مواقف في مناسبة الذكرى الـ36 لتغييب الصدر ورفيقيه: لتكثيف الجهود من أجل الوصول إلى الخاتمة السعيدة
لمناسبة الذكرى الـ36 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، تواصلت المواقف المندّدة بهذه الجريمة، منوهة بدور الصدر في تأسيس المقاومة ودوره الوطني كرجل اعتدال وحوار مطالبة الدولة بتكثيف جهودها مع السلطات الليبية من أجل الوصول إلى الخاتمة السعيدة لهذه القضية.
منصور: لجنة المتابعة ستستكمل عملها
وخلال احتفال لحركة «أمل» في الشياح بهذه المناسبة، تحدث وزير الخارجية السابق عدنان منصور عن «الإمام الصدر كقيمة لبنانية وعربية وإسلامية يحتاج إليها اللبنانيون في هذه المرحلة العصيبة التي يمر فيها لبنان والمنطقة». ولفت إلى أنّ الإمام «وقف في وجه الإقطاع وحاربه، وبعد تغييبه تابع رئيس المجلس النيابي نبيه بري هذا الدور حتى قضي على هذا الإقطاع ولم يعد له أي دور في حياتنا السياسية».
وتحدث منصور عن لجنة المتابعة التي شكلت من أجل هذه القضية والزيارات التي قامت بها إلى ليبيا حيث أجرت عدداً من اللقاءات مع المسؤولين الليبيين، لافتاً إلى دور الرئيس بري الذي «أرسل منذ اللحظة الأولى التي أسقط فيها معمر القذافي ونظامه وفداً إلى ليبيا لمناقشة قضية الإمام الصدر مع المسؤولين الليبيين الجدد»، مؤكداً أنّ «هذه القضية ستبقى حية حتى نصل إلى معرفة مصير الإمام الصدر ورفيقيه». وأشار إلى أنّ «لجنة المتابعة ستستكمل عملها في ليبيا وستعود في الوقت المناسب إلى هذا البلد».
وأوضح الوزير منصور في حديث تلفزيوني، في السياق نفسه، أنه «بعد 5 ساعات من الحديث والمفاوضات لم نأخذ شيئاً من الجانب الليبي، حتى أنّ مدير الاستخبارات الموريتاني انفجر من هذا الكذب في ضوء المعلومات التي كان يملكها في هذا الملف». وقال: «كجانب لبناني تواصلنا مع الجانب الموريتاني بعد ذلك، لا سيما أنه كانت لديه معلومات كثيرة»، مضيفاً: «لم يقل أحد من الليبيين أنّ الإمام الصدر قد قتل أو توفي لذلك نقول أنه خطف».
حزب الله: ظلم كبير لحق بالإمام ورفيقيه
واعتبر حزب الله في بيان أنّ «مأساة تغييب الإمام الكبير والقائد الوطني السيد موسى الصدر ورفيقيه، هي واحدة من أشدّ المحطات حزناً وألماً وإثارة للغضب في تاريخ وطننا وأمتنا، نظراً إلى الظلم الكبير الذي لحق بالإمام ورفيقيه من جهة وبوطنهم وشعبهم وعائلاتهم وقضاياهم العادلة من جهة أخرى». وأضاف: «إنّ الإمام السيد موسى الصدر هو إمام المقاومة، وهو إمام الحوار والانفتاح والاعتدال، وفي ظل الظروف التي تعيشها أمتنا نستحضر مواقفه الحاسمة في موضوع الصراع مع العدوان الصهيوني المستمر على أمتنا، والذي نشهد أكثر فصوله إجراماً في العدوان المتصاعد على غزة، كما نستحضر مواقفه الحوارية مع كل المكونات الاجتماعية والدينية والسياسية في منطقتنا، في ظلّ هجمة التكفير والإرهاب التي تستهدف الجميع، والتي نعيش فصولها في كل دول المنطقة».
وأكد أنّ جريمة تغييب الصدر «تقع مسؤوليتها على المجرم الذي ارتكبها، والذي طوى التاريخ صفحته إلى غير رجعة، كما تقع على الحكومات الليبية المتعاقبة التي مرت على ليبيا منذ الثورة التي شهدتها البلاد، والتي لم تحرك ساكناً حتى الآن. ويبقى المجتمع العربي والدولي شريكاً في جريمة إخفاء الإمام الصدر، كونه لم يتحمل مسؤوليته في العمل على إطلاق سراح الإمام ورفيقيه».
وأكد الحزب «حرصه الدائم على إبقاء هذه القضية على رأس سلم أولويات الاهتمام»، مشدداً «على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة من أجل الوصول إلى الخاتمة السعيدة».
صدر الدين الصدر: تثبيت وفاة القذافي لا يفيد القضية
وقال السيد صدر الدين موسى الصدر في كلمة ألقاها باسم عائلة الإمام ضمن فاعليات «ملتقى الإمام السيد موسى الصدر السادس» الذي عقد بعنوان: «البعد الإنساني لقسم الإمام الصدر» في الجامعة الإسلامية في مدينة صور: «إننا كعائلة الإمام موسى الصدر، هدفنا الأساس، تحرير الإمام موسى الصدر وأخويه، وعودتهم سالمين إلى وطنهم وأهلهم ومحبيهم وساحة جهادهم»، مشدّداً على أن «تحجيم القضية في خانة التعويضات، ولو بحجة الضغط، ومهما كان ادعاء وجهة توزيعها، ينتقص من قيمتها الإنسانية ويؤذي بلوغ هذه القضية إلى خواتيمها المرتقبة بتحرير الأحبة، وبعد ذلك، لكلّ حادث حديث». وأضاف: «إنّ تثبيت وفاة معمر القذافي قضائياً أمر لا يفيد القضية، بل يسقطها إلى ما يسمى تصحيح الخصومة وحصر الإرث»، معلناً أنّ العائلة غير راضية «عن مستوى التعاون مع السلطات الليبية»، موضحاً أنّ هذه السلطات «لم تغتنم فرصة ثلاث سنوات بعد الثورة، للتقدم والتعاون الجدي في هذه القضية، حتى لكأنّ الوضع هو نفسه وجدار معمر هو نفسه في ما يخص متابعة القضية».
وطالب لجنة المتابعة الرسمية التي زارت ليبيا ودولاً أخرى عدة لتقصي معلومات ومتابعة خيوط القضية، بـ«زيادة وتكثيف جهودها باتجاه الداخل الليبي أولاً ومن ثم الدول الأخرى المعنية، وعدم ادخار أي وسيلة للعمل والضغط».
وعن مسار التحقيق القضائي اللبناني، قال الصدر: «إنّ المجلس العدلي الذي يتابع النظر في جزء من الملف، ينتظر التحقيق في الادعاءات الجديدة التي قدمناها أمام المحقق العدلي الجديد، وهي على قدر من الأهمية ومقرونة بأدلة وقرائن جمعناها بالتعاون مع لجنة المتابعة الرسمية، تشير إلى تورط ثلاثة عشر شخصاً جديداً من أركان نظام معمر البائد».
نقيب المحررين
ورأى نقيب المحررين الياس عون أنّ «موسى الصدر أمة بذاتها، لهذا غيّبوه منذ ستة وثلاثين عاماً لكنهم اعتقدوا أنهم غيبوه». وقال: «إنّ قيمة مثل إمامنا لن تغيب لا عن بالنا ولا عن قلبنا ولا عن ضميرنا».