«المنار»
كلُّ الملفاتِ عصيةٌ على الحكومةِ اللبنانية.. الكهرباء، الأنهارُ والبحارُ الملوّثة، مياهُ الشفةِ المتعفّنة، النفاياتُ والاتصالات، فكيف بالتعيينات؟
ولأنَ عنوانَ الهروبِ إلى الأمامِ لا يصلحُ معَ كلِّ الملفات، وقفت الحكومةُ على مفترقِ استحقاقِ التعييناتِ الأمنيّة، فكانَ الإخراجُ عبرَ مسرحيّةٍ فاشلةٍ بحسبِ الوزيرِ الياس أبو صعب، والنتيجةُ: «لا توافقَ على أيٍّ من أسماءِ ثلاثةِ ضباطٍ طُرحت لتكون ممرّاً أدّى إلى تأجيلٍ إلزاميٍّ لتسريحِ الأمينِ العامّ للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير عاماً كاملاً».
أمّا ما لا يَحتملُ التأجيل، فاكتمالُ طوقِ الكوارثِ البيئيّةِ التي تحاصرُ لبنانَ وحكومتَه من كلِّ مكان.. بعدَ أزمةِ الليطاني الذائعةِ الصيت، وطمرِ النفاياتِ غيرِ الصحي، بحرُ الأوزاعي في وضعٍ كارثي.. بحرٌ باتَ عبارةً عن مصبٍّ للصرفِ الصحي، ولمغاسلِ الرمالِ المعلومةِ المصدرِ والفاعلِ المجهَّل.. بحرٌ بحالِه ومُحوِّليهِ، كما ستظهر كاميرا «المنار»، يختصرُ واقعنا البيئيَّ والسياسيَّ والاقتصاديَّ، وحتى الأخلاقيّ.
«أن بي أن»
لم ينجحْ مجلس الوزراء في التوافق على تعيين أمين عام جديد للمجلس الأعلى للدفاع بعدما لم ينلِ اقتراح وزير الدفاع سمير مقبل تعيين ثلاثة ضباط الأكثرية المطلوبة من الأصوات، ما يعني تأكيد منحى إصدار مقبل قراراً داخليّاً لتمديد ولاية اللواء محمد خير لمدّة عام خلال الساعات المقبلة.
وفيما تعكف القوى السياسيّة على دراسة الأفكار التي حملتها الحقيبة الدبلوماسيّة المصرية، زحمة سير متبادلة على خط موسكو أنقرة طهران، تأشيرتها الأساسيّة سورية.
بعد القمّة الروسيّة التركيّة وما تلاها من لقاءاتٍ إيرانيّة قام بها وزير الخارجيّة محمد جواد ظريف في أنقرة، يتوجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع المقبل إلى طهران. كل المؤشّرات تدلّ على أنّ ما قبل الانقلاب الفاشل في تركيا لن يكون كما بعده على صعيد علاقة أنقرة بواشنطن، الأتراك حانقون والأميركيّون متوجّسون من التقارب الحاصل بين الخصم الروسي ودولة أطلسيّة كانت تُستعمل سابقاً للتصويب على موسكو، وباتت اليوم الآن لا تستبعد التعاون العسكري مع الروس بسبب تهرّب الناتو من التعاون مع أنقرة سعياً للتوصّل إلى حلّ مُستدام في سورية .
هذا الكلام ليس قراءة، بل موقف لوزير الخارجيّة التركي الذي ذهب إلى حدّ القول إنّ محاولات الغرب ترهيب أو إذلال روسيا غير عقلانيّة وغير واقعيّة، فكيف ستتعاطى واشنطن مع هذه المعطيات الجديدة؟
في الميدان السوري، استعاد الجيش زمام المبادرة وانتقل إلى موقع الهجوم في جنوب غربي حلب، مستهدفاً أرتال إمداد المسلحين، بالتوازي مع اشتباكات عنيفة متواصلة على جبهة الكليّات العسكريّة.
«او تي في»
لو أنّ جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت اليوم أمس ، كانت منقولة مباشرة على الشاشات، لانتحر اللبنانيّون أو هاجروا أو طمروا ثلثيّ حكومة المصلحة الوطنيّة بكل ما أوتوا من عوادم وسوائل.
مهزلة غير مسبوقة… مسخرة لا معادل لها… مسرحيّة سخيفة سمجة بليدة، أخرجها بطل معتقلات صدّام حسين، وشاركه فيها بصفة كومبارس أكثر من دزينة وزراء يقبضون رواتبهم ومخصّصاتهم وأموال مكاتبهم ومواكبهم وحاشياتهم وعراضاتهم من جيوبنا وضرائبنا وأموالنا وشقّ أنفاسنا. جاء سمير مقبل إلى الجلسة مثل دمية مُحرَّكة، طرح ثلاثة أسماء لثلاثة ضبّاط مرشّحين للتعيين في موقع أمين عام المجلس الأعلى للدفاع، سأله زميل عن صفات المرشّحين الثلاثة، فأجاب: «كلّن فيهن خير وبركة». طُرح الموضوع للبتّ، فاعترض تمام سلام متذرّعاً «إنّو الهيئة مش ماشي الحال». سأله جبران باسيل: «كيف مش ماشي الحال وبعد ما بحثنا الموضوع؟». سكت رئيس حكومة المصالح الشخصية، سكتت معه دزّينة من الأصوات المكتومة. أصرّ البعض على طرح الموضوع على التصويت: سبعة وزراء أنقذوا شرفهم وشرف الدستور والجيش، فيما كانت المفاجأة أنّ الذي جاء بأسماء الضباط لم يصوّت. الذي يُفترض أن يكون مؤتَمَناً على سمعة المؤسّسة العسكريّة لم يُسمع صوته، والذي يفرض عليه الدستور أن يكون حامياً للقانون احتمى بالبكم والخرس، كما كلّ ساكت عن الحق. هي إهانة لكل مواطن، ولكل ضابط، وللجيش، وللدولة وللوطن. هي إهانة لن تطول، ولن يتأخّر تغييرها وإصلاحها مهما تكلّست صناديق كيمياء البعض، ومهما لوّثوا بيئة المؤسسات. اليوم أمس سقطت حكومة المصالح القبليّة والمقبليّة في آخر مطبّات انعدام وزنها.
