تعالوا نتعلّم من جماهير سلتيك

إبراهيم وزنه

.. وتبقى فلسطين القضيّة، مهما أمعن أعداء الحق من «مستعربين» و»غربيّين» تشويهاً في الصورة الناصعة بكل مفردات العدالة والمنطق، ومها طال الفراق عن أرض الأنبياء، ستبقى فلسطين وقدسها الشريف بوصلة القلب وعنوان النضال الصادق بالرغم من كل أكاذيب مجلس الأمم المتحدة، وما دعاني اليوم إلى تذكير أصحاب الضمائر الحرّة ـ إن وجدوا ـ في عالمنا العربي المنحرف عن جادة العقل والعدل، هو ذلك الموقف المشرّف الذي قامت به جماهير نادي سلتيك الأسكتلندي، موقف عابر لكل القارّات من حيث صدقيّته وصلابته ورسالته، فماذا فعلت جماهير ذلك الفريق الأسكتلندي؟ إليكم الموقف الدرس:

أثناء دخول الفريق «الإسرائيلي» «هبوعيل بئر السبع» إلى ستاد «سلتيك بارك» لخوض مباراة مدرجة على جدول الأدوار التمهيديّة لبطولة دوري أبطال أوروبا، قامت الجماهير الوفيّة لفلسطين وشعبها برفع الأعلام الفلسطينيّة من كل القياسات، بالإضافة إلى إبراز عشرات اليافطات الداعمة والمؤيّدة والمؤمنة بعدالة القضيّة المركزيّة لكل أحرار العالم، وهتفوا بأعلى أصواتهم «فلسطين حرّة» … وهنا يتبادر إلى أذهاننا السؤال العفوي، لماذا لم نشاهد مثل هذه الوقفات في معظم الدول العربية وخصوصاً تلك السائرة طوعاً في خط التطبيع، للأسف نجد أنّ بعض العرب في هذه الأيام قد انتقل إلى مرحلة التشجيع على التلاقي الرياضي ما بين الفرق «الإسرائيليّة» والعربيّة.

الجدير ذكره، أنّ مشجّعي الفريق الأسكتلندي تحدّوا بتشجيعهم وتصرّفاتهم الرائعة كل التحذيرات التي سبق وأعلنها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، حذّرهم من إطلاق أيّ شعارات وهتافات سياسيّة، منعهم من رفع أيّ يافطات لا تتلاءم مع مضمون الأحداث الرياضيّة، حذّرهم لأنّ سِجلّهم حافل بوقفة عزّ، وذلك عندما قاموا بنفس التدابير في العام 2014 حينما لعب فريقهم بمواجهة فريق ريكافييك الآيسلندي، وكانت النتيجة تغريمهم بـ16 ألف جنيه استرليني. بالأمس فاز السلتيك بالمباراة بنتيجة 5 ـ 2 ، كما فازت جماهيره بحسن التشجيع واستحقّت عن جدارة جائزة الموقف المشرّف، بالأمس اتّهمهم الاتحاد الأوروبي باستفزاز خصمهم والعمل على دبّ الرعب في نفوس لاعبيه، ربما لم يسمع الاتحاد الأوروبي بما يقوم به المجتمع «الإسرائيلي» برمّته اتجاه الأطفال والأبرياء والعمال الفلسطينيّين في وطنهم السليب. لو كنت عادلاً لمرة واحدة يا جناب الاتحاد الأوروبي، لكنت غرّمتهم بكل مال الأرض وفتحت لهم كل السجون.

إلى جماهير نادي سلتيك، نرفع لكم القبعة احتراماً لتشجيعكم وتقديراً لوقفتكم، باسم شرفاء الأمّة العربية نعترف بأنّكم سجّلتم الموقف الذي لا يقدر عليه الكثيرون من العرب. عشتم ودامت همّتكم في نصرة القضايا العادلة، وقضيّة فلسطين عنواناً ساطعاً في كتاب الأوطان والأمم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى