من حلب إلى الموصل… الحرب على الإرهاب قائمة
ضجّ الإعلام المؤيّد للإرهاب في الأيام القليلة الماضية، بأخبار عن كسر الفصائل المسلّحة الإرهابية للحصار الذي يفرضه الجيش السوري وحلفاؤه على هذه الفصائل في مدينة حلب، لا بل ذهب البعض إلى الاحتفال بهذا «النصر المظفّر»!
إلّا أنّ الواقع الميداني يفيد بعكس ذلك، فالحصار ما زال قائماً، والجيش السوري وحلفاؤه يوقعون يومياً عشرات القتلى في صفوف الإرهابيين، وإذا كان هناك من تقدّم يحرزه الإرهابيون، فعلى نطاق أكثر من محدود.
في هذا السياق، نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى اندلاع المعارك بقوّة جديدة حول مدينة حلب السورية، مشيرة إلى أنّ «واشنطن تبذل جهدها لمنع قوات الأسد من تحقيق انتصار نهائيّ على الإرهابيين». ونقلت الصحيفة عن الجنرال السوري المتقاعد علي مقصود قوله: بعد إحكام القوات السورية الطوق على مدينة حلب، وبدء العملية الإنسانية بالاشتراك مع روسيا، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة الحؤول دون دحر الإرهابيين بصورة نهائية في المدينة، والذي سيعني بداية انتصار القوات الحكومية على الإرهابيين في سورية. ويشير الجنرال مقصود إلى أن أحد أسباب محاولة الإرهابيين فكّ الحصار يكمن في وجود ممثلي الأجهزة الأمنية للمملكة السعودية وخبراء عسكريين من المملكة وقطر داخل المنطقة المحاصرة في حلب.
من جانبه، اعترف الجنرال السوري المتقاعد تركي حسن لـ«إيزفستيا» بتحقيق الإرهابيين بعض التقدّم في هجومهم. وقال إن هذا لا يعني أبداً أن الوضع حول حلب تغيّر بصورة جذرية.
وفي تقرير آخر، تناولت «إيزفستيا» عملية تحرير مدينة الموصل العراقية، التي يسيطر عليها «داعش»، قائلة إنّ المعلومات التي حصلت عليها، تشير إلى أنّ جميع المشاركين في عملية اقتحام المدينة وتحريرها يشغلون مواقعهم المقرّرة، وأنّ العملية ستنطلق خلال أسابيع. وبحسب مصدر في الدوائر الدبلوماسية العراقية، فإن اللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في قوات الحرس الثوري الإيراني، هو الذي سيقود العملية.
والجدير ذكره أن القوات الإيرانية تشارك في عمليات تحرير العراق من الإرهابيين بطلب رسميّ من السلطات العراقية. وهذا ليس سرّاً. وقاسم سليماني، هو عسكريّ ذو خبرة كبيرة وشهرة عالمية.
«إيزفستيا»: الإرهابيون لم يفكّوا الطوق عن حلب
تطرّقت صحيفة «إيزفستيا» الروسية إلى اندلاع المعارك بقوّة جديدة حول مدينة حلب السورية، مشيرة إلى أن واشنطن تبذل جهدها لمنع قوات الأسد من تحقيق انتصار نهائيّ على الإرهابيين.
وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة أمس: بعد إحكام القوات السورية الطوق على مدينة حلب، وبدء العملية الإنسانية بالاشتراك مع روسيا، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة الحؤول دون دحر الإرهابيين بصورة نهائية في المدينة، والذي سيعني بداية انتصار القوات الحكومية على الإرهابيين في سورية. هذا ما صرّح به الجنرال السوري المتقاعد علي مقصود لـ«إيزفستيا»، في معرض تعليقه على إعلان بدء «جيش الفتح» هجومه على حلب.
وقال مقصود إن الغرب وحلفاءه حشدوا المسلّحين الموجودين في هذه المنطقة كافة بهدف فكّ الحصار وإفشال العملية الإنسانية. وأنيط الدور الرئيس بـ«جبهة النصرة» التي غيّرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» حيث يهاجم المسلّحون في الاتجاهين الجنوبي والجنوبي ـ الغربي من جهة محافظة إدلب وحماة. وبلغ عدد المسلّحين المرابطين هنا حوالى 5 آلاف مسلح، تعدُّهم الولايات المتحدة وحلفاؤها «معارضة معتدلة». وقد استخدم الإرهابيون بكثافة مدرّعات وسيارات مفخّخة يقودها انتحاريون. وتم القضاء على نحو 700 إرهابي وتدمير أربع سيارات في الهجوم الأول الذي شنّه الإرهابيون، ولاذ الباقون بالفرار. وبعد فترة وجيزة، بدأ الهجوم الثاني الذي تمكّنت القوات الحكومية من صدّه أيضاً. وتبع ذلك خمس محاولات لفكّ الحصار، تمكّن الإرهابيون من تحقيق بعض التقدّم خلالها، ولكن من دون أن يُحدث ذلك تغييراً جذرياً في الوضع على ساحة القتال.
ويشير الجنرال مقصود إلى أن أحد أسباب محاولة الإرهابيين فكّ الحصار يكمن في وجود ممثلي الأجهزة الأمنية للمملكة السعودية وخبراء عسكريين من المملكة وقطر داخل المنطقة المحاصرة في حلب.
وقد أعلنت مجموعة «جيش الفتح» الإرهابية ليلة 8 آب الجاري عن بدء عملية الهجوم على حلب، التي سبقتها عدّة محاولات لفكّ الحصار المفروض على المدينة. وتشير وكالة «فرانس برس» إلى أن «جيش الفتح» ينوي مضاعفة عدد مسلّحيه في عملية الهجوم على المدينة. ويذكر أن الإرهابيين أعلنوا على لسان أحد «زعمائهم» عبد الله المحيسني سعودي الجنسية يوم 31 تموز المنصرم عن بداية عمليات فكّ الحصار في حلب.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا وسورية أعلنتا يوم 28 تموز المنصرم عن بدء العملية الإنسانية في حلب، والتي تتضمّن إيصال المواد الغذائية والمستحضرات الطبية والأدوية وغيرها من المساعدات، إضافة إلى فتح ثلاثة ممرات لخروج المدنيين من المنطقة المحاصرة وممرّ رابع للإرهابيين الراغبين برمي سلاحهم والاستسلام للسلطات.
من جانبه، اعترف الجنرال السوري المتقاعد تركي حسن لـ«إيزفستيا» بتحقيق الإرهابيين بعض التقدّم في هجومهم. وقال إن هذا لا يعني أبداً أن الوضع حول حلب تغيّر بصورة جذرية.
وأضاف أن الهجوم الحالي الذي يشنّه مسلّحو «جيش الفتح» هو استمرار للعملية التي بدأت قبل بضعة أيام. والحديث يدور عن منطقة تقع جنوب حلب حيث موقع كلّية الهندسة العسكرية. كما تمكّن الإرهابيون من الوصول إلى طريق مهم، ولكنه يقع تحت مرمى القوات الحكومية، لذلك لا يمكنهم استخدامه للحصول على إمدادات.
مع كل ذلك، فإن الجنرال لا يستطيع أخذ هذا على محمل الجدّ. فقد قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بعمل واسع في المنطقة قبل تحشيد المسلحين في جنوب وجنوب غرب حلب وتزويدهم بالأسلحة اللازمة. لذلك، فإن تراجع القوات الحكومية مسألة منطقية. ولكنه لا يعني نهاية المعركة، وقد تمكّنت القوات الحكومية من تحقيق الاستقرار وهي تستعدّ للقيام بهجوم معاكس قريباً.
«إيزفستيا»: «فارس الظلام» الإيراني سيقود اقتحام الموصل
نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تقريراً تناولت فيه عملية تحرير مدينة الموصل العراقية، التي يسيطر عليها «داعش»، مشيرة إلى أنها ستكون بقيادة اللواء الإيراني قاسم سليماني.
وجاء في المقال: سيتم تحرير الموصل قبل نهاية السنة الحالية. وتشير المعلومات، التي حصلت عليها «إيزفستيا»، إلى أن جميع المشاركين في عملية اقتحام المدينة وتحريرها يشغلون مواقعهم المقرّرة، وأن العملية ستنطلق خلال أسابيع. وبحسب مصدر في الدوائر الدبلوماسية العراقية، فإن اللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في قوات الحرس الثوري الإيراني، هو الذي سيقود العملية.
والجدير ذكره أن القوات الإيرانية تشارك في عمليات تحرير العراق من الإرهابيين بطلب رسميّ من السلطات العراقية. وهذا ليس سرّاً. وقاسم سليماني، هو عسكريّ ذو خبرة كبيرة وشهرة عالمية، وقد نال شهرته بصورة خاصة خلال الأزمة السورية. وهو موجود حالياً في العراق بطلب من السلطات العراقية.
أما مهمة قوات «فيلق القدس»، فتتمثل في عمليات الاستكشاف والتخريب خارج حدود إيران. وهذه القوات مرتبطة مباشرة بمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي. وقاسم سليماني يساعد الحكومة العراقية و«الحشد الشعبي» في محاربة «داعش».
بيد أن الجانب الإيراني فنّد ما يشاع عن اشتراك قاسم سليماني في عمليات عسكرية خارج حدود إيران. فقد أعلن حسين شيخ الإسلام، مستشار وزير الخارجية الإيراني، أن قاسم سليماني شخصياً لا يشارك في العمليات الحربية لا في العراق ولا في مناطق أخرى تجري فيها عمليات محاربة الإرهاب.
ولكن سليماني، بحسب معلومات «إيزفستيا»، يعدُّ في إيران بطلاً قومياً. لذلك، فإن السلطات الرسمية تفنّد اشتراكه في هذه العملية أو تلك لكي لا تثير قلق المجتمع الإيراني، الذي قد يضطرب لنبأ إصابته بجروح أو مقتله في العملية. وقد لقبت وسائل الإعلام الغربية قاسم سليماني بلقب «فارس الظلام».
وقد تخلق مشاركة سليماني في عملية اقتحام الموصل وتحريرها مشكلات للتحالف الدولي، الذي يشارك حالياً في عمليات محاربة الإرهابيين في العراق بقيادة الولايات المتحدة. وتكمن المشكلة في أن قاسم سليماني مدرج في القائمة السوداء للأمم المتحدة التي تضمّ 15 شخصية عسكرية وسياسية إيرانية يُشك في علاقتهم بالبرنامج النووي والصاروخي الإيراني. ولكن بعضاً من التقارب بدأ بين الجانبين، كما هو معلوم بعد الاتفاق بين السداسية الدولية وإيران في 15 تموز 2015 .
وعلاوة على ذلك، ووفق معلومات «إيزفستيا»، فإن إصرار الولايات المتحدة على تمديد العقوبات المفروضة على إيران، يأتي تنفيذاً لرغبة «إسرائيل»، أي أنّ مشاركة إيران في العملية لن تثير مشكلات للجانب الأميركي بالذات.
وتجدر الإشارة إلى أن الموصل هي ثاني أكبر المدن العراقية، وتقع منذ حزيران 2014 تحت سيطرة «داعش». وتُجرى حالياً التحضيرات والاستعدادات اللازمة لبدء عملية تحريرها، والتي ستشارك فيها قوات البيشمركة الكردية و«الحشد الشعبي» والجيش العراقي. وكان وزراء دفاع الدول المشتركة في التحالف الدولي وقيادة الناتو قد ناقشوا في تموز الماضي في واشنطن خطّة تحرير المدينة.
«غارديان»: خطّ بيع أسلحة من أوروبا الشرقية إلى سورية
كشفت صحيفة «غارديان» البريطانية عن خطوط تدفق الأسلحة من دول البلقان إلى الدول التي تدعم سورية، ومنها إلى سورية، بقيمة تصل إلى أكثر من مليار يورو، خلال السنوات الأربع الماضية.
وأقرّت دول أوروبا الشرقية صفقة لبيع أسلحة بأكثر من مليار دولار، مع الدول التي تشحن أسلحة إلى سورية، بحسب تقرير «غارديان» الاستقصائي، الذي قام به عدد من مراسليها، ونشرته نهاية تموز الماضي.
وقال التقرير إن آلاف الأسلحة النارية، مثل رشاشات الكلاشينكوف، وقذائف الهاون وقاذفات الصواريخ والأسلحة المدفعية والرشاشات الثقيلة توجّه في خطّ أسلحة جديد من البلقان إلى شبه الجزيرة العربية، والدول التي تحدّ سورية.
