صواريخ «كاليبر» المجنّحة مستعدّة… والهدف هو الـ«نيو نصرة»!
بينما تحاول صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إظهار روسيا على أنّها متعطّشة لأيّ اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية حول هدنة ما في حلب، فإنّ صواريخ «كاليبر» الروسية المجنّحة، جاهزة لضرب أيّ موقع لـ«جبهة النصرة».
في هذا السياق، نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى انطلاق مناورات القوات البحرية الروسية في البحر المتوسط وبحر قزوين، مشيرة إلى إثارتها الأعصاب في الغرب. وقالت الصحيفة إنّ مناورات القوات البحرية الروسية في البحرين الأبيض المتوسط وقزوين، أثارت اهتياجاً عصبياً في الغرب. وذلك لأسباب عدّة: أولاً، لأن القوات البحرية الروسية لم تُجر مناورات بهذه الضخامة منذ فترة طويلة. ثانياً، لأن سفناً مشتركة في هذه المناورات مزوّدة بصواريخ «كاليبر» المجنحة، التي خاضت معمودية النار بنجاح ضدّ «داعش» في سورية. وليس مستبعداً أن تعاد الضربة ثانية.
ولعلّ المذنب الرئيس في نوبة «الخوف من صواريخ كاليبر»، هو الأميرال فلاديمير كوموييدوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الدوما القائد السابق لأسطول البحر الأسود.
وقال الأميرال: أنا أؤكد أن الأسطول جاهز للقتال، وقادر على توجيه مثل هذه الضربة. ولكن كيف؟ ونحو أيّ هدف؟ فأنا لا أعرف. كما لا يعرف هذا أحد غير القيادة السياسية في روسيا وجنرال الجيش سيرغي شويغو باعتباره وزيراً للدفاع، وكذلك هيئة الأركان العامة التي تضع الخطط العسكرية وتراقب تنفيذها.
أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فذكرت أنه في ظلّ الاعتراف بأبعاد أزمة مدينة حلب السورية التي تتجلّى يوماً بعد يوم مع حصار ما يقارب مليوني شخص هناك، أقرت روسيا بأن اقتراحها الأسبوع الماضي حول هدنة وقف إطلاق النار ثلاث ساعات يومياً غير كاف، إنما قد يفسح المجال أمام مزيد من الدخول في هدنة أطول. وأضافت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الثلاثاء الماضي، أن روسيا قالت إنها كانت قاب قوسين أو أدنى من التوصّل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول تعاون عسكري لمحاربة مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة حلب كجزء من حلّ.
بدورها، ذكرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية أنّ «قوات سورية الديمقراطية» بعد تحرير منبج، أعلنت عن نيّتها التقدّم باتجاه الغرب.
«إيزفستيا»: «حزام كرديّ» لشدّ وثاق مسلّحي «داعش» في سورية
ذكرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية أنّ «قوات سورية الديمقراطية» بعد تحرير منبج، أعلنت عن نيّتها التقدّم باتجاه الغرب.
وجاء في المقال: قال ممثل «الاتحاد الديمقراطي الكردي» في موسكو عبد السلام علي، معلّقاً على بيان «قوات سورية الديمقراطية» في شأن تطهير مدينة الباب، الواقعة على بعد 40 كيلومتراً شمال شرق حلب من الإرهابيين، إن الهدف الرئيس لهذه القوات، بعد تحرير مدينة منبج في محافظة حلب، التقدم باتجاه الغرب لقطع إمدادات الإرهابيين من تركيا.
أي أنّ الهدف هو غلق الحدود وسوف نبذل كل ما في وسعنا، وسنمنع الهواء عن «داعش» وندمّر قنوات تزويده بالأسلحة والمؤن والمسلحين عبر تركيا. وبعدما تُطهَّر مدينة الباب من الإرهابيين، ستتقدّم «قوات سورية الديمقراطية» باتجاه الغرب نحو عفرين للالتحام بفصائل «وحدات حماية الشعب الكردي»، التي تسيطر على المدينة.
وأكد المتحدّث لـ«إيزفستيا» أنّ الأكراد لا ينوون الدخول في مواجهات مسلّحة مع القوات السورية التي تحاصر حلب. وأضاف أن فرض «الحزب الديمقراطي الكردي» سيطرته على عدد من المناطق في شمال سورية يسمح للأكراد بالحصول على مواقع وطيدة في الحوار السياسي في شأن مستقبل سورية.
هذا، وكانت «قوات سورية الديمقراطية» قد أصدرت يوم 15 آب الجاري بياناً أشارت فيه إلى أنها تخطّط بعد القضاء على «داعش» في منبج لتحرير مدينة الباب من المرتزقة.
ويذكر أن صدور هذا البيان جاء عقب انتهاء عملية تحرير منبج يوم 12 من الشهر الجاري. وكانت القوات قد أعلنت عن بداية عملية تحرير منبج يوم الأول من حزيران الماضي، والتي شارك فيها 12 ألف مقاتل بدعم من طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وبحسب قول ممثل «قوات سورية الديمقراطية»، كان استخدام سكان المدينة من قبل «داعش» دروعاً بشرية سبباً في مقتل كثيرين من المدنيين خلال معركة تحرير المدينة. إذ سقط معظمهم نتيجة الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف الدولي، لا على يد التنظيم. وخير مثال على ذلك الغارات التي شنّتها طائرات التحالف على قرية طوخان الكبرى يوم 19 تموز، وذهب ضحيتها أكثر من 200 شخص.
من جانبه، ذكر كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق بوريس دولغوف أن «قوات سورية الديمقراطية» تسيطر على مناطق في شمال سورية، وتعمل على توسيع منطقة الحكم الذاتي، التي أعلن عنها في وقت سابق من السنة الحالية.
وأضاف أن تقدّم «قوّات سورية الديمقراطية» وتشكيل ما يشبه «حزاماً كردياً» في شمال سورية، يجري في سياق إعلان الفدرالية. فالأكراد يصرّحون علناً بأنهم يخطّطون لإنشاء منطقة حكم ذاتي. ولكن هذا الاعلان يواجه انتقادات شديدة من جانب القيادة السورية، التي أعلنت سابقاً أن تسوية جميع القضايا يجب أن يتم في إطار الدستور، وأن الإعلان عن منطقة حكم ذاتي سابق لأوانه وغير شرعي. وفي الوقت نفسه، لا يمكن استبعاد اتفاق الحكومة السورية مع الأكراد ومنح منطقتهم وضعاً خاصاً.
«دي بريسه»: أردوغان إسلاميّ متشدّد ولكنه يظلّ يتمتّع بشرعية ديمقراطية
قالت صحيفة «دي بريسه» النمسوية معلّقةً على تقرير وزارة الداخلية الألمانية الذي اتّهم تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان بدعم منظمات إرهابية، إنه لم يكن من الممكن منذ عام 2006 بالفعل تجاهل قرب أردوغان من جماعة الإخوان المسلمين والذي أثبته تقرير الداخلية الألمانية، وذلك عندما بسط أردوغان السجاد الأحمر لمنظمة «حماس» الفلسطينية.
وأوضحت الصحيفة النمسوية أن أردوغان وقف أثناء «الربيع العربي» إلى جانب «الإخوان المسلمين» في مصر، والذين لم يخذلهم أردوغان وظلّ يدعمهم حتى بعد سقوط رئيسهم محمد مرسي.
وقالت الصحيفة في تعليقها الذي نشر أمس الخميس: أخيراً وليس آخراً، فإن تركيا الإسلامية تدعم مجموعات إسلاموية لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة: أردوغان إسلاميّ، ولكنه وبالمقارنة بالوهابيين السعوديين يظلّ إسلامياً معتدلاً يتمتع بشرعية ديمقراطية رغم أنه لا يتورّع منذ الانقلاب الفاشل عن الاعتقالات التعسفية وعن القمع.
وتابعت الصحيفة: يظلّ أردوغان حسبما أظهر الدفء الذي تشهده علاقته مع روسيا و«إسرائيل» قادراً على التعامل بواقعية ومرونة بشكل مذهل.
وختمت الصحيفة تعليقها بالتساؤل: هل يمكن لشخص مثل هذا أن يجلس كعضو كامل العضوية على مائدة الاتحاد الأوروبي؟ لا، هل يمكن التعاون مع شخص مثل هذا؟ إذا كان ذلك يجلب منافع ، نعم.
«إيزفستيا»: إنهنّ شقراوات!
نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقالاً للمحلل العسكري فيكتور ليتوفكين، تطرّق فيه إلى ثلاث سيدات شقراوات يشغلن مواقع مهمة في السياسة الغربية.
وجاء في المقال: إحداهن، رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي لم يمض أسبوع فقط على تعيينها حتى مرّرت في مجلس العموم قراراً بتحديث الأسطول الذرّي ـ الاستراتيجي لصاحبة الجلالة، بعد تخويف البرلمانيين بالمخاطر الخارجية، الآتية بالطبع ليس من الحلفاء.
