الجيش التركي يرتكب مجزرة بحق المدنيين ويحتلُّ قرىً جديدة جنوب جرابلس
ارتكب الجيش التركي مجزرة في قرية «بئر الكوسا» جنوب مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، راح ضحيتها ما لا يقل عن عشرين مدنيًا وعشرات الجرحى تحت وابلٍ من القصف الجوي والمدفعي الذي استهدف المنطقة، لتصبح حصيلة الضحايا هي الأعلى منذ بدء أنقرة عملية «درع الفرات» حسبما أفاد المرصد السوري المعارض.
وسيطر «الجيش الحر» المدعوم من تركيا على عدد من القرى في منطقة جرابلس، وهي بلدة عين البيضا غرب المدينة، بلابان، بئر كوسا، العمارنة، دابس، وبالويران غرب مدينة جرابلس على بعد ثمانية كيلومترات جنوب المدينة الحدودية مع تركيا إثر اشتباكات مع «قوات سوريا الديمقراطية»، وقد أسفرت المعارك عن مقتل جندي تركي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء هجوم صاروخي استهدف دبابتين تشاركان في الهجوم.
وفي الريف الغربي لحلب، استهدف الجيش التركي مواقع «وحدات الحماية الكردية» قرب «جسر حشاركه» في قرية «موساكا» في ريف مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي بالأسلحة الثقيلة.
وفي السياق، أعلن مصدر كردي أنَّ الفصائل المسلحة المدعومة من الجيش التركي سيطرت على 3 قرى جنوب مدينة جرابلس شمال سورية.
وأوضح المصدر أنَّ الفصائل أتمت سيطرتها على قرى بلابان، والعمارنة، ودابس، في جنوب مدينة جرابلس، مضيفاً أنَّ المعارك بين الفصائل المدعومة من تركيا و«قوات سوريا الديموقراطية»، مستمرة في قرية بئر الكوسا، مؤكداً أنَّ الجيش التركي يواصل استهداف المنطقة بقصف مدفعي وجوي، وأن عدد القتلى زاد عن 40 شخصاً.
وفي السياق، كشف المصدر الكردي أنَّ واشنطن زودت قوات «الديمقراطية» بالسلاح والعتاد في حربها ضد القوات المدعومة من تركيا.
ونقل المرصد لاحقاً أنَّ ما لا يقل عن 15 مواطناً استشهدوا وأصيب 25 آخرون بجراح، غالبيتهم جراحهم خطرة، بعد استهداف الطائرات التركية مزرعة قرب قرية مغر الصريصات الواقعة على الضفاف الغربية لنهر الفرات.
من جهتها زعمت القوات المسلحة التركية أنَّ الغارة الجوية قتلت 25 مسلحاً تابعاً لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي، ودمرت 5 مبانٍ يستخدمها المسلحون، بمدينة جرابلس السورية، وذلك عقب إطلاق نار ضد قوات من الجيش التركي، تساند «الجيش الحر» في إطار عملية «درع الفرات».
هذا وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد رفضت التعليق على الأنباء التي تحدثت عن توجيه سلاح الجو التركي ضربات إلى مواقع لوحدات كردية متحالفة مع «قوات سوريا الديمقراطية» قرب مدينة جرابلس.
ورداً على سؤال حول مدى صحة هذه الأنباء، قال المتحدث باسم «البنتاغون» كريستوفير شيروود، «أقترح عليكم أن توجهوا الأسئلة عن أنشطة الجيش التركي إلى الممثلين عنه». وأضاف «ما يمكنني قوله هو أنَّ قوات سوريا الديمقراطية ما زالت شريكة بالنسبة لنا وإحدى القوات الأسرع والأكثر فعالية فيما يخص مواجهة تنظيم داعش».
إلى ذلك، وافق تنظيم «الجبهة الشامية» الإرهابي، أمس، على إبرام اتفاق تهدئة لثمان وأربعين ساعة في مدينة حلب، بالإضافة للموافقة على إدخال مساعدات انسانية إلى الأحياء الشرقية للمدينة، كما اشترطت «الجبهة» وقفاً كاملاً للعمليات العسكرية على كامل الجبهات وليس فقط على محاور دخول المساعدات.
أما من جهة الحكومة السورية فقد أعربت عن استعــدادها للتعاون على ادخال المساعدات سواء كانت عبر الأحياء الشرقية أو الغربية. كما اعلنت عن استعدادها استقبال المدنيين عبر معابر محددة، إضافة لتحديد معبر للمسلحين لمن يرغب في تسوية وضعه.
هذا وكانت 8 تنظيمات إرهابية اعترضت على خطة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا، حول مبادرة المساعدة الإنسانية للأمم المتحدة، هي «حركة نور الدين الزنكي» و «أحرار الشام» و«كتائب الصفوة» و«الجبهة الشامية» و«جيش المجاهدين» و«الفوج الأول» و«تجمع فاستقم كما أمرت» و«فيلق الشام».
وأعلنت هذه الفصائل في بيانها، استعدادها للتعاون مع الأمم المتحدة أو أي منظمة دولية من أجل تسهيل ادخال المساعدات الإنسانية إلى حلب، وإلى أي منطقة بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في سورية، مشيرةً إلى أنّ طرق ادخال المساعدات «لن تكون آمنة الاّ بالتزام جميع الأطراف وقف اطلاق النار».
ولفتت التنظيمات الإرهابية في بيانها إلى أنّ طريق الراموسة «هو الأكثر أماناً والأقرب في المسافة»، مؤكدةً التزامها «ضمان سلامة فريق سيارات الأمم المتحدة، إذا قام باستخدام هذه الطريق».
وتابعت الفصائل المسلحة أنّها أصيبت بــ «خيبة أمل من قبل الأمم المتحدة التي اختارت طريق الكاستيلو من أجل ايصال المساعدات، غير آخذين بعين الاعتبار الصورة الأوسع للحالة الإنسانية و العسكرية، بما في ذلك حالة الغضب الشعبي المتولد عن التدمير الذي شهدته المنطقة بسبب حصار النظام السوري»، وفق ما جاء في البيان.
وتابعت الفصائل المذكورة «كما أنّ اعتماد طريق الكاستيلو لايصال المساعدات من شأنه اعطاء النظام ميزات عسكرية وصبغة قانونية»، وعلقت على ما أسمته «الدور الروسي» في المبادرة الإنسانية، فقالت «نحن نعتقد أنّ ادخال المساعدات الانسانية سيتم استغلاله كغطاء لإدخال قوات روسية».
وكان مكتب المبعوث الأممي قد أصدر بياناً، أسف فيه لما أسماه رد الفعل السلبي من قبل بعض الأطراف في حلب، على خطة استخدام طريق الكاستيلو لإدخال المساعدات إلى المدينة، داعياً الأطراف المعنية لبذل كافة الجهود من أجل حسم الموقف.
وأكد دي مستورا أنَّ الأمم المتحدة «تصر على إدخال المساعدات عن طريق الكاستيلو لأسباب تحددها الأمم المتحدة وحدها»، مشيراً إلى أنَّ الطرف الروسي متجاوب مع الخطة الأممية وحصل على التزام الحكومة السورية، وأضاف أنَّ الجهود مستمرة للحصول على موافقة الجميع واستعدادهم لإنجاح الخطة الأممية.