«ال بي سي»
كلام عالي النبرة عن ملفين، ملف التعيينات العسكرية وملف مكبّ برج حمود. في قضيّة التعيينات العسكرية سار وزير الدفاع في السيناريو المعهود، طرح ثلاثة أسماء للمجلس الأعلى للدفاع فلم ينل أيّ منها الموافقة الوزاريّة، وعندها سيستعمل وزير الدفاع القانون، وهذا يعني أنّ التمديد للّواء خير سيتمّ والمسألة مسألة وقت.
موقف وزير الدفاع لقيَ ملاحظتين الأولى في الجلسة وعبّر عنها الوزير روني عريجي حين اعتبر أنّنا مع مبدأ التعيين شرط أن لا يكون طرح الأسماء في اللحظة الأخيرة، لأنّنا نحتاج إلى وقت لدرس ملفات الذين تُطرح أسماؤهم، أمّا الملاحظة الثانية والأقسى فكانت من الوزير جبران باسيل، وبعد الجلسة حيث غرّد قائلاً: «كيف تطلب حكومة من الناس احترام القانون عندما لا تحترمه هي ولا تحترم نفسها».
من السراي إلى الصيفي، رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميّل فنّد في مؤتمر صحافي الكارثة البيئيّة من جرّاء مكبّ برج حمود، وأعلن أنّ حزب الكتائب ماضٍ في المواجهة حتى إيجاد البديل. وكشف الجميّل جملة من المعطيات الفضائحيّة المتعلّقة بالمطمر.
كلام الجميّل استدعى ردّاً من الوزير المكلّف ملف النفايات أكرم شهيّب، فاعتبر أنّ كلامه خلفيّته انتخابيّة، متوعّداً بفتح كل الملفات.
ملف النفايات ليس الملف الفضائحي الوحيد، في مطار بيروت مؤشّرات إلى فضيحة تتعلّق بالتجهيزات التقنيّة الأمنيّة.
أمّا الملف الفضائحي الآخر فهو مسألة المحارق، وتحديداً محرقة بيروت.
«ام تي في»
غادر وزير الخارجية المصري لبنان كما جاء، بلا مشروع رئاسي أو مبادرة، ومن دون أن يزيد إلى مخزونه المعرفيّ عن الواقع اللبناني المأزوم أيّ معلومة، ولأنّ الامر كذلك عاد مجلس الوزراء إلى الضوء من بوابة الخلافات المزمنة بين مكوّناته حول التعليمات في قيادة الجيش، فتكرّر المشهد. وزير الدفاع عرض أسماء ثلاثة ضباط لاختيار أحدهم لملء موقع اللواء خير، لم يحظَ أيّ منهم بثلثي الأصوات، ما يطلق يد وزير الدفاع لتأجيل تسريحه وسط غضب عونيّ لا يلبث أن يهدأ.
تزامناً، معركة كتائبيّة اشتراكية حول مطمر برج حمود بدأت بيئيّة وانتهت بيئيّة سياسيّة، إذ هاجم النائب سامي الجميّل القرارات التي اتّخذها الوزير أكرم شهيّب، واتّهمه بأنّه يكيل بمكيالين، فهو يعارض قيام معمل فتوش للإسمنت في عين دارة حرصاً على الناس والبيئة، فيما لم يعتمد المعايير نفسها في برج حمود. وعزّز الجميّل مطالعته بأمثلة من تشدّد الوزير أبو فاعور في تدابير سلامة الغذاء، ما استدرج ردّين تمهيديّين عنيفين من الثنائي الاشتراكي.
«المستقبل»
قبل أن تدخل البلاد في عطلة آب السياسيّة التي لن تخرج منها حتّى أوائل أيلول، كانت الزيارة المصريّة تنتهي كما انتهت زيارات فرنسيّة وأمميّة كثيرة.
العطلة السياسيّة حاول حزب الكتائب تحريكها من زاوية النفايات، فبعد الخيمة الاعتراضيّة على باب مطمر برج حمود، رفع النائب سامي الجميّل سقف الاعتراض مطالباً بلامركزيّة النفايات بدلاً من طمرها، وتناول الوزير أكرم شهيّب الذي سارع إلى الردّ عليه قائلاً: «الله يثبّت العقل والدين».
وحده قرار صدر عن مجلس الوزراء بإدخال 1771 أستاذاً إلى الملاك، أنعش قلوب البعض، ومثله التمديد للأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، بانتظار التمديد لقائد الجيش في نهاية أيلول.
وليس بعيداً عن يوميّاتنا، هاجمتنا هذه الصورة من حلب، لطفلٍ يختصر في لحظات قليلة خمس سنوات من الفاجعة السوريّة. طفل خارج من تحت ركام القصف يبحث عن يد تحتضنه، وعن مُسعف يطبّبه، وعن رأي عام يستمع إلى الجروح التي في قلبه، قبل الجروح التي في رأسه.