بعد هزيمته في ليبيا.. «داعش» إلى تونس والجزائر
أوردت وسائل إعلام محلية تونسية أنَّ الأمن التونسي اعتقل خمسة إرهابيين، ومعهم مهربون على الحدود الجنوبية للبلاد.
ونقلت صحيفة «بيزنيس نيوز» الإلكترونية عن مصادر، وصفتها بالمطلعة، تأكيدها أنَّ العناصر الخمسة الموقوفين ينتمون إلى «داعش». وقد فروا من ليبيا بعد اشتداد القصف على التنظيم الإرهابي هناك.
ومع تضييق الخناق على أكبر معاقل التنظيم في ليبيا، يبدو أنَّ مخاوف الدول الغربية من فرار المقاتلين إلى جوار ليبيا بدأت تتحقق فعلاً، بعد ورود أنباء عن توجهِ عشرات المقاتلين من سرت إلى الدول المجاورة لليبيا.
وقد استنفرت كل من الجزائر وتونس جيشيهما لمراقبة الحدود عن كثب، عبر تسيير دوريات عسكرية، وتحليق مروحيات للاستطلاع، وتشديد إجراءات التنقل بينهما وليبيا. وذلك غداة بدء الطيران العسكري الأميركي قصف أهداف للتنظيم في مدينة سرت بناء على طلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وبدأت تونس قبل فترةٍ في بناء جدار على طول الحدود المشتركة مع ليبيا لضبط تحرك العناصر المتطرفة والمهربين. وذلك بدعمٍ مباشر من الولايات الأميركية. كما أوردت صحف جزائرية أنَّ الجزائر تبني حالياً سياجاً على حدودها مع ليبيا لمنع تسلل المقاتلين إلى داخل البلاد.
وتبدو مخاوف البلدين العربيين المجاورين لليبيا مشروعة، فتونس عانت الأمرين منذ سيطرة تنظيم «داعش» على مدن وبلدات في ليبيا، وتمكنه من تنفيذ عمليات دامية داخل الأراضي التونسية بتخطيط وتنفيذ من إرهابيين تونسيين. أما الجزائر، فخاضت معركة صامتة مع التنظيم خلال الأشهر الماضية، ولم يمر يوم تقريباً من دون إحباط محاولة تسلل لمقاتلين أو تهريب للسلاح ما دفع الجيش إلى رفع حالة التأهب، والتمرن على أنماط خاصة من القتال.
وفي ظلِ تشديد الإجراءات الاحترازية في تونس والجزائر، ترجح مصادر غربية قريبة من العمليات العسكرية الأميركية في سرت أن يتوجه مقاتلو «داعش» نحو الحدود الجنوبية لليبيا، وخاصة باتجاه تشاد والنيجر بسبب هشاشة الإجراءات الأمنية، ووعورة المناطق الحدودية الشاسعة التي تربطهما بليبيا.