بريطانيا تختبر سلاحاً جديداً في ليبيا
كشّفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أمس عن مهمةٍ جديدةٍ نفذتها القوات الخاصة البريطانية في ليبيا ضد تنظيم «داعش» واستخدم الجنود سلاحاً مطوراً يدعى « المعاقب».
وبحسب الصحيفة فإنّ القوات البريطانية نفّذت عملاً هجومياً وقع منتصف تموز الماضي، في حي 700 جنوب مدينة سرت، وتُعد تلك العملية من أطول العمليات التي شاركت فيها القوات البريطانية ضد التنظيم.
ونقلّت الصحيفة عن مصدر ليبي لم تذكر اسمه كان شاهداً على الهجوم، إنّ «فريقاً من الجنود البريطانيين شاركوا في العملية، وأطلق قناص بريطاني وابلا من القنابل مستهدفاً موقعاً تابعاً لـ داعش ليجبر مقاتلي التنظيم على الخروج من مواقعهم، وهو ما حدث بالفعل أعقبه تبادل إطلاق نيران بين الطرفين».
وتابع المصدر الليبي «أنّ البريطانيين يملكون معلومات دقيقة حول مواقع داعش ، ويستخدمون صواريخٍ غير معتادةٍ، صغيرةُ الحجم تنتقل لمسافات طويلة وتنفجرُ في الهواء لتنشر الشظايّا فوق مساحاتٍ واسعة، وعند انتهاء العمليات يخلي البريطانيون مواقعهم، ويأخذون أغلفة الأسلحة الفارغة حتى لا يتم تعقب وجودهم».
ونقلّت الجريدة عن خبراء عسكريين أنّ سلاح «المعاقب» تمّ اختباره في أفغانستان من قبل الجيش الأميركي، ويغطي مساحة 770 ياردة يطلق وابلاً من القنابلِ لتنفجر في الهواءِ فوق خنادق أو مواقع تمركز العدو.
وكشّفت تقارير إعلامية سابقة عن استخدام القوات البريطانية في ليبيا صواريخ من طراز «جافلن» المضادة للدبابات ورصاصات خارقة للدروع، لتدمير مركبات وآليات «داعش» التي تحمل متفجرات وألغاماً.
ميدانياً، أعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية ، أنها حققّت تقدماً جديداً في محيط المقر الرئيسي لتنظيم «داعش» في مدينةِ سرت بعد معاركٍ خاضتها معه في وسطِ المدينة.
وقالت القوات الحكومية في بيانٍ لها إنها: «تقدمت قواتنا ودحرّت عصابة «داعش» الهاربة واستهدفت إحدى آلياتهم».
وأشارت إلى أنّ هذا التقدم تحقق بعد معارك الخميس والجمعةِ الماضيين «في محيط قاعات مجمع واغادوغو»، المقر الرئيسي للتنظيم في مدينة سرت 450 كلم شرق طرابلس الساحلية.
وتحاول القوات الحكومية الوصول إلى هذا المجمع وطرد «داعش» منه في إطار عمليتها العسكرية الهادفة إلى استعادةِ سرت من التنظيم المتطرف الذي يسيطر عليها منذ حزيران 2015.
وحظيّت القوات الحكومية بمساندةِ القوات الأميركية التي بدأت الإثنين شن غاراتٍ مستهدفة مواقع لتنظيم «داعش» في المدينة المتوسطية، بطلبٍ من حكومةِ الوفاق الوطني المدعومة المجتمع الدولي.
ونفّذت طائراتٍ أمريكية الإثنين والثلاثاء مجموعة من الغارات، ساهمت في تقدم القوات الحكومية. ولم تعلن منذ الثلاثاء أي غارات أميركية جديدة.
وتأتي هذه الضربات بعد إقرار باريس رسمياً بوجود لقواتها الخاصة على الأرض في الشرق الليبي حيث تساند القوات التي يقودها الفريق أول خليفة حفتر والموالية لسلطات لا تعترف بشرعية حكومة الوفاق.
وللأسبوع الثالث، شهدت مدينة طرابلس تظاهرة الجمعة شارك فيها العشرات، منددين بالتدخل الفرنسي. ورفع المتظاهرون لافتاتٍ كُتب على إحداها «لا للاستعمار الفرنسي».
في غضونِ ذلك، تظاهر العشرات من المواطنين في مدينة طبرق رافضين التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية.
وهتّف المتظاهرون الذين تجمعوا في ميدان الشهداء، ضد المبعوث الأممي لدى ليبيا مارتن كوبلر، كما رددوا هتافاتٍ مساندة للجيش.
وتلا أحد الحضور بياناً تضمن نقاطٍ عدة، في مقدمتها رفض نتائج حوار الصخيرات الذي وقع بالمغرب، وكل ما نتج عنه من قرارات وتوصيات.
وشدّد المتظاهرون في بيانهم على عدم الثقة في المبعوث الأممي، مطالبين بسحب الملف الليبي منه، وإسناده إلى دول وصفوها بـ»صادقة النية موثوقة الهدف»، كما ناشدوا الأمة العربية بتبني قضية ليبيا، «باعتبارها فرداً من هذه الأسرة»، والعمل على إعادة العمل والاستقرار بها.
وطالب المتظاهرون في بيانهم الوقوف صفاً واحداً لمواجهة ما سموه بالهجمةِ الشرسة التي تتعرض لها البلاد، مُشيرين إلى أنّ «الخروج عن الصف خيانة».