حزب الله: متفائلون بإمكان التوصل لتفاهم بين «الوطني الحر» و«المستقبل» حول الرئاسة

أعرب حزب الله عن تفاؤله «بإمكان التوصل إلى تفاهم يبدأ من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، ويكتمل بتوافق وطني يؤدي إلى انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، وإلى تشكيل حكومة لبنانية تتمثل فيها الأطراف الفاعلة والمؤثرة، وإلى قانون انتخابي يتيح للشعب اللبناني أن يختار ممثليه على نحو يحفظ التوازن والشراكة».

الموسوي

وفي السياق، رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي «أننا لا زلنا رغم السلبية التي تشاع في الوسط السياسي والإعلامي على تفاؤلنا بإمكان التوصل إلى تفاهم يبدأ من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، ويكتمل بتوافق وطني يؤدي إلى انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، وإلى تشكيل حكومة لبنانية تتمثل فيها الأطراف الفاعلة والمؤثرة، وإلى قانون انتخابي يتيح للشعب اللبناني أن يختار ممثليه على نحو يحفظ التوازن والشراكة من خلال دقة التمثيل، بحيث لا يمكن لأي قانون أن يغيب أي فئة على فئة أخرى».

وقال الموسوي خلال رعايته حفلاً تربوياً بلدة عيتيت الجنوبية: «إننا نعتبر أنّ المساحة التشاؤمية التي احتلت بعض صفحات الجرائد ونشرات الإعلام، هي من مزاج يغلب على اللبنانيين في هذه الآونة، وبالتالي نريد لهذا المزاج التشاؤمي أن يقابل بتفاؤل رأسه أن لبنان على الرغم من حلقة الدم التي تحيط به، لا زال يعيش استقراراً وسلاماً وأمناً، وهذا السلام والاستقرار والأمن سيستند بالجهود الخيرة إلى تفاهم سياسي وثيق يخرج المؤسسات الدستورية من أزمتها الراهنة، وبالأخص مؤسسة رئاسة الجمهورية ومجلسي النواب والوزراء. وفي هذا المجال نحن نستغرب الحملات الإعلامية التي تشكك بموقف حزب الله في تأييده لحليفه التيار الوطني الحر، لأنّ هذه الحملات لا تستند إلى أي أساس. ونحن في أصعب الأوقات كنا إلى جانب الجنرال عون والتيار الوطني الحر، مثلما كان الجنرال عون وتياره إلى جانب أهلنا وشعبنا ومقاومتنا في عدوان 2006، وبالتالي فإننا كنا في المراحل الأصعب إلى جانب الجنرال عون، فكيف اليوم ونحن على الرغم من التشاؤم لم نعد بعيدين عن الحل السياسي الذي يخرج اللبنانيين من أزماتهم الدستورية، لا سيما أنّ المسار الذي بدأه رئيس تيار المستقبل لا يزال قائماً، وقوبل منا جميعا في فريقنا السياسي لا سيما التيار الوطني الحر، واتخذنا تجاهه مواقف بينها سماحة الأمين العام، وبالتالي لا تزال الطريق أمامه مفتوحة ولا يوجد أي عقبات، ولكنه يحتاج إلى تعجيل. ويجب أن لا تطول فصول رواية الإخوة الأعداء الذين يتقاتلون في تيار المستقبل على من يكون رئيساً للحكومة، لأنّ أحد أسباب عدم حسم الموقف فضلاً عن التردُّد وعدم الحزم الدولي، وفضلاً عن التردد الإقليمي، هو هذه الحرب الشعواء التي تدور داخل التيار حول من يصل إلى رئاسة الوزراء أو من لا يصل إليها، ولذلك فإننا نأمل لهم أن ينهوا فصول رواية الإخوة الأعداء بينهم على نحو من السرعة يريح اللبنانيين».

وأضاف: «إننا نوصي الطلاب الجامعيين بأن يختاروا من بين الاختصاصات العلمية تلك المتعلقة بالبترول والتنقيب عنه واستكشافه واستخراجه وإنتاجه وإنتاج المشتقات النفطية، سيما وأن المسح الزلزالي الثلاثي الأبعاد بين أنّ مخزون لبنان من البترول والنفط والغاز والهيدروجين خصوصاً في المنطقة التي تواجه ما بين الزهراني والناقورة، هو بكميات تجارية تشكل نعمة للبنانيين وكنزاً للبنان، وبالتالي نحن سنستفيد من هذه النعمة ومن هذا الكنز. وعلينا أن نهيئ أبناءنا وبناتنا للتوجه إلى الاختصاصات في هذا المجال، لأننا لا نريد أن يبقى هذا الكنز محل استثمار من الشركات الأجنبية، بل نطمح إلى إيجاد الشركة الوطنية بكوادر وطنية ولبنانية تتولى استثمار هذا النفط والغاز ومشتقات البترول بصعده المختلفة».

قاووق

واعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب للشهيد محمد حسين حسن مازح في حسينية بلدة طيرفلسيه، أنّ «السعودية نجحت في تأجيج الأزمة السياسية في لبنان، لأنّ موقفها الرافض لترشيح الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية، أدى إلى تفاقم الأزمة الداخلية التي نعيشها اليوم عبر الأزمة الحكومية، والتي هي مؤشر على تفاقم الأزمة الرئاسية، وبالتالي إذا أردنا أن ننقذ بلدنا، وأن نجد مخرجاً لهذه الأزمات، علينا أن نعالج السبب الفعلي والأصلي لها، والمتمثل بالفيتو السعودي الرافض لترشيح الجنرال ميشال عون لسدة رئاسة الجمهورية، لا سيما أنه لا يمكن للبنان أن يستقر طالما أنّ تيار المستقبل يمشي وراء الفيتو السعودي، لأنّ في ذلك استفزاز لمكون أساسي في البلد، ولأنّ التوازنات والحساسيات الداخلية لا تحتمل أي تحدّ وتهميش وإقصاء وإلغاء لمكون أساسي في البلد، فمن هنا كان موقف حزب الله ناصحا لتيار المستقبل بأن ينقذوا البلد، وأن يغيروا موقفهم الذي فيه كل السلبية من ترشيح العماد عون لموقع رئاسة الجمهورية».

ورأى قاووق «أنّ ما حصل في سورية من تحرير مدينة داريا شكل ضربة قاسية للمشروع السعودي في سورية، وإنجازاً استراتيجياً للجيش السوري، ودق مسماراً جديداً في نعش الرهانات السعودية داخل سورية، حيث لم يعد هناك حديث عن إسقاط دمشق والنظام السوري، لا سيما أنّ وزير خارجية النظام السعودي كان دائماً يتحدث عن إسقاطهما بالسياسة والقوة».

إدانة التفجير الإرهابي في كربلاء

من جهة أخرى، دان «حزب الله» في بيان بشدة، «الجريمة الإرهابية التي استهدفت أحد الأعراس في محيط مدينة كربلاء العراقية، والتي أدت إلى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين الآمنين»، متقدماً بأحر التعازي من ذوي الشهداء، راجيا للجرحى الشفاء العاجل.

ولفت إلى أنّ «هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الفكر التكفيري الإرهابي القائم على كره البشر، وعلى السعي الدائم لتحويل الأفراح إلى أتراح والبسمة إلى حزن وألم، وهو فكر لا يمت إلى دين الحق والخير والسلام، دين الإسلام المجيد بأي صلة».

وأشار إلى أنّ «الإرهابيين الذين يرتكبون كل يوم مجزرة في مكان ما على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، هم نتاج مدرسة سوداء تحظى بدعم بعض الدول في المنطقة، وتخدم سياسة الدول الكبرى التي لا تريد الأمن والأمان لمجتمعاتنا، وذلك تنفيذا لمآربها السياسية الآثمة في المنطقة».

وختم: «إنّ شعوب عالمنا مدعوة للوقوف في وجه هذا الطاعون المتمدد في جسد الإنسانية، وإعلان موقف حاسم ونهائي بإدانة المجرمين ومن يقدم الدعم لهم ومن يقف وراء مشاريعهم الإرهابية، حتى يتخلص العالم من هذا الشر الذي يتهدد مستقبله».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى