واشنطن وسيئول تبدآن مناورات واسعة وبيونغ يانغ تحذر من استفزازها
بدأت واشنطن وسيئول، أمس، مناورات عسكرية مشتركة، سنوية، في سياق الحفاظ على جاهزية قوات الجانبين ضد أي عدوان محتمل، وسط تهديدات بيونغ يانغ بشن ضربة نووية وقائية.
وبحسب وكالة الأنباء الكورية الجنوبية، سيشارك في التدريبات يو. أف. جي نحو 25 ألف جندي أميركي و50 ألف جندي من كوريا الجنوبية. وستستمر من أمس الاثنين لغاية الـثاني من أيلول المقبل. كما سيشارك في هذه التدربيات السنوية تسع دول أعضاء في الأمم المتحدة، لها قواعد في كوريا الجنوبية هي: أستراليا، كندا، كولومبيا، الدنمارك، فرنسا، إيطاليا، الفلبين، المملكة المتحدة ونيوزيلندا.
وأشارت سيئول، في بيانها، إلى أن المناورات المشتركة يو. أف. جي تهدف إلى «زيادة درجة التأهب لقوات الجانبين وللحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية».
من جهتها، صرحت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه، خلال إجتماعي مجلسي الأمن الوطني والوزراء، بشأن التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة، أن « هنالك احتمالات متزايدة لأن ترتكب كوريا الشمالية هجمات إرهابية مختلفة، وأشكالا متنوعة من الاستفزازات ضد جارتها الجنوبية، من أجل منع حدوث اضطراب داخلها، والحيلولة دون حدوث إنشقاقات أخرى، وانتشار حالة الفوضى في المجتمع الكوري الجنوبي».
وحثت على توخي الحذر في الوضع الحالي، الذي تتخذ فيه كوريا الشمالية تدابير جذرية للحفاظ على نظامها، وتحدث فيه سلسلة انشقاقات من الكوريين الشماليين، حتى من فئة النخبة، وأن يتم إدراك خطورة الوضع الحالي. ودعت بارك الوزراء إلى رد فعل صارم وجاد ضد التصرفات المحرّضة على الصراع والخلافات.
ولفتت إلى أن كوريا الشمالية تلمح إلى إمكانية قيامها باستفزازات أخرى، مهددة بشأن التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة المسماة »أولجي لحماة الحرية» ستؤدي إلى أمر لا يمكن التنبؤ به.
وحثّت الحكومة والجيش على الاستعداد التام تحسباً لحدوث استفزاز عسكري محتمل من قبل كوريا الشمالية، بسبب هذه التدريبات. موضحة أن كوريا الشمالية عليها أن تدفع ثمنا باهظا في حال إرتكاب الاستفزاز.
بدورها،إنتقدت بيونغ يانغ المناورة العسكرية لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة ووصفتها بأنها «أكبر ضغط مستتر وعمل استفزازي».
وذكر بيان للمتحدث باسم لجنة التوحيد السلمي لكوريا الشمالية، نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية، أن المناورة «إستفزاز فاضح لحرب نووية ضد الشمال، بهدف التعدي على كرامة وسيادة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وانتهاك الحقوق الأساسية لشعبها».
أضاف البيان: «الموقف الحازم لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية هو إحباط كل الأفعال والتهديد بالعدوان والاستفزاز على طريقة الردع النووي الكوري بحزم». وحثت بيونغ يانغ الولايات المتحدة على التخلي عن سياسة العداء ضدها ووقف استعراض القوة.
وكان الجيش الكوري الشمالي أعلن، مؤخراً، إستعداده لشن ضربة نووية وقائية ضد قوات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، في حال لاحظ «أدنى علامات» التعدي على أراضي جمهورية كوريا الديمقراطية، ومياهها الإقليمية ومجالها الجوي .
في غضون ذلك، قالت وسائل إعلام كورية جنوبية إن سيئول تنوي تزويد ست سفن بصواريخ بالستية تكتيكية من نوع «أرض-أرض»، لمواجهة تهديدات محتملة من قبل جارتها الشمالية.
ونقلت وكالة «يونهاب» عن مصادر عسكرية محلية، أنه سيتم تزويد ست سفن بحمولة تصل لنحو 2.3 طن، بتلك الصواريخ. ومن المتوقع أن يتراوح مدى تلك الصواريخ بين 150-200 كلم، وهي ستتيح للجيش الكوري الجنوبي ضرب أهداف في أراضي كوريا الشمالية إذا لزم الأمر.
كما نقلت الوكالة عن تلك المصادر قولها «إن الصواريخ البالستية التكتيكية ستحسن القدرات القتالية للقوات المسلحة الكورية بشكل كبير، وستكون رادعا ضد عدوانية كوريا الشمالية».
جاء ذلك في وقت، قالت وزارتا خارجية اليابان وكوريا الجنوبية، أمس، إن وزيري خارجية البلدين، إضافة إلى وزير خارجية الصين، سيجتمعون في طوكيو اليوم وغدا لتبادل الآراء حول التعاون والقضايا الإقليمية والدولية.
وقال مسؤول كبير في الخارجية اليابانية، إن بلاده تبحث استضافة اجتماع ثلاثي سنوي في أواخر شهر آب، لكن تصاعد التوتر في العلاقات بين طوكيو وبكين أثار قلقا من أن الاجتماع قد يلغى.
هذا وسيكون الاجتماع فرصة لوزراء الخارجية الثلاثة، لمناقشة قضايا إقليمية ملحة، مثل تطوير كوريا الشمالية قدراتها الصاروخية والنووية، والإعداد لقمة ثلاثية من المقرر أن تستضيفها طوكيو هذا العام.