طهران تحمّل الرياض مسؤولية فشل مشاورات الكويت
حمّل المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان، السعودية مسؤولية فشل المباحثات المتعلقة باليمن وقتل الشعب اليمني، لافتاً إلى وقوف الشعب اليمني ببسالةٍ أمام العدوان السعودي، ومؤكداً بأنَّ السعودية غارقة في وحلِ اليمن.
وقال المسؤول الإيراني إنَّ السعودية لا تسمح لمنظمة الأمم المتحدة بأداء واجباتها اتجاه الحقوق الأساسية للشعب اليمني و»بطبيعة الحال تلتزم أميركا الصمت وتواكب السعودية بهذا الصدد» بحسب عبداللهيان.
وقال عبداللهيان في تصريحٍ له أمس، إنَّ «السعودية بتشجيعها عبدربه منصور هادي على الإستقالة، أطلقت سياسة اليمن بلا حكومة، واليوم وفي سياقِ مواصلة أخطائها أدرجت في جدول أعمالها سياسةَ إشعال وتصعيد الحرب الأهلية في اليمن».
وأشار إلى أحد لقاءاته مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قائلاً «لقد قلتُ له في ذلك اللقاء صراحةً بأنَّ العدوان على اليمن خطأ إستراتيجي جديد للسعودية، ومن شأنهِ أن يؤدي للمزيد من زعزعة الأمن في المنطقة والسعودية إلا أنه تحدث بتكبّر عن الإنتصار في اليمن».
وأضاف عبداللهيان «إنَّ الشعب اليمني وقف ببسالةٍ أمام العدوان على بلاده وسجَّل مرحلةً تاريخيةً جديدة في حين أنَّ السعودية اليوم غارقة في وحل اليمن وهي مع مواصلتها أساليبها الأمنية والعسكرية العقيمة غير قادرة على انقاذ نفسها».
وأكَّد بأنَّ السبيل لحلِ المشاكل في اليمن سياسيٌّ محض معتبراً أنَّ مستقبل هذا البلد يعود لجميع المجموعات والأحزاب والشعب اليمني.
وفي السياق، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أنَّ كل الأطراف اليمنية أكَّدت التزامها بالمرجعيات لحلِ الأزمة، معرباً عن أملهِ في التوصلِ إلى اتفاقٍ في الفترةِ المقبلة.
وقال ولد الشيخ أحمد في مؤتمرٍ صحفيٍ مشترك مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني في جدة أمس: «الفترة المقبلة ستخصص لدعم المشاورات للتوصل إلى حلٍ شاملٍ في اليمن».
وأكّد المبعوث الأممي أنَّ «الحل العسكري لن يكون ممكناً في اليمن ولا بديلاً عن الحل السياسي»، مشدداً على ضرورة تنفيذ قراراتِ مجلس الأمن للحلِ في اليمن.
وأشار ولد الشيخ أحمد إلى أنَّ المحادثات اليمنية لم تفشل، قائلاً: «الفرصة لا تزال قائمة للحوار».
بدوره أكَّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أنَّ «المنظمة ستظل داعمةً للحلِ السياسي في اليمن».
وكان ولد الشيخ أحمد قد أكّد قبل مغادرته الكويت قبل أيام، أنه سيلتقي خلال الأيام المقبلة، مع ممثلين لجماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومع بعض أعضاء المجتمع الدولي من أجل التحضير للخطوات المقبلة.
ميدانياً، أكَّد محافظ صعدة محمد جابر عوض ، أن المحافظة مازالت منكوبة بسبب العدوان والحصار.
وقال عوض مصرحاً أمس: أنَّ صعدة تعيش وضعاً انسانياً صعباً ومأساوياً جداً، مشيراً إلى أنَّ المنظمات الانسانية لم تقم بدورها اللازم لمعالجة الوضع.
وأوضح، أنَّ المحافظة أصبحت معزولةً عن العالمِ كلياً بعد أن استهدفها العدوان السعودي استهدافاً تدميراً كبيراً ومباشراً وشملت الاتصالات وكل ما يربطها بالعالم، الانترنت، محطات المياه والكهرباء، طرقِ النقل والجسور والمستشفيات، محطاتِ البترول، مخازن الأدوية والأغذية.
وأشار إلى موجاتِ نزوحٍ كبيرة من المحافظة، وقال: لم نتلق أيُّ تجاوبٍ من المنظماتِ الفاعلة، وهناك بعض المساعدات التي لا تكاد أن تذكر ولا تلبي احتياجات 5 بالمئة من أبناء المحافظة.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل عشرة جنود سعوديين، وتدمير آلياتٍ عسكريةٍ في عمليةٍ للجيش واللجان، استهدفت موقع المعزاب في جيزان، إضافة إلى قصفِ مواقع الفوج ثلاثة وثلاثين في نجران جنوب السعودية.
إلى ذلك نقل عن مصدرٍ عسكري أنَّ أكثر من عشرين غارةً للتحالف السعودي استهدفت منطقة الحثيرة السعودية في جيزان، كما تمَّ إحباط محاولاتٍ عدة للجيش السعودي لاستعادة تلك المنطقة.
المصدر أكَّد أنَّ طائرات التحالف السعودي استهدفت مركز مديرية الصفراء ومديرية كتاف غرب صعدة ومديرية المخا الساحلية غرب تعز.
إلى ذلك أفيد في صنعاء باستشهاد إثني عشر شخصاً وإصابةِ إثنين وعشرين بغاراتٍ للتحالفِ السعودي على سوقٍ شعبي قرب نهم شمال شرق صنعاء.
وفي جنوب اليمن قُتل عشرة من قواتِ الرئيس عبد ربه منصور هادي في تفجيرٍ انتحاري بسيارةٍ مفخخةٍ في منطقةِ يافع بمحافظةِ لحج.
وفي حجة استهدفت طائرات التحالف السعودي مسجداً في مديرية مستبأ. المسجد تعرض لدمارٍ ضخم خَلَّفته غارتان للتحالف السعودي استهدفتاه، كما تعرضت المنطقة المجاورة له إلى عدةِ غارات أدت إلى تدمير المنازل المحيطة به وإصابة بعضها بشكل كبير.