللامركزية هم معارضو وحدة سورية. ليست هناك معادلة أخرى. إما لامركزية سورية وإما فيدراليتها. هذه هي المعادلة الوحيدة للحفاظ على سورية الموحدة».
وعن الدور الروسي في تسويّة الأزمة السورية، أكّد مسلم أنّ الأكراد يتطلعون إلى دعم أكبر من موسكو على الساحة السياسية.قائلاً: « تتوسط روسيا في حل المشكلة السورية… روسيا لديها قوة فعالة في هذه المسألة، ويمكنها القيام بشيء للتسوية في سورية. لدينا علاقات جيدة مع روسيا. نحاول الحفاظ على هذه العلاقات…. روسيا صديقنا… عليها دعمنا على الساحة السياسية… ننتظر من أصدقائنا تضامنا أكبر».
وأضاف «التضامن مستمر. لكن بالطبع ذلك غير كاف. إذا ضغطت روسيا في مفاوضات جنيف بكامل ثقلها، فيمكنها مساعدة سورية أكثر من ذلك»، مشيراً إلى أنّ علاقات حزبه مع الولايات المتحدة مستمرة، و«هناك تعاون عسكري محدد». وقال «لكن العلاقات لم تخرج عن هذا الإطار. بالطبع، نحن نريد تحسين العلاقات والعلاقات سياسية».
وأضاف «نكافح «داعش» مع الولايات المتحدة. تقاتل الولايات المتحدة مع قوات سورية الديمقراطية ضد إرهابيي «داعش». هناك اتفاق بينهما وتصور عام لهذه المسألة. ليست لدى الولايات المتحدة قواعد عسكرية في روج آفا، بل يستخدمون مطاراً صغيراً فقط في إطار مكافحة» داعش».
ميدانياً، صدّ الجيش السوري أمس، هجوماً كبيراً للمسلحين على نقاطه في كليتي التسليح و المدفعية جنوب غرب مدينة حلب.
هذا و أكّد الإعلام الحربي المركزي التابع لحزب الله، مقتل أكثر من 400 مسلحٍ من جميع الفصائل المشاركة منذ بدء الهجوم جنوب غرب حلب في 31-7-2016 وحتى اليوم، في استهدافات لتجمعاتهم وآلياتهم وحشودات انطلاقهم، حيث اعترفت تنسيقيات المسلحين وبالأسماء، بمقتل 155 مسلحاً من «جيش الفتح» والفصائل المساندة له.