وقفة تضامنية لموظفي المستشفيات الحكومية في جزين: لمحاسبة مجالس الإدارة وفكّ أسر مستحقاتنا

لبى موظفو المستشفيات الحكومية في لبنان، دعوة زملائهم في مستشفى جزين الحكومي، إلى وقفة تضامنية يوم السبت الفائت، أمام مستشفى جزين، بحضور رئيس مجلس إدارتها الدكتور بشارة الحجار وممثلين عن الهيئة التأسيسية لنقابة عاملي المستشفيات الحكومية في المحافظات كافة.

بعد النشيد الوطني، تحدثت ماري العاقوري باسم موظفي مستشفى جزين الحكومي، فقالت: «وقفتنا اليوم لإطلاق صرخة قديمة جديدة عن وضعنا المعيشي كعاملين في مستشفى جزين الحكومي، إذ أنّ رواتبنا الشهرية غير منتظمة ولدينا رواتب مستحقة من سنين سابقة تعود إلى العام 2008 بمعدل شهر عن كلّ سنة وتأخير ثلاثة أشهر من 2016 نحن بانتظار فك أسر مستحقاتنا للحصول عليها، فالموظف قد ملّ من هاجس الراتب الشهري الذي هو حق مكتسب. معاناتنا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمعاناة المستشفى التي تعود إلى قلة الدعم المقدم له مادياً ومعنوياً من قبل الوزارات المعنية وفاعليات المنطقة الرسمية والأهلية وأطبائها الحاضرين الغائبين مع العلم أنها الأكثر حاجة لهذا الدعم بحكم موقعها في منطقة ريفية. لذا نأمل من وزارة الصحة دعم خطة العمل الجديدة المقدمة من قبل إدارة المستشفى، ونشدّد على الإسراع في فك أسر مستحقاتها العالقة في وزارة المالية. كما ونضم صرختنا لصرخة الهيئة التأسيسية لنقابة عاملي المستشفيات الحكومية ولصرخة إدارتنا ونطالب بتأمين أبسط حقوق العاملين في هذه المستشفيات. وما يؤلمنا ويؤسفنا أن نضطر للتحرك اليوم أثناء احتفالنا بافتتاح مهرجانات جزين التي تعد من أضخم المهرجانات السياحية في لبنان، ألا يستحق مستشفانا التفاتة من المعنيين؟».

ثم تحدث عضو الهيئة التأسيسية لنقابة عاملي المستشفيات الحكومية في لبنان خليل كاعين، فقال: «اليوم موظفو مستشفى جزين الحكومي، وخلال الشهر الماضي موظفو مستشفيات صيدا وبعلبك وبيروت الحكومية، ولا نعلم من أيضاً خلال الأيام القادمة قد يقف بسبب التهديدات التي تطال لقمة عيشه، تحت الشمس، ليصرخ مطالباً براتبه الذي تأخر أشهراً عدة، ولم يعد يجد من يقرضه المال ليقتات وعائلته، في حين أنّ مستحقاته عالقة في جوارير ما يسمى بالروتين الإداري، ويا له من روتين، بالله عليكم فليخبرنا أحد ما هو هذا الروتين الإداري وما علاقتنا به، ولماذا لا تقف ولا تعلق فيه إلا رواتب موظفي المستشفيات الحكومية في لبنان ومستحقاتهم. هل تظنون أننا من أصحاب الأموال المكدسة في المصارف وأنه يمكننا تحمل وزر تأخر رواتبنا ليوم واحد أو حتى لساعة واحدة فقط»؟.

أضاف: «نناشد وزير الصحة العامة الذي نرى فيه الراعي الصالح والوصي على مصالحنا، والحكم الذي يفترض أن نلجأ إليه بدلاً من تهديدنا به من قبل بعض المدراء العاملين ووضعه أمام أعيننا على أنه الفزاعة التي تقف في وجه حقوقنا، وبالمقابل إيصال الصورة الخاطئة المشوهة عن الموظفين لذر الرماد في العيون وتضييع البوصلة. فنحن آكلو السم ولسنا طباخيه، كما أننا لسنا هواة اعتصامات وإضرابات، ولا نحن مشاغبون أو قطاع طرق، بل نحن عمال وتقنيون وإداريون وممرضون نضطر آسفين للتحرك حسب الأصول كلما اقتضت الحاجة وعندما يسد الجميع آذانهم عنا، أيضاً ندعو معاليه لمحاسبة المدراء العامين ومجالس الإدارة بصفتهم المسؤول الأول والأخير عن وضع الاستراتيجيات المالية لهذه المؤسسات، وعن الاستنسابية بتطبيق القرارات والمراسيم، وعن المعلومات المغلوطة التي يزودونه بها حول أوضاع المستشفيات التي يديرونها على أنها الأنموذج الواجب اتباعه بينما هي تعاني من تأخر كبير بالرواتب وعدم تسديد بدل المساعدات المدرسية ولا التعويضات العائلية وغيرها من الأمور».

وتابع: «أما رسالتنا لإدارات بعض المستشفيات، فهي دعوتنا لهم للتوقف عن محاولة ترهيب وتهديد الموظفين، وبالأخص ممثلو الموظفين وأعضاء اللجان، والتلويح لهم باتخاذ الإجراءات المسلكية بحقهم كلما رفعوا صوتهم بالحق، وبمحاربة الفساد وفضحوا إمبراطورياتهم، لأنّ هذا الأمر لن يزيدنا إلا ثباتاً وعزماً وإصرارا على أحقية تحركاتنا لاستكمال ما بدأناه. فلتتذكروا جيداً أنّ البيت بيتنا، ونحن حماته وأهله، وسنحمي المستشفيات واستمراريتها بأشفار العيون لأنها تمثل مستقبلنا ومصدر رزقنا ولن نسمح لأحد بهدمها على رؤوسنا ورؤوس مرضاها وزوارها لأنهم أهلنا ونتشارك معهم المعاناة والمأساة نفسها».

وكان كلمة للحجار أعرب فيها عن دعمه لمطالب الموظفين في المستشفات وعن قلقه «كون المستشفيات الحكومية تتعرض لمشاكل جمة»، عارضاً الحلول لهذه المشاكل كالتالي: «رفع مساهمة الوزارة إلى 95 في المئة، العمل على فصل أتعاب العاملين ودفعها مباشرة من الوزارة كما حصل مع الأطباء، تأمين التواصل مع المستشفيات الحكومية في الأقضية ومستشفيات المحافظات الحكومية والخاصة، فصل دفع أتعاب المستشفيات الحكومية عن المستشفيات الخاصة، تأمين مساهمة مالية تشغيلية لتنمية خطة العمل المرسومة من إدارة كل مستشفى، دعم المحروقات والأدوية، خصوصاً الأدوية المزمنة والسرطانية وتحفيز المجتمع الأهلي وأطباء المنطقة على الإحاطة بالمستشفى».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى