«المنار»

من المصالحِ الاستراتيجية، بنَت مراكزُ الدراساتِ «الإسرائيليّة» ضرورةَ حمايةِ «داعش» كحاجةٍ ضروريةٍ وفقَ التغيّراتِ الإقليميّة. لم تأتِ الدراساتُ هذِه، وآخرُها لمعهدِ بيغن السادات بجديد، فكلُّ مسارِ الميدانِ يؤكّدُ تقاطعَ «تل أبيب» و«داعش» والكثيرِ من رعاتِه الإقليميّينَ في محورٍ واحد.

أشبهُ بتبنٍّ جديدٍ لـ«داعش» وأخواتِه طلبتهُ مراكزُ الأبحاثِ «الإسرائيلية»، لتُلَبِّيَهُ ميدانياً دولٌ تَسيرُ معَ «تل أبيب» على خطِّ الشراكةِ في الرؤيةِ والأهداف.

فقد كشفت مواقعُ أوروبيةٌ وصحفٌ بريطانيةٌ عن حجمِ السلاحِ الذي اشترتهُ السعوديةُ من دولِ البلقان، جعلت وِجهةَ بعضِه الجماعاتِ التي تقاتلُ النظامَ في سورية بمختلِفِ اتّجاهاتِها، ولا سيّما المصنّفةِ منها إرهابيّةً على اللوائحِ الدولية، بحسَبِ تلك المواقعِ الأوروبيّة.

والبعضُ الآخرُ من السلاحِ المستوردِ جَعلت وِجهتَه اليمن، حيثُ تَرتكبُ بهِ قواتُ العدوانِ الأميركي – السعودي المزيدَ من المجازرِ بحقِّ المدنيين، بعدَ إخفاقِها الميداني بمواجهةِ الجيشِ اليمني واللجان.

في لبنانَ، إخفاقاتٌ بوقفِ التدهورِ البيئيّ والصحيّ المرعيِّ الإجراءِ. مجازرُ بحقِّ الأنهرِ ومياهٌ ملوثة، وملفاتٌ متضخّمة، لم تَستطعْ تحريكَها كلُّ محاولاتِ الدولةِ قُصوراً وتقصيراً.

«أن بي أن»

بعيداً من الكلام السياسي الذي قيل في الاستحقاق الرئاسي بشقّيه الجدّي والاستهلاكي، كان الرئيس نبيه برّي يبني على ما جرى في ثلاثيّة الحوار ليؤكّد على ضرورة تحمّل الجميع مسؤولياتهم للخروج من الأزمة. تشخيص رئيس المجلس يقول، إنّ الاتفاق على الحل بدءاً من الرئاسة يسهّل مهمّة الرئيس العتيد، لأنّ انتخاب الرئيس وحده لا يحلّ المشاكل والأزمات السياسيّة القائمة. الرئيس برّي أبدى ارتياحه إلى نتائج لقائه مع الوزير جبران باسيل لجهة الملف النفطيّ وبقيّة القضايا التي بُحثت، مع الإشارة بحسب زوّاره إلى أنّه لم يتناول الملف الرئاسي، لا من قريب ولا من بعيد.

ولأنّ الرئاسة بالرئاسة تُذكَر، كانت قمّة سانت بطرسبورغ الرئاسيّة ترفع الحساسيّة الأميركيّة التركيّة إلى ذروتها. الإدارة الأميركيّة أعلنت أنّها تلقّت رسالة القمّة وانتقدت اللجهة التركية المعادية لها في الداخل التركي، فيما ردّت أنقرة بأنّها انتظرت دعم حلفائها بعد الانقلاب، إلّا أنّ أيّاً من الرؤساء لم يزرها.

في النتائج الآنيّة للقمّة رؤية مشتركة روسية تركية بشأن المساعدات الإنسانيّة، ووقف إطلاق النار في سورية، ورفع العقوبات التي فرضتها موسكو عن الاقتصاد التركي، إضافةً إلى إنشاء صندوق مشترك للمشاريع العملاقة، فهل يؤسّس الاقتصاد لتشبيك في السياسة لاحقاً؟

في الميدان السوريّ، غارات روسيّة سوريّة تركّزت على طرق إمداد المسلّحين باتجاه كلّيتيّ المدفعية والتسليح لمنع الدفع بالسلاح إليهم، هذه التطوّرات جعلت استئناف المفاوضات المرتقبة في جنيف أواخر الشهر الجاري أمراً صعباً، بحسب المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا.

