دردشة صباحية

يكتبها الياس عشّي

رغم الآلام التي تخلّفها الحروب، ورغم تجاوز المتحاربين، في أكثر الأحيان، الخطوط الحمر التي تحدّدها المنظمات الإنسانية، فإنّ بعض الحروب تركت بعض البقع البيض في تعاملها مع المناطق المحتلّة، ونذكر منها على سبيل المثال:

أولاً: في أثناء محاصرة الألمان لمدينة ليننغراد الذي استمرّ 662 يوماً صدرت تعليمات بعدم الاقتراب من مدرسة الباليه التي كانت تضمّ 200 طفلة، ولم يكتفِ الألمان النازيون بذلك، بل كانوا يزوّدون التلميذات بالڤيتامينات والبطانيات والطعام والألبسة التي كانت ترسلها بريطانيا والولايات المتحدة لراقصات المستقبل.

ثانياً: أعلنت فرنسا، وكذلك إيطاليا، عاصمتيهما باريس وروما مدينتين مفتوحتين، فدخلتهما القوات المعادية دون إطلاق رصاصة واحدة، وذلك حفاظاً على آثارهما ومتاحفهما المنتشرة في كلّ مكان.

ثالثاً: تمّ الاتفاق بين بريطانيا وألمانيا على عدم قصف جامعتي أوكسفورد وكمبرديج في بريطانيا، وجامعتي بتبجن وهميولت في ألمانيا.

يقول أحد المعلقين:

لم يتساءل أحد لماذا فعل الألمان ذلك، ولم تدهشهم هذه المواقف الإنسانية والحضارية النبيلة، بل رأوا انّ احترام الطفولة والمدارس والجامعات والمتاحف والآثار واجب أخلاقي إلزامي، وليس واجباً استنسابيّاً مزاجيّاً.

هل نقارن ما جرى قبل خمسة وسبعين عاماً، بما جرى ويجري اليوم على الأرض السورية؟

دعونا من المقارنة… كلّ الفرق يكمن في الأرض التي تجري الحروب فوقها. ومن عنده غير هذا الكلام فليقلْه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى