ورد وشوك

عجباً لمن كان للوطن خوّاناً، حمل السلاح كافراً به قاتلاً ومخرّباً، وسارقاً الأمن والأمان. نصر الغريب على أهل الدار فكان لعاداتنا وأعرافنا نكّاراً. باع الكرامة بأبخس الأثمان واستعاض عن الأخوّة بالقليل من المنفعة والمال. أنصت للشيطان وقام بفعل المحرّم والمنافي لكلّ ما يُنسب لمكارم الأخلاق.

واليوم، بحكم ما سمّي «مصالحة وطنية»، علينا قبوله في مجتمعنا الذي كان من قبل قد عاداه، آملين منه حُسن الإياب.

ولكن ما نخافه ونخشاه، أننا سمحنا من جديد للأفعى تتلوّى زاحفة بيننا تهدّد بسمّها كلّ الأحرار! أترانا غفرنا ما كان؟ أم علينا أن نتذكر أن في قاموس لغتنا العربية كلمة «نسيان»! وهل تحقّق لنا الأمان؟

يقولون أن الاختلاف لا يفسد في الودّ قضية وكأن ما قيل ما هو إلا تنميق كلام. فالودّ كي يبقى مستداماً حتماً، يحتاج إلى التوافق والانسجام، وإن اعتبر هذا القول قاعدة، فلا بدّ من إعمال مبدأ أن لكلّ قاعدة استثناء، والأمر مرهون لنوع الاختلاف ومقداره، لنطبّق قولاً لا أحسبه مُنزلاً من السماء يحتمل النفي والتأكيد في هذا الزمان.

رشا مارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى