بعد مباراة ماراثونيّة وأمام جمهور غفير النجمة يُحرز كأس «النخبة» بهدف «مغربي»
انتظرت الجماهير النجماوية 119 دقيقة لتفجّر ما في داخلها من شوق للتتويج ورغبة جامحة للاحتفال بمواجهة الغريم التقليدي الأنصار. إنّه «الدربي» رقم 112، ومنذ 12 يوماً فقط، التقى الفريقان وحلّ التعادل حكماً بينهما مع أرجحيّة للأنصاريّين. بالأمس وفي ختام بطولة كأس النخبة، لعب النجماويّون بتصميم لإحراز النسخة التاسعة من المسابقة، وبدت الأمور صعبة أمامهم بناءً على المعطيات والتحليلات، إلّا أنّ جملة من المستجدّات أدّت إلى رجحان كفّة رجال الروماني تيتا فاليريو على رجال جمال طه، فجاء الهدف القاتل ليُنهي أحلام الأنصاريّين باستهلال موسمهم بكأس، مع الإشارة إلى أنّ نهائي كأس السوبر ستُقام بين النجمة بطل الكأس والصفاء بطل الدوري يوم الأحد المقبل، فيما ستنطلق بطولة لبنان في التاسع من أيلول المقبل.
منذ انطلاق المباراة، بدأ مسلسل إضاعة الفرص وكانت رغبة اللاعبين على هزّ الشباك باكراً واضحة، فمن أوّل دقيقة سدّد حسن شعيتو للأنصار ليردّ عبد الرزاق حسين مضيّعاً انفراديّة د2 ، أتبعها زميله المهاجم أكرم مغربي برأسيّة مسحت العارضة، ثمّ سارت الأمور لمصلحة النجماويّين الذين فرضوا سيطرتهم على الميدان وشنّوا عدّة هجمات لم تثمر، لكنّها أحرقت أعصاب خصومهم، إلى أن استفاق رجال جمال طه من سُباتهم مع ضربة حرّة نفّذها ثعلبهم الهجومي ربيع عطايا فالتقطها أحمد التكتوك ببراعة د18 ، ليُعيد نيكولاس كوفي الأمور إلى نصابها مع مجهود فردي توّجه بتسديدة مسحت القائم، وواصل التكجي محاولاته ليسدّد في الدقيقة 36 كرة قويّة انفجرت بالقائم. حيال هذا المد النجماوي، لجأ الأنصاريّون إلى رفع مستوى الخشونة للحدّ من الخطورة المُحدقة بمرماهم، مع الإشارة إلى تعامل حارسهم حسن مغنيّة مع الوضع بحرفنة عالية.
وفي الشوط الثاني، أخذ الأنصاريّون نفَساً عميقاً واستهلّوه بمباغتة النجماويّين عبر هجمات متسارعة لم تُسفر شيئاً، وما هي إلّا دقائق حتى خسر الأنصاريّون جهود «ماكرهم» ربيع عطايا جرّاء نيله الإنذار الثاني د52 . وهنا، لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الحكم هادي سلامة طبّق القانون بحذافيره، لكن أحياناً روح القانون هي التي تُعيد الروح إلى المجريات الكرويّة بشكل عادي، ومن دون أيّ تشنّج. والجدير ذكره، أنّ المباراة توقّفت لدقائق قبل استئنافها وسط اعتراضات صاخبة من داخل الملعب وخارجه، ومع استئناف اللعب استوعب رجال طه الوضع المستجدّ، ليُجري الأخير التبديلات المناسبة للبقاء في أجواء المنافسة على اللقب النخبوي. وبالفعل، ضيّع نصار نصار فرصة سانحة للتقدّم الأنصاري 54 ، فردّ المغربي ليصدّ مغنية مسجّلاً إنجازاً جديداً 70 ، مع الإشارة إلى أنّ نزول الموريتاني مولاي أحمد أشعل المنطقة النجماوية، لكونه سدّد ومرّر ببراعة أكثر من مرة، وكاد أن يُحرز الهدف لفريقه بعد كرة مشتركة مع زميله محمد عطوي، لكن التكتوك أنقذ الموقف 80 . ومضت الدقائق وسط توازن القوى وتبادل الهجمات المرتدّة مع قناعة اللاعبين بالذهاب إلى الوقت الضائع، وهذا لمصلحة النجماويين المتفوّقين عدديّاً. وفي الشوط الإضافي الأول، ظلت الأمور تحت السيطرة من جانب الطرفين مع ارتداد الأنصار إلى الخلف والاعتماد على «المرتدّات» المدعومة بمواكبة الظهيرين، وهنا لا بدّ من الإشادة بأداء الدّفاعات الأنصاريّة المترابطة والحذرة. وفي الشوط الإضافي الثاني، تواصلت عملية شدّ الحبال المشوبة بالحذر والانتباه بُغية الذهاب إلى شاطئ ضربات الجزاء، فأشرك جمال طه لاعبه محمود الزغبي أملاً بدبّ النشاط في صفوفه الخضراء، فيما حاول لاعبو النجمة «ضعضعة» الخطوط الأنصارية المتراصّة دفاعيّاً أكثر من مرّة، لتحمل الدقيقة 119 معها الفرج المنتظَر مع الهدف الذي سجّله أكرم مغربي، جرّاء كرة وصلته من زميله عبد الرزاق حسين، لينسلّ «المغربي» داخل المربّع ويسدّد إلى يسار الحارس، معلناً فوز فريقه بكأس النّخبة.