مخيم الشباب القومي العربي: الأنظمة المتحالفة مع الغرب تتحمّل مسؤولية تجزئة الأمة

واصل مخيم الشباب القومي العربي فعاليات برنامجه الثقافي، في دورته الخامسة والعشرين المنعقد في المعهد الرياضي في تونس، بمشاركة أكثر من مائة وسبعين شخصية قدموا من أغلب الأقطار العربية.

وقد استضاف المخيم المنسق العام السابق للمؤتمر القومي الإسلامي منير شفيق، الذي قدم مداخلة عن «الوضع السياسي العربي العام والقضية الفلسطينية»، استهلها «بالتأكيد على دور الشباب كطاقة متجددة في حمل لواء المقاومة والممانعة وحركة التغيير باتجاه التحرير والوحدة».

وقال: «إنّ الصفة المميزة للعلاقات الدولية وموازين القوى هي التبدل وعدم الثبات، وبالتالي لا ينبغي تبني أحكام ثابته وبناء تصورات واسترتيجية تحكم الواقع الهربي المستقبلي».

وإذ اعتبر «أنّ ثورات التغيير في الوطن العربي تعود إلى الحيف الاجتماعي، والاستبداد السياسي، والتبعية الخارجية، وفشل الدولة القطرية»، رأى «أنّ هناك في بعض الأقطار ثورات مضادة ضد مواقف مؤيدة لمشروع المقاومة والممانعة وعدم التماهي مع القوى الاستعمارية الخارجية».

ورأى أنه «رغم حالة الضعف والانقسام التي تطبع الحالة الفلسطينية فإنّ الكثير من مظاهر القوة ما زالت تمتلكها قوى النضال والتحرر الفلسطيني، وأنّ الفرصة ما زالت قائمة لتحقيق الانتصار على الكيان الصهيوني الذي دخل مرحلة متقدمة من التراجع والانكماش المرتبط بتغيير معادلة القوى العالمية، وتراجع دور الولايات المتحدة كلاعب أساسي في صنع القرار الدولي كما كان يحدث في السابق».

تحدث الاقتصادي العراقي الدكتور دارم البصام، من جهته، عن «سياسة التخطيط والتنمية في أقطار الثورات العربية»، مؤكدا «أن الحيف الاجتماعي بشكل رأسي وعمودي هو أحد أهم أسبابها»، وقال: «إذا كانت ثورات الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم قد ارتبطت بحركات التحرر قدمت برنامجاً اقتصادياً واجتماعياً، فإنّ ثورات التغيير العربي قد ركزت على التحرر السياسي الليبرالي للفرد، الأمر الذي ولد عنفا هيكلياً كان أصلاً يقبع في عمق المجتمع كحقيقة رمزية ومادية، وبالتالي أصبحنا أمام المشروع غير المنجز لتلك الثورات».

وقال: «إنّ واقع الثورات العربية الجديد هو واقع المجتمع المشبك عن طريق وسائل الاتصال وقدرتها على التعبئة السياسية، ودورها في خلق هوية جماعية صنعت المجتمع المدني المسيس والمواطنة الناشطة»، مشيراً إلى «ضرورة التركيز على الديموقراطية التشاركية بدل التمثيلية، وتجاوز المعادلة الصعبة ممثلة في تزايد إرتفاع سقف المطالب وتناقص وانخفاض موارد الدولة»، داعياً إلى «إقامة غرفة عمليات لإدارة التوقعات، وتجاوز مركزية القرار وإشراك الحركات الاجتماعية في صنع القرار السياسي والاقتصادي وإعادة توزيع الأعباء الضريبية، وإلى سياسة اقتصادية ترفع الحيف الاجتماعي عن الفقراء، وتطبيق نموذج الحصص الاجتماعية».

وتحدث عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي سابقا والكاتب المصري الدكتور محمد السعيد إدريس عن «الصراع الدولي والإقليمي على الوطن العربي»، فاعتبر «أنّ هناك حرباً على الهوية العربية وتجذيرا للصراع والتطاحن العرقي والطائفي». وتساءل عن «السبب الحقيقي الذي يقف وراء محاصرة المشروع القومي العربي، مقابل الانفتاح على الغرب والانبطاح والاستسلام له».

وقدم تحليلاً عن مجمل التحولات السياسية التي عرفتها المنطقة، وشبكة التحالفات، والصراعات التي شهدتها منذ عام 1971، وحدد هدف القوى الاستعمارية في حماية أمن «الكيان الصهيوني»، وضمان استمرار تدفق النفط لأسواق الغرب، وتفكيك المنطقة وإعادة بنائها وفق ما يخدم مصالحها الاستراتيجية من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير، ونظرية الفوضى الخلاقة، وتحويل الصراع في المنطقة من صراع عربي ـ صهيوني، إلى صراع عربي ـ إيراني يتراجع فيه الاهتمام بالقضية الفلسطينية والوحدة العربية».

واكد «أنّ التحرر من واقع التبعية والتجزئة والتقسيم يمر حتماً عن طريق الوحدة العربية وتحرير فلسطين».

وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية القيادة العامة رامز مصطفى، بدوره، «أنّ الأمة العربية تشكل عمقاً استراتيجياً لفلسطين ولكلّ قواها الوطنية والقومية»، معتبراً «أنّ المشهد السياسي، وبكل ما يحمله من مآس وتحديات، مدخل لعزل فلسطين عن محيطها العربي والإسلامي باعتبارها رابطة الوصل بين مشرق الأمة ومغربها». وحمل الأنظمة العربية المتحالفة مع الغرب مسؤولية الانهيار والتبعية والتجزئة التي تواجه الأمة».

وقال: «إنّ كل من يتحرك خارج دائرة فلسطين والمقاومة هو بالضرورة خارج دورة التاريخ»، مُحمِّلاً «الشباب العربي مسؤولية الدفاع عن فلسطين باعتبارها القضية المركزية وأمانة الأجيال».

يذكر، أنّ المخيم يواصل فعالياته الثقافية والحوارية عبر ورش عمل شبابية ومحاضرات لشخصيات عربية بارزة من بينها رئيس مجلس إدارة الأهرام الدكتور أحمد السيد النجار، وعضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر، وشخصيات ناصرية وعربية وتونسية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى