حردان: تعافي لبنان من أمراضه الطائفية والمذهبية يتطلب قيام دولة مدنية قوية عادلة وقادرة

أشار عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان إلى أنّ القوميين الاجتماعيين، بما يمثلون من فكر ونهج، يواجهون مشاريع التفتيت والتقسيم والتجزئة، بثقافة الوحدة وبالدور النضالي الذي يمارسونه دفاعاً عن أرضنا وشعبنا، مؤكداً الاعتزاز بالدور الذي يؤديه الرفقاء في ميادين المواجهة ضدّ الإرهاب المُصنّع «إسرائيلياً، ومشدّداً على أنّ أحداً لن يستطيع حرف البوصلة القومية عن اتجاهها الصحيح. فالقوميون الاجتماعيون، أبناء مدرسة سعاده، وحزب سعاده، يتقدمون إلى الأمام بثقة وعزم وثبات، من أجل بلوغ النصر والتحرير.

وقال حردان أمام وفد من مديرية صور التابعة لمنفذية صور في «القومي» ضمّ ناموس المنفذية ومدير المديرية عباس فاخوري وأعضاء الهيئة ورفقاء ومواطنين زاره في دارته بضهور الشوير: كلما كنا أقوياء يكون دورنا أفعل في مواجهة التحديات والمؤامرات، وما نؤديه من دور نضالي على أرض الشام في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف، يرقى إلى مستوى الأدوار المصيرية الكبرى، ويثبت أننا أقوياء حقاً، لأنّ عوامل القوة بالنسبة لنا لا تأتي صدفة، بل هي وليدة خيارات واضحة ومبادىء راسخة وعقيدة محيية، وإيمان عميق بحقنا القومي وعدالة قضيتنا ووحدة بلادنا.

أضاف حردان: في فترات سابقة، تمّ الترويج لثقافة الضعف، ورفع بعض اللبنانيين شعار «قوة لبنان في ضعفه»، فكانت النتيجة أن أصبح لبنان عاجزاً عن الفعل، مستسلماً أمام غطرسة «إسرائيل» وعدوانيتها. وكانت النتيجة أيضاً منح العدو الصهيوني بطاقة اجتياح للبنان.

ولفت إلى أنّ المقاومة التي نشأت في مواجهة الاجتياح الصهيوني عام 1982، وكبّدته الخسائر وأفشلت أهداف اجتياحه المُعلنة، وأسقطت، إلى غير رجعة، مقولة الضعف، وجاء انتصار التحرير في العام 2000، ومن ثم الانتصار الكبير في حرب تموزـ آب 2006، ليؤكدا الحقيقة الراسخة بأنّ قوة لبنان بمقاومته وبعناصر قوته، وأنّ مفاعيل القوة هي التي تهزم العدو وآلته الحربية، وهي التي تحقق ما يعتبره الضعفاء مستحيلاً.

وتابع حردان: مثلما استطعنا كسر المستحيل في ثمانينيات القرن الماضي، نحن على يقين تام، بأنّنا بثقافة الوحدة والتضحيات الجسام ودماء الشهداء، قادرون على إلحاق الهزيمة بالإرهاب المُصنّع «إسرائيلياً». وليعلم رعاة هذا الإرهاب وصانعوه ومموِّلوه، أنّ إرادة الحقّ والصمود والتضحية التي تدافع عن أرضنا وبلادنا وحريتنا واستقلالنا وثرواتنا ووحدة شعبنا، هي إرادة قوية تَكسر المستحيل.

وأوضح حردان أمام الوفد، أنّ نضال الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يقتصر على الفعل المقاوم الريادي، فهناك تحديات عديدة، سياسية واجتماعية واقتصادية، نتصدّى لها برؤية واضحة، فنحن لا نرى إمكانية بأن يتعافى لبنان من أمراضه الطائفية والمذهبية، إلا من خلال قيام دولة مدنية قوية عادلة وقادرة، تحقق العدل الاجتماعي والإصلاح ومصالح الناس، وتحارب الفقر والفساد وتطلق ورشة الإنماء على المستويات كافة، وتستفيد من عناصر القوة بتثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة. وبداية الطريق للوصول إلى هذه الغاية، تتطلب تفعيل عمل المؤسسات، وإنجاز الاستحقاقات، وقانون انتخابات نيابية يحقق صحة التمثيل وعدالته، وهو القانون الذي يجعل من لبنان دائرة واحدة، على أساس النسبية ومن خارج القيد الطائفي.

واعتبر أنّ التسريع في الوصول إلى تفاهمات لبنانية حول مجمل الملفات والأزمات، يساهم في تشكيل طوق نجاة وحماية للبنان من الأخطار التي تتهدّده، خصوصاً في ظلّ هذا الاشتعال الذي تشهده المنطقة والعالم من جراء الإرهاب الذي لا يزال يلقى الدعم من دول عديدة.

وختم حردان مشدّداً على أنّ العمل على تحصين البلد، مسؤولية الجميع، وهناك ضرر كبير يلحق بمصلحة لبنان واللبنانيين، في حال أصرّ البعض على الاختباء خلف ذرائع واهية ترمي إلى إقفال النوافذ والأبواب المفتوحة باتجاه إنتاج حلول تُخرج لبنان من أزماته الداخلية.

وتحدث ناموس منفذية صور عباس فاخوري، من جهته، باسم الوفد، فأشاد بدور حردان مناضلاً ومسؤولاً، ورئيساً وبمسيرته الحزبية الحافلة بالعطاء والتضحية، وبقدوته التي جسّدها سلوكاً في المؤسّسات الحزبية وتمسُّكاً بالنظام وتعاليم النهضة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى