تهدئة لمدة 3 ساعات يومياً في حلب لإيصال المساعدات الإنسانية
أكد إبراهيم قالين الناطق باسم الرئاسة التركية في معرض تعليقه على لقاء القمة بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، في سان بطرسبورغ، أن بلاده لم تغيّر موقفها من مصير الرئيس السوري بشار الأسد، قائلة «من السابق لأوانه الحديث عن دور للأسد في عملية الانتقال السياسي».
المسؤول التركي أضاف في مقابلة مع قناة «سي أن أن تورك» أنه «من السابق لأوانه الحديث عن انتقال سياسي محتمل في سورية بمشاركة بشار الأسد»… «موقف أنقرة من الأسد لم يتغير»، مضيفاً أن الحكومة التركية تشتبه بأن «النظام السوري يحاول كسب الوقت».
كما أكد قالين وجود «اتفاقات مع روسيا بشأن التعاون في محاربة الإرهاب. ويتعلق ذلك بمحاربة الإرهابيين الأكراد وتنظيم داعش»، مشيراً في الوقت نفسه الى أن العلاقات الروسية التركية لا تشكل عائقاً أمام الشراكة بين أنقرة و«الناتو»، قائلا «سنبقى من أقوى حلفاء الناتو»، معرباً عن قناعته بأن التعاون بين تركيا و«الناتو» بشأن سورية لن يتضرر بسبب تعزيز الحوار الروسي التركي حول التسوية السورية.
جاويش أوغلو
هذا وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن في وقت سابق، أن محادثات القمة الروسية التركية نجحت في التوصل إلى اتفاق بشأن قيام آلية مشتركة لدعم التسوية السورية.
جاويش أوغلو قال في أول تعليق رسمي على نتائج اللقاء الروسي – التركي حول سورية «سبق أن كانت لدينا آليات مشتركة مع روسيا للتعاون بشأن سورية بين العسكريين وعلى مستوى وزارتي الخارجية وهيئات الاستخبارات».
وكشف أن ممثلين عن هذه الجهات التركية سيتوجهون إلى روسيا لإجراء محادثات جديدة بشأن سورية، حيث من المخطط إنشاء آلية أقوى وأكثر فعالية للتعاون بشأن سورية وإجراء اتصالات على مستوى أرفع.
وأوضح الوزير التركي أن أول اجتماع في إطار الآلية الجديدة سيعقد في سان بطرسبورغ، مضيفاً أن الوفد التركي الذي سيتوجه إلى روسيا سيضم ممثلين عن وزارة الخارجية وهيئة الأركان ورئيس هيئة الاستخبارات الوطنية.
وأكد أن مواقف تركيا وروسيا متطابقة فيما يخص التسوية السياسية في سورية، بما في ذلك ضمان وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية، ومواصلة العملية السياسية في جنيف. وأردف قائلاً «قد تكون هناك أفكار مختلفة حول كيفية تطبيق نظام وقف إطلاق النار في سورية. ونحن لا نريد أن تكون هناك هجمات تستهدف مدنيين. ونحن لا نقبل هجمات على المعارضة المعتدلة في سورية. ونحن ضد محاصرة حلب».
أندرييفا
في غضون ذلك، أعربت المفوضية الأوروبية عن أملها في أن تساهم مباحثات القمة الروسية التركية الأخيرة بتحقيق الاستقرار بالمنطقة وتسوية الأزمة السورية سلمياً.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية مينا أندرييفا، «من ناحية الآفاق الأوروبية أريد تأكيد أهمية كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وإيجاد حل سلمي للأزمة السورية».
من جهته، أعلن حلف شمال الأطلسي أن إعادة التقارب بين تركيا وروسيا لا يُعد تطوراً مثيراً للقلق، حيث قالت متحدثة باسم الحلف إن الأمين العام أكد مراراً أن من المهم بالنسبة إلى الحلف إبقاء قنوات الاتصال مع روسيا مفتوحة.
تشوركين
وفي سياق متصل، أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو قد توقع اتفاقاً مع واشنطن حول إيصال مساعدات إنسانية إلى سورية، مؤكداً دعم فرض فترات تهدئة إنسانية بحلب.
وقال تشوركين للصحافيين عقب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا إن الجانب الروسي يدرس بالفعل إمكانية توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن إيصال مساعدات إنسانية إلى سورية، مشيراً إلى أن هناك مبادرة إنسانية روسية لحلب وأن موسكو تريد التأكد من إمكانية إدخال المساعدات الإنسانية على أساس دائم، بما في ذلك من خلال طريق الكاستيلو. وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة تبحثان تفاصيل هذه المبادرة.
من جهة أخرى أكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو مستعدة لدعم دعوة الأمم المتحدة إلى فرض فترات تهدئة لمدة 48 ساعة في حلب من أجل إدخال مساعدات إنسانية، مضيفاً أن ذلك سيتمّ بشرط ألا تشمل مثل هذه التهدئة إرهابيين.
رودسكوي
جاء ذلك في وقت، أعلن قائد دائرة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، أمس، عن تهدئة انسانية تبدأ اليوم الخميس ولمدة 3 ساعات يومياً بهدف إيصال المساعدات الى أحياء مدينة حلب، مشيراً إلى «أنه سيتم خلال هذه الفترة تعليق كل العمليات القتالية والقصف الجوي والمدفعي لضمان سلامة مرور القوافل إلى حلب. ومع الأخذ بعين الاعتبار الظروف المترتبة، نحن مستعدون مع السلطات السورية لضمان نقل المساعدات الإنسانية لسكان حلب لجميع المنظمات المعنية».
رودسكوي، أكد أنه سيتم إنشاء مركز لتجمّع القوافل الإنسانية في منطقة حندرات لضمان إيصال المساعدات، كما سيتم تأمين الطريق إلى ضواحي المدينة الشمالية وتوفير سبل إيصال المساعدات إلى جنوب وشرق المدينة من العاشرة صباح الخميس وإلى الواحدة ظهراً، حيث سيوقف القتال ويسمح بمرور المساعدات، وسيتم إتمام الإجراءات لتنظيم عمل الطريق المؤدي إلى الضواحي الشمالية للمدينة.
وأكد المسؤول الروسي دعم بلاده لمقترحات الأمم المتحدة بشأن رقابة مشتركة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب، مشيراً إلى أن كلّ الممرات الإنسانية في المدينة مفتوحة وتعمل على مدار الساعة، وبالقرب منها هناك سيارات الإسعاف.. ونشرت نقاط لتوزيع الطعام الساخن، وهناك احتياطات من مياه الشرب والأغذية، كاشفاً عن مغادرة مجموعات مسلحة عدة لشرق حلب بسلاحها عبر الممر الإنساني.
وأكدت الأركان الروسية، أنه تمت تصفية أكثر من ألف مسلح خلال الأيام الأربعة الأخيرة في جنوب غرب حلب، بالإضافة إلى إصابة أكثر من ألفي مسلح وتم تدمير 7 دبابات، و8 مدرعات، و29 سلاحاً ومدفعاً، و85 سيارة مزوّدة بسلاح ثقيل.
رودسكوي، أضاف أن الجيش السوري والقوات الجوية الروسية تمنع تدفق المسلحين الى جنوب غرب المدينة، مضيفاً أن «الوضع الأكثر مدعاة للقلق تكوّن في الضواحي الجنوبية ــ الغربية لحلب حيث قام الإرهابيون خلال الأيام الأخيرة بتشكيل مجموعة يبلغ عدد أفرادها حوالي سبعة آلاف مسلح لديهم دبابات، ومدرعات، ومدفعية، وسيارات مزودة بأسلحة».