«الجديد»

تعايشَ اللبنانيّونَ مع دولةٍ بلا رأس، لكنهم منُّوا النفسَ بعدالةٍ قضائيةٍ تَسري على الجميع، فتُوقِفُ الهدرَ العامَّ الحاصلَ في قطاعِ الاتصالاتِ والإنترنتِ غيرِ الشرعيّ، وتَضبِطُ سرِقةَ المواطنين مرّتينِ في جُمهوريةِ المكيانيك، وتَمنحُ المرأةَ حقَّ الوجود إن لم يكُن لأبنائِها فعلى الأقلّ لوفاتِها قَهراً على أيدي الزوج.. كلُّ هذه القضايا هي أبسطُ مطالبِ الناس، لكنّ القضاءَ يَمنحُ عُقوباتٍ مخفّفةً على التعنيفِ الأسريّ لَكأنّه يقولُ للرجل: اقتُلْ واترُكِ العُقوبةَ لنا. منال عاصي صارتِ الحكايةَ بعدَ الموت. وميمونة العكّاريةُ تَدخُلُ السِّجِلَّ الحزين، فتُقتَلُ على يدَيّ زوجِها بعدَ تعنيفٍ وصمتٍ حَفِظَ الأسى والقهرَ في جسدِ ابنةِ العِشرينَ عاماً .. لا عقوبةَ حتى اليومِ الآن علّمت الرجالَ المعنِّفين عدمَ تَكرارِ التّجرِبةِ أو تَبتّ يدَ المجرم .. تَدخُل المرأةُ في الثرى، ويحيا قاتلُها في الثّريا .. وإنْ عوقِبَ فبقِصاصٍ واعدٍ بالحرية.

من منال بالأمس أول أمس إلى ميمونة اليوم أمس ، حيث لا عزاء للسيدات. ومراسمُ العزاءِ تَمتدُّ على المستوى المعيشيِّ مِن السيداتِ إلى .. السيارات بعدما وَجدَ أربعةُ آلافِ لبنانيٍّ أنّهم دَفعوا فاتورةَ الميكانيك لكنّها وَصلت إلى جيوبِ موظّفين فاسدين، وبات عليهم الدّفعُ مرةً ثانية. ولأنّ المالَ السايب يعلّمُ الناسَ الحرام، فقد سَرَقتِ الشرِكاتُ الخاصةُ أسلوبَ الاحتيال.

زوارٌ للعَتَباتِ المقدّسةِ في إيرانَ وَجدوا أنفسَهم محتجزينَ إلى حينِ الدفع، وعلَتِ الصرخةُ ضِمنَ حملةِ الزهراءِ في انتظارِ تَبيانِ الحقيقة، لكنّ الأزْمةَ دَلّت على أنّ الزائرين باتوا أشبهَ بالرهائن.

في الشارعِ صَرَخاتٌ مياوِمَة عادَت مِن جديد، وقَطعتِ الطريقَ قبل أن تُرحّلَ قضيتُهم إلى مجلسِ الخدمةِ المدنية.

أمّا في الشوارعِ الإقليميةِ، فإنّ خطَّ سيرٍ سريعاً قَطعَ طرقاً دوليةً وأنشأ تحالفاً روسيّاً تُركياً أعقبَ لقاءَ بوتين أردوغان، فتُركيا التي أصبحت في السنواتِ الأخيرةِ عدوَّ سورية .. على خِصامٍ معَ الأميركيين.. لم تنسجمْ معَ الأروبيين .. مقاتِلةً للأكرادِ حلفاءِ أميركيا.

تُركيا أختُ الإخوان، تنازلُ السُّعوديةَ على دورِ الزعيمِ في المِنطقة ولا تتوافقُ معَ مِصرَ ولا الإمارات، لم يبقَ لها سوى روسيا لإنشاءِ تحالفٍ وبوجودِ بشار الأسد، وهذا هو الانقلابُ السياسيُّ الذي نفّذه رجب طيب أردوغان الحديثُ على رجب طيب أردوغان قائدِ الحروب ومُصَنَّعِ الإرهابيّين.

«او تي في»

مشهدان اثنان يتنافسان على توجيه الوضع اللبناني المشهد الأول تمثّله حلب في الأيام الأخيرة، المشهد الثاني يمثّله خط عين التينة الرابيه هذه الأيام. في حلب العنوان هو الحرب… على خط بري – عون ، العنوان هو الحل. في حلب اللاعبون سوريّون وإقليميّون ودوليّون وأمميّون، أمّا في مساعي حواريي الحل، فالشرط الأوحد أن يكون الحلّالون لبنانيّين. في خلفية الأمر، الواضح أنّ ارتدادات الزلزال التركي لم تنتهِ بعد. حصلت محاولة الانقلاب على البوسفور في 15 تموز … اتّهم إردوغان الغرب … ووصلت شظايا اتهاماته إلى حلفاء الغرب عربياً … بعدها قرّر سيد أنقره الذهاب شرقاً، حتى حط حاني الرأس في موسكو، فصار الجميع في حالة ترقّب لنتائج لقاء القيصر والسلطان. عندها، توتّر الجميع. تشنجت كل الحسابات الميدانية، وتولّدت «نقزة» لدى الذين يتبعون «التقويم الغربي»، فبدأت موجات الكر والفر في حلب، ثمّ تعثّرت مفاوضات الكويت اليمنيّة، وضغط الأميركيّون لإقفال ملفات الشركاء السنّة في سلطة بغداد، وعاد البعض في بيروت إلى لغة التصعيد والتهويل. هكذا تجمّد كل شيء، كأنّه تنفيذ لقرار خارجي ما، بإدخالنا إلى ثلاجة التجليد … وحدها حرارة خط عين التينة – الرابية تحاول تسييل الحلحلة، إنْ لم تتمكن من تنفيذ الحل … المختارة جاهزة للمساعدة. بيت الوسط أكثر من جاهز، لكن وفق توقيته خاص. المهم أنّ السباق باتَ قائماً وواضحاً: كل التطوّرات الخارجية تدفع إلى تأجيل حلولنا واستدامة أزماتنا، من أجل صرفها بحسب الحاجات الخارجية، بينما البعض لا يزال يسعى لبنانيّاً للنجاة بتسوية وطنيّة في الوقت الضائع … هل ننجح؟ المهم ألّا نُقتل كما قُتلت ميمونة، وألّا يأمل القاتل بالحرية بعد جريمته لمجرّد أنّنا شرقيّون … قبل السياسة، جريمة قتل ميمونة بكل تطوّراتها، في تقرير خاص ضمن نشرة الـ»أو تي في».

