شتاينماير: وقف المواجهة مع موسكو أصبح ضرورة كييف تستعد سرياً لتعبئة عاجلة
شدّد فرانك فالتر شتاينماير، وزير الخارجية الألماني، على ضرورة وقف المواجهة مع روسيا، مشيراً إلى أن الأمن الحقيقي «يمكن التوصل إليه عندما يشعر الآخر، كذلك، أنه في مأمن أيضا»، حسبما نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية.
تصريح شتاينماير هذا، جاء في أثناء كلمة ألقاها في المؤتمر الخامس عشر للسفراء الألمان في الخارج، الذي عقد في مقر الخارجية الألمانية، حيث قال: «لا نستطيع أن نعرض عن روسيا، التي غدا الوضع فيها معقدا للغاية. بالعكس، علينا أن نجد الطريق من أجل الإنتقال من مرحلة المواجهة والتوتر المتزايد، إلى التفهم الثابت للأمن المشترك».
هذا وقد تفاقمت العلاقات بين روسيا والغرب بسبب الأزمة الأوكرانية، حيث فرضت بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، عام 2014 ، عقوبات ضد شخصيات وشركات روسية، فيما اتخذت موسكو بالمقابل، إجراءات مماثلة ضد الدول التي فرضت هذه العقوبات.
من جهته، رأى وزير الخارجية البولندي، فيتولد فاشيكوفسكي، أن استعادة الثقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي أمر صعب، لكنه ممكن. وقال: «العلاقات بين روسيا وأوروبا لا ينبغي أن تصبح أسوأ من ذلك، لكن من الصعب جدا إستعادة الثقة. يلزم الكثير من الوقت، حسن النية والكثير من العمل».
الوزير البولندي أضاف، أن بلاده مستعدة لتنشيط التعاون مع ألمانيا، من أجل تكثيف العمل مع البلدان الأخرى، في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
في غضون ذلك، أفادت وكالة «فيستي» الأوكرانية، نقلا عن مصدر مقرب من وزارة الدفاع، أن الوزارة أرسلت إلى دوائر التجنيد أوامر سرية للاستعداد للتعبئة العاجلة.
وفسّر المصدر هذه الخطوة، بأنها تتخذ «تحسبا لاستفزازات» متوقعة من قبل قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، المعلنتين ذاتيا، من جهة، والقوات الروسية في القرم، من جهة أخرى. مضيفا: أن المنطقة التي ستشملها التعبئة لم تتضح بعد، لكن الاستعدادات لها مستمرة.
في المقابل، نفى رئيس دائرة التجنيد في العاصمة الاوكرانية كييف، إيغور سلوسارينكو، هذه الأنباء، قائلا: «لا يمكن الحديث عن ذلك طالما لم يعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو رسمياَ عن التعبئة، ولن تتخذ أي خطوات من دون إصدار أوامر مناسبة».
وكانت الأركان العامة الأوكرانية قد أعلنت، في وقت سابق، عن تعزيز قواتها المرابطة في المنطقة الحدودية مع شبه جزيرة القرم الروسية، مؤكدة أن الرئيس بوروشينكو، أصدر مرسوما يرفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى في هذه القوات، فضلا عن وحدات الجيش الأوكراني المرابطة في المناطق المتاخمة لخط التماس بدونباس.
جاء ذلك في وقت تحذّر فيه سلطات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، من أن كييف تسعى إلى تصعيد حدة التوتر في دونباس، حيث تواصل المدفعية الأوكرانية قصفها المستمر لمناطق مأهولة في الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد، إنتهاكا لاتفاقات مينسك.
وأعلنت سلطات جمهورية دونيتسك، قبل أيام، أن كييف تحشد معدات ثقيلة ومدرعات وجنودا على مقربة من خط التماس، في خطوة، يعتقد أنها تشير إلى استعداد السلطات الأوكرانية لشن هجوم على دونباس، بغية بسط سيطرتها على المنطقة.