واعترفت أمام البرلمانيين من دون أن يرفّ لها جفن، بأن هذا السلاح قد يفتك بحياة عشرات الألوف من الناس الأبرياء، شيوخاً وأطفالاً ونساء، في حال استخدامه. ولم تثن تيريزا ماي الحكمة والمشاعر الأنثوية المتأنية.
ويرجّح ليتوفكين أنها تريد أن تحذو حذو رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، التي لم ترتجف يدها لدى توقيعها أمر إرسال الأسطول البحري عام 1982 لاحتلال جزر فوكلاند الأرجنتينية. وأدّت تلك الحرب إلى مقتل المئات من كلا الطرفين، وكانت بعض سفن الأسطول الحربي البريطاني مزوّدة بالسلاح الذرّي الفتاك، ولكن لم تدعُ الحاجة إلى استخدامه، واقتصرت الحرب البريطانية ضدّ الأرجنتين آنذاك على استخدام الأسلحة التقليدية.
ويرى المحلل العسكري أن رئيسة الوزراء البريطانية ليست هي الوحيدة من السياسيات، اللواتي لا رقابة على لسانهنّ!
فالشقراء الثانية وزيرة الدفاع الألمانية الفاتنة أورسولا فون دير لاين، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في العلوم الطبية، زوجة ملياردير وأمّ لسبعة أطفال، والتي وجّهت في لقاء مع صحيفة «بيلد» الألمانية، نقداً لاذعاً إلى روسيا، واتهمتها بأن سياستها العسكرية غير شفّافة بالمطلق.
أما السيدة الثالثة، فهي مرشّحة الرئاسة الأميركية، وزيرة الخارجية سابقاً هيلاري كلينتون، التي لا تكفّ عن الصراخ لتشديد العقوبات الاقتصادية ضدّ روسيا، وترعيب جارات روسيا بأن موسكو تريد إحياء الاتحاد السوفياتي، وتهاجم روسيا لـ«غياب الحرّيات» والديمقراطية، وتنتهي بالتهجمات الشخصية على الرئيس بوتين الذي تبيّن لها أنه «شخص من دون قلب»، بسبب ماضيه وعمله في «كي جي بي».
وينهي المحلل العسكري مقاله متهكّماً بالقول: أحياناً، يعمل الرجال غير المبالين، والذين لا يرغبون بتحمّل المسؤولية، على دفع النساء إلى المواقع القيادية العليا، كي يُخفوا خلف ظهورهن ضعفهم الرجالي. وفي حال الفشل في مجال السياسة الواسعة تحميلهن كلّ الذنوب. بمعنى: ماذا نستطيع أن نفعل معهن؟ لا نستطيع أن نفعل شيئاً، إنهن شقراوات، وليس من المهم إن كان اللون الأشقر حقيقياً أم كان نتيجة صبغ للشعر.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: صواريخ «كاليبر» تستعدّ لتكرار الضربة
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» إلى انطلاق مناورات القوات البحرية الروسية في البحر المتوسط وبحر قزوين، مشيرة إلى إثارتها الأعصاب في الغرب.
وجاء في المقال: أثارت مناورات القوات البحرية الروسية في البحرين الأبيض المتوسط وقزوين اهتياجاً عصبياً في الغرب. وذلك لأسباب عدّة: أولاً، لأن القوات البحرية الروسية لم تُجر مناورات بهذا الضخامة منذ فترة طويلة. ثانياً، لأن سفناً مشتركة في هذه المناورات مزوّدة بصواريخ «كاليبر» المجنحة، التي خاضت معمودية النار بنجاح ضدّ «داعش» في سورية. وليس مستبعداً أن تعاد الضربة ثانية.
ولعلّ المذنب الرئيس في نوبة «الخوف من صواريخ كاليبر»، هو الأميرال فلاديمير كوموييدوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الدوما القائد السابق لأسطول البحر الأسود.
إذ لم يسبق للغرب أن ترك من دون اهتمام أيّ حركة عسكرية أو نشاط عسكري. فكيف الآن حين تخرج إلى الفضاء العملياتي فوراً مفرزتان من السفن المزوّدة بصواريخ «كاليبر» المجنّحة، التي يضمن إطلاقها سواء من البحر الأبيض المتوسط أو من بحر قزوين إصابة أي هدف عملياً في مختلف أرجاء الشرق الأوسط، فضلاً عن سورية، وخصوصاً في حلب، التي طلبت واشنطن عبر مختلف المنظمات الاجتماعية المعتبرة الامتناع عن قصفها. لأن هناك داخل المنطقة المحاصرة، بحسب قولها، إضافة إلى المسلحين غير المستقيمين يوجد مسلّحون مستقيمون أيضاً. ولذا سئل كوموييدوف: هل تخطّط روسيا تحت غطاء هذه المناورات لتوجيه ضربة صاروخية أخرى إلى «جبهة النصرة» القريبة روحياً من وزارة الخارجية الأميركية؟
وأجاب الأميرال: أنا أؤكد أن الأسطول جاهز للقتال، وقادر على توجيه مثل هذه الضربة. ولكن كيف؟ ونحو أيّ هدف؟ فأنا لا أعرف. كما لا يعرف هذا أحد غير القيادة السياسية في روسيا وجنرال الجيش سيرغي شويغو باعتباره وزيرا للدفاع، وكذلك هيئة الأركان العامة التي تضع الخطط العسكرية وتراقب تنفيذها.
هذا، وتشارك في هذه المناورات من أسطول البحر الأسود: سفينتا الصواريخ الصغيرتان «سيربوخوف» و«زيلوني دول» وعدد من سفن الإمدادات. ووفق وزارة الدفاع الروسية، ستتعاون هذه السفن مع السفن الحربية الروسية المرابطة في شرق البحر الأبيض المتوسط في تنفيذ المهمات المقرّرة التي يدخل فيها إطلاق الصواريخ في ظروف قريبة جداً من ظروف الحرب.
وتشمل المناورات في البحر الأبيض المتوسط مكافحة الإرهاب، حيث سيتم خلالها التدريب على تنظيم الاتصالات وفق قانون الإشارات الدولي لعام 1965، وكذلك كيفية مساعدة السفن المصابة بنتيجة هجوم إرهابي. وإضافة إلى ذلك، تتضمن المناورات التدريب كيفية اعتراض سفن مخالفة تحمل إرهابيين على متنها.
أما في مناورات بحر قزوين، فتشترك سفينتا الصواريخ «داغستان» و«تترستان» وسفن الصواريخ الصغيرة «غراد سفياجسك» و«فيليكي أوستيوغ» و«فولغودونسك» و«محج قلعة» وسفن الإمدادات. وعموماً، تشارك فيها أكثر من 20 سفينة حربية، ستتدرب على إطلاق الصواريخ نحو أهداف بحرية وساحلية وجوية.
وتؤكد المناورات في البحر الأبيض المتوسط ليس فقط عودة روسيا بعد ربع قرن إلى سواحل الشرق الأوسط، لا بل مرابطتها هناك. حيث ستنضمّ، وفق مصدر عسكري، حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» إلى السفن الروسية المرابطة في البحر الأبيض المتوسط ما يسمح بتوجيه ضربات إلى المتطرّفين ليس فقط من قاعدة حميميم، وبالطائرات بعيدة المدى، وبالصواريخ المجنحة، لا بل أيضاً بوساطة طائرات الأسطول البحري.
«نيويورك تايمز»: روسيا تلمّح إلى اتفاق عسكري مع أميركا بعد فشل الهدنة في سورية
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أنه في ظلّ الاعتراف بأبعاد أزمة مدينة حلب السورية التي تتجلّى يوماً بعد يوم مع حصار ما يقارب مليوني شخص هناك، أقرت روسيا بأن اقتراحها الأسبوع الماضي حول هدنة وقف إطلاق النار ثلاث ساعات يومياً غير كاف، إنما قد يفسح المجال أمام مزيد من الدخول في هدنة أطول.
وأضافت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الثلاثاء الماضي، أن روسيا قالت إنها كانت قاب قوسين أو أدنى من التوصّل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول تعاون عسكري لمحاربة مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة حلب كجزء من حلّ.
ورأت أن مثل هذا الجهد المشترك من شأنه أن يمثل مستوى جديداً من التعاون بين القوتين سعياً وراء إيجاد طريق للخروج من حرب سورية التي اندلعت قبل خمس سنوات والتي تدعم فيها موسكو وواشنطن بشكل أساس جانبين متناحرين. فالولايات المتحدة تدعم قوى «المعارضة»، فيما تدعم روسيا الرئيس السوري بشار الأسد.
وأفادت الصحيفة الأميركية أن هذه التطوّرات تشير إلى أن روسيا تسعى إلى تفادي الظهور وكأنها مسؤولة عن معاناة حلب التي تحوّلت من مركز تجاري مزدهر في شمال سورية إلى ساحة معركة استراتيجية لحروب كثيرة.
وأشارت إلى أن مسلّحين كسروا حالة الجمود السائدة في الجزء الشرقي من حلب الأسبوع الماضي بمواجهة القوات العسكرية السورية والقوات الروسية المتحالفة وإغلاق الجزء الغربي من المدينة السورية الذي يخضع لسيطرة الحكومة ما يعني عزل حلب بأكملها.
ومنذ ذلك الحين، أسفرت الغارات الجوية السورية والروسية ضد أحياء «المعارضة» في حلب عن مقتل عشرات الأشخاص، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التدمير لم يكن حدثاً عادياً حتى بالنسبة إلى حلب.
ونقلت عن تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله: إن روسيا والولايات المتحدة كانتا على وشك التوصل إلى اتفاق حول جهد مشترك في مكافحة «داعش» في حلب. وأضاف أن مثل هذه الاتفاقية من شأنها المساعدة في تحقيق السلام لهذه البلاد التي تعاني منذ فترة طويلة وتقديم يد العون لشعبها كي يتمكن من العودة إلى موطنه.
ولم يعلّق المسؤولون الأميركيون على الفور على تصريحات وزير الدفاع الروسي ومن غير الواضح حتى الآن كيف يمكن إجراء مثل هذا الجهد المشترك.
«حرييت»: استدارة تركيّة في سورية
نشرت صحيفة «حرييت» التركية تقريراً جاء فيه: ثمّة علامة استفهام كبيرة حول الهجوم الانتحاري «الداعشي» على حافلة ركاب قرب مخيم «أطمه» لّلاجئين السوريين في إدلب، على حدود ولاية هاطاي التركية، والذي أودى بحياة 30 شخصاً. ويبدو أن «داعش» كما حزب «العمال الكردستاني» الذي خفّف من هجماته في تركيا الشهر الماضي، استأنف هجماته العنيفة، على إثر عودة أردوغان من رحلته إلى روسيا. فالتوقيت مثير للانتباه شأن المكان، ويوجّهان رسالة. أما الهدف، وهو حافلة نازحين، فاختياره ليس إلا لكونه هدفاً سهلاً لـ«داعش» الذي لا تعنيه أرواح الأبرياء أو السوريين. ووقع التفجير يوم أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» تحرير مدينة منبج من «داعش».
بعضهم في تركيا يقول إن تفجير الحافلة الانتحاري قد يكون رسالة تحذير وتهديد لتركيا من التدخل عسكرياً في سورية، بعد مصالحتها مع موسكو. لكننا نرى أن سياسة تركيا السورية كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وماتت فعلاً على إثر المحاولة الانقلابية الفاشلة ومصالحة أردوغان مع موسكو. ولم يتضح بعد شكل السياسة الجديدة التركية في سورية. فهل تستدير أنقرة 180 درجة وتعود إلى ما قبل 2011، أم تستدير نصف استدارة؟ ما نعلمه أن أنقرة بدأت تتخلّى عن الدعوة إلى رحيل الأسد والبعث، وبدأت تقترب أكثر من نظريات أميركا وروسيا، لا بل ربما إيران القائلة بأن في الإمكان التوصّل إلى صيغة يبقى فيها البعث حاكماً في سورية لكن من دون الأسد. فالموقف التركي اليوم في شأن سورية لم يعد قوياً على ما كان قبل سنة. ونقطة التراجع أو الضعف الأولى التي شهدتها تركيا السنة الماضية، بدأت حين اضطرت إلى فتح قاعدة إنجرليك أمام القوات الأميركية، فكرّت سبّحة تفجيرات دموية أثخنت جراح تركيا في خمس مدن تركية توزّعت المسؤولية عنها بين «داعش» و«العمال الكردستاني». وهذه الهجمات، وتحديداً هجمات «الكردستاني»، حوّلت المدن والقرى التركية على الحدود مع سورية والعراق وإيران إلى كرة من لهب. فتلك المنطقة تخضع عسكرياً للجيش التركي الثاني الذي يشنّ منذ بداية 2016، حرباً ضروساً على الكردستاني في تلك المناطق. وترتب على فتح قاعدة إنجرليك أمام الأميركيين ردّ روسي: وضع اليد على طرطوس وتوسيع مطار حميميم العسكري كقاعدة عسكرية روسية مقابل إنجرليك. وعليه، رجّحت كفة الروس وضعف النفوذ التركي في سورية. وباشرت روسيا حينذاك باستهداف المنطقة الحيوية لتركيا الممتدة على شريط أعزاز وجرابلس وإدلب، حيث استهدفت هناك فصائل المعارضة الموالية لأنقرة والتي كانت توصف بالمعتدلة ويقال أنها غير مرتبطة بـ«داعش» أو «النصرة». وفي هذه المرحلة، أسقطت الطائرة الروسية في الأجواء التركية، وبلغت السياسة التركية في سورية ذروة الضعف والتأزم، فزاد الثقل الروسي وانسحبت تركيا من الميدان، وأغلقت الأجواء السورية في وجه الطيران التركي.
ومع هذه التطورات، انشغلت الاستخبارات عن الأزمة السورية بمتابعة ملف «العمال الكردستاني». ووقعت المنطقة الحدودية تحت إمرة الجيش الثاني الذي استلمها من الاستخبارات التركية ليشنّ العمليات. والحلقة الأخيرة في مسلسل تراجع القوة التركية في سورية، اتصال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مع أردوغان في أيار الماضي، لإبلاغه بالحاجة إلى «قوات سورية الديموقراطية»، ذات الغالبية الكردية، لتحرير منبج من «داعش»، وبأن التحالف سيستخدم إنجرليك لدعم عملياته في سورية. وبدأت الستارة تُسدل على المشروع التركي في سورية. ثم وقع الانقلاب العسكري الفاشل، والذي أضرّ بالجيش الثاني الذي كان وكر جماعة غولن التي اجتثت منه. وبدا أن الظروف مواتية أمام سياسة تركية جديدة في الشأن السوري. ومهدت المصالحة مع روسيا و«إسرائيل» لهذه السياسة. واليوم، يبدو أن طموحات أنقرة في سورية تقتصر على: ألا يقوم كيان كردي في شمال سورية يهدد أمنها، وأن يرحل الأسد وحزب البعث عن قيادة تلك الدولة. وترى أنقرة أنه لا يمكنها تحقيق الهدفين معاً. وترى كذلك أن حلم الأكراد بكيان مستقل في شمال سورية هو رهن الدعم الأميركي، في وقت أن بقاء بشار والبعث في السلطة يحدّده الدعم الروسي. والصورة واضحة اليوم، لكن التعامل معها عسير. وما يزيد الصعوبة والتعقيد مطالبة أنقرة واشنطن بتسليم الداعية المعارض، فتح الله غولن، وبالضغط على «قوات سورية الديمقراطية» للعودة إلى شرق الفرات. فوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن أهمية هاتين المسألتين. لكن يبدو أن تعاون واشنطن صعب. فهي تصرّ على أن يبقى ملف غولن بيد القضاء وأنه ليس مسألة سياسية، وبدأ أصدقاء تركيا في أميركا يحذرونها من أن التلويح بالتهديد في شأن عدم تسليم غولن قد يأتي بنتائج عكسية في الإدارة الأميركية والأروقة السياسية هناك. ولا مؤشر إلى نية «قوات سورية الديمقراطية» الانسحاب، بل هي تعد لاستكمال المسيرة نحو الباب ومن بعدها عفرين لتستكمل الكانتون الكردي في شمال سورية. ولذا، نقول إن تفجير أطمه الانتحاري رسالة إلى تركيا تحذّرها من التدخل عسكرياً. وعليه، تجد أنقرة نفسها مضطرة إلى حلّ هذه المسألة دبلوماسياً لا عسكرياً. وما تسرّب من فصول السياسة التركية الجديدة في سورية وفق تصريحات رئيس الوزراء، يشير إلى ثلاث مسائل هي:
ـ تأكيد وحدة الأراضي السورية، وهذا يعني منع قيام كردستان سورية، ويقضي بالتعاون مع روسيا وإيران.
ـ رفض انفراد طائفي في الحكم بسورية، لا سنّي ولا علوي. وهذا يعني تبدّد أحلام جماعة «الإخوان المسلمين» الدولية التي كانت تراهن على سورية من أجل بسط نفوذها.
ـ عودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم فوراً بعد حلّ الأزمة السورية، وطيّ ملفّ توطين اللاجئين السوريين في تركيا.
وعليه، يبدو أن أنقرة تقبل بأن تبرز في سورية المستقبل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها حزب البعث، ولا يكون الأسد على رأسها. ولا شكّ في أن السفينة التركية بدأت تستدير في مياه الحرب السورية، لكننا لا نعلم ما إذا كانت الاستدارة كاملة أم نصف استدارة.