وتدور الشكوك عن أن معظم هذه الأسلحة ترسل إلى سورية، لتشعل الحرب الدائرة هناك، بحسب ما نقلت «غارديان» عن مراسلين في «شبكة الصحافيين الاستقصائيين البلقان»، و«مشروع استقصاء الفساد والجريمة المنظّمة».
وبتحليل بيانات الأمم المتحدة، وتعقّب الطائرات وعقود الأسلحة وبيانات تصدير الأسلحة، على مدى سنة، استطاع الصحتفيون معرفة كيفية إرسال الأسلحة شرقاً من البوسنة وبلغاريا وكرواتيا والتشيك ومونتينيغرو وسلوفاكيا وصربيا ورومانيا، منذ عام 2012 بصفقات تصل إلى 1.2 مليار يورو، إلى السعودية والأردن والإمارات وتركيا، وأسواق السلاح في سورية واليمن.
وتستخدم هذه الأسلحة، بحسب ما تظهر مقاطع الفيديو من قبل «الجيش الحرّ»، لكن بعضها موجود بأيدي بعض التنظيمات الإسلامية، مثل جبهة «أنصار الشام» الموالية لـ«جبهة النصرة»، سابقاً، و«داعش»، من بينها أسلحة حديثة أنتجت في عام 2015.
وفُتح هذا الخطّ عام 2012، عندما حملت عشرات طائرات الشحن، المحملة بأسلحة وذخيرة ترجع للحقبة اليوغوسلافية، واشترتها السعودية، من حدود زغرب إلى الأردن، لتظهر صوَر السلاح الكرواتي في سورية.
وأنكرت الحكومة الكرواتية أي مشاركة في شحن الأسلحة إلى سورية، لكن السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد، قال إن زغرب عقدت صفقة في عام 2012 موّلها السعوديون.
إلا أن هذه كانت البداية فقط، فقد توسّط تجار السلاح في أوروبا الشرقية لبيع ذخيرة من أوكرانيا وبيلاروسيا، كما أنهم حاولوا بيع أنظمة سوفياتية مضادة للدروع اشتروها من بريطانيا.
ومنذ عام 2012، بحسب المنظمتين الصحافيتين، فقد اشترت السعودية أسلحة وذخيرة بقيمة 806 ملايين يورو، واشترى الأردن بقيمة 155 مليون يورو، والإمارات بقيمة 135 مليون يورو، وتركيا بقيمة 87 مليون يورو، ليصل المجموع إلى نحو مليار ومليوني يورو.
وتم شحن الأسلحة باستخدام البحر والجوّ، بحسب تعقب الطائرات والسفن، حيث ظهر أن هذه الأسلحة ستستخدم في مناطق النزاع غالباً.
وتُوجّه هذه الأسلحة عادة إلى داخل سورية عبر غرفتَي عمليات عسكريتين رئيستين، هما «موك» و«موم» بحسب فورد، حيث يتم نقلها عبر الحدود أو إلقاؤها جوّاً، كما تفعل القوات السعودية مع حلفائها في اليمن.
وقال فورد إن كل الدول المشاركة في دعم «المعارضة المسلّحة» حصلت على سلطة صناعة قرار حول هذه التنظيمات التي تحصل على الدعم، حيث عرف السعوديون والأتراك بدعم الأسلحة مباشرة لتنظيمات إسلامية لا تدعمها الولايات المتحدة، وقاتلت في بعض الأحيان تنظيمات مدعومة من «موك».
«بيلد»: شتاينماير يستبعد أن تكون روسيا حليفاً لتركيا أو بديلاً عن الناتو
اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أنّ التقارب بين تركيا وروسيا يعدّ تطوراً جيداً، معرباً في الوقت ذاته عن اعتقاده بأن العلاقة بين أنقرة وموسكو، لن تكون وثيقة إلى درجة تكون فيها روسيا حليفاً أمنياً بديلاً بالنسبة إلى تركيا.
كلام شتاينماير جاء في تصريح إلى صحيفة «بيلد» الألمانية، إذ أكد أن تركيا تعدّ شريكاً هاماً للغاية من أجل حلف شمال الأطلسي ناتو ، مشدّداً على ضرورة أن تبقى كذلك.
وحول رفع الاتحاد الأوروبي تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك من عدمه، قال شتاينماير إن رفع التأشيرة ممكن في حال الإيفاء بالشروط فقط، الأمر الذي لم يتم حتى الآن.