«ال بي سي»

رلى، فاطمة، آمال، كريستال، رقيّة، سلام، نسرين، سارة، لميس، غزل، هناء، زهراء، شيرين وميمونة، كلهنّ ضحايا العنف الأسري، رلى طويت حياتها في 7-7-2013 وميمونة رحلت أمس أول أمس .

وراء الأسماء الأربعة عشر، أربعة عشر زوجاً صدر في حق واحد منهم حكماً مخفّفاً بالسجن خمس سنوات، في حين أنّ ملف الآخرين القضائي كالتالي: تسعة منهم موقوفون بانتظار المحاكمة، واحد لم يُلقَ القبض عليه، اثنان أخليَ سبيلهما، الأول لعدم ثبوت تهمة القتل، علماً أنّ هناك تهمة في حقّه بالتحريض على الانتحار، والثاني أُخلي سبيله في انتظار صدور الحكم النهائي والأخير أوقف فجراً فجر أمس .

أمام هذه الأرقام، لا أمل بختم لائحة ضحايا العنف بالشمع الأحمر على اسم ميمونة، فشريعة الغاب لا يحدّها سوى القانون وأحكامه العادلة والسريعة، ولا يحدّها سوى تشريعات تضع حدّاً نهائيّاً للمخارج القانونيّة لمرتكبي جرائم العنف، فهل في ما تبقّى من دولة وقضاء من يسمع، أم أنّ الكل في انتظار ثورة الغضب؟

«ام تي في»

مياومو كهرباء لبنان كهربوا البلد اليوم أمس ، فهم قرّروا الاحتجاج على قرار عدم تثبيتهم في المؤسسة، لكن احتجاجهم بدا كأنّه موجّه ضدّ المواطنين أكثر ممّا هو موجّه ضدّ المسؤولين، فقطعهم بعض الطرق الرئيسيّة في العاصمة أدّى إلى احتجاز الناس في سياراتهم لساعات طويلة بحيث كفر الناس بكل شيء، إذ تكفيهم «العجقة» العادية في ساعات الذروة من شهر آب! وعليه، فإنّ على القائمين على التحرّك أن يتنبّهوا بعد اليوم أمس ، فالناس معهم، وبالتالي على تحرّكاتهم أن تستهدف من يحرمهم حقوقهم، لا من يقف معهم ويؤيّدهم في مطالبهم.

سياسيّاً، جلسة عادية في المبدأ لمجلس الوزراء غداً اليوم ، لأنّ المواضيع الحامية لن تناقَش فيها، بدءاً بملف الاتصالات وصولاً إلى ملف التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.

في هذا الوقت، لا يزال موضوع الخلاف العقاري في لاسا يتفاعل، وهو حضر بقوة في لقاءات البطريرك الراعي في الديمان، وتردّد أنّ لقاءً يُحضّر له بين البطريرك الراعي ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، لوضع حدّ نهائي للملف المفتوح منذ مدّة.

«المستقبل»

القراءات الإقليميّة في أبعاد ونتائج القمّة الروسية – التركية لم تهدأ بفعل انعكاساتها على الوضع السوري وعلى المعركة المفتوحة في حلب، في وقتٍ كانت الساحة المحليّة مفتوحة على عودة المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان إلى الاعتصام، وإلى إعلاء الصوت وإحراق الإطارات وقطع الطرق .

وفي السياسة، الملفات أيضاً فُتحت دفعة واحدة، لكن من دون أن تُحسم ومن دون التوصّل إلى تفاهمات، وهذا ما ينطبق على قانون الانتخاب وعلى مجلس الشيوخ واللامركزيّة الإداريّة.

أمّا العقدة الأساس، فتبقى رئاسة الجمهورية في ظل التعطيل المفضوح الذي يمارسه حزب الله، فيما شدّد رئيس مجلس النوّاب أمام نوّاب الأربعاء أمس ، على ضرورة تحمّل الجميع مسؤولياتهم للخروج من الأزمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى