اختبارات على أبواب التحديات!
فاديا مطر
مع التغيّرات الدراماتيكية بزوايا حادّة في اختبارات تقف أمام التحديات. يبرز معها تغيير في خرائط الصراع على الساحة السورية وخلط لأوراق التحالفات. فهناك تبادل للأدوار حيال صوت التفاؤل في الحرب على سورية. واختلاف في نبرة التصريحات المعادية. مع المستجدات العسكرية التي حطّت أثقالها على أرصفة حلب والحسكة مجدّداً. فالدخول التركي العلني على مواجهة الأكراد في «منبج»، شمال شرق حلب، هو رسالة مواجهة تدخل أنقرة وواشنطن في نفق الوكالة. وتأخذ منحى المواجهات تحت شعار «الحرب على داعش» إلى شوارع ضيقة أخرى. فهل مستجدّ أنقرة سيوقظ صراعاً آخر في الساحة العسكرية السورية؟ وهل العتب الإيراني – الروسي في هذه المرحلة فرصة رابحة لبعض الأطراف؟ فهي خطوة أميركية سبقتها خطوة مماثلة في تدخل سلاح الجو الأميركي والتخلّي عن «ا نقلابيين الأتراك» في 16 تموز المنصرم بعد استسلام أردوغان للمطالب الأميركية. لكن الجديد هنا هو ما أعلنه المتحدث باسم البنتاغون «بيتر كوك» عن إمكانية اللجوء إلى التواصل مع دمشق لتجنّب تعرُّض قواتنا في الحسكة للقصف عن طريق الخطأ. وهو نقطة تبحث عن حرفها لتقف فوقه أو تحته. بعد الرد العسكري السوري على قوات «الأسايش» وسيطرة الجيش العربي السوري على مواقع استراتيجية «حلبية» وتدخل الوزن العشائري في الحسكة لمنع أي مواجهة مع الجيش السوري من قبل أي فصيل ديموغرافي، وهو ما كان قد حصل منذ أربعة شهور من معارك بين ما يُسمّى «قوات سورية الديمقراطية» والجيش العربي السوري. والذي تدخلت قيادات روسية وإيرانية لتهدئته. لكن التهدئة هذه المرة سقطت بيد أخرى تحاول فيها واشنطن استباق الأمور والردّ على معسكرات سياسية وعسكرية اقتربت اكثر من خطوط المواجهة الحارة. بعد إعلان رئيس البرلمان اإيراني في 22 آب الحالي أن روسيا وإيران دولتان متحالفتان في مكافحة الأرهاب بعدما أعلنت الخارجية الروسية أنّ استخدام قاعدة «همدان» العسكربة الجوية الإيرانية سيتمّ بموجب اتفاقات مشتركة وتبعاً للوضع في سورية. فالضباب الذي لفّ المواقف الإقليمية بدأ بالزوال ليتوضح المشهد من غاية تدخل ورقة الأكراد على الخط العسكري السوري في هذا التوقيت. وليكون الذراع «الكرد – أميركي» حاضراً في تكتيكات الأرض السورية بتغيير نوع المشهد العسكري وموقعه. فالتحالفات الجديدة تمدّ يدها إلى البرود الخليجي مع أنقرة إلى الدفء الإيراني مع تركيا. وليست بعيدة مشاهد اليمن التي تسعى واشنطن لغسل يدها منها أو لصب الماء عليها. والخريطة الجديدة للمشهد العراقي الذي يتكوّن في وجه «تنظيم داعش» الإرهابي. فهي أوراق جديدة تتطلب دخول ورقة «الأسايش» على خط المنصة الشرقية السورية أميركياً لخلط أوراق أخرى تحاول واشنطن اللعب بها في الوقت الضائع على وقع التقدم العسكري للجيش السوري وحلفائه ومحاولة قلب مشاهد تكتيكية، ربما تثمر في أواخر الصيف للتعويض عما خسره ويخسره الحلفاء من أوراق كانت قد دعمتها واشنطن بقوة ولفترات طويلة. فربما المقبل من تحديات يستدعي اختبارات لقوائم الطاولة الأربع!