هل أصبحت أيام «داعش» معدودة بسرت؟

أفادت مصادر عسكرية ليبية بتمكن قوات البنيان المرصوص من إحكام سيطرتها على الحيين السكنيين الأول والثالث آخر معقلين «لداعش» في مدينة سرت بنسبة سبعين بالمئة، وسقط لها خلال المعارك 34 جندياً، ويكون التنظيم بذلك قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة.

واقتحمت قوات البنيان المرصوص الحيين أول أمس، بعد أن شنَّ ما وصفه المركز الإعلامي لهذه القوات بأنه «طيران دعم دولي» غارات ليلية على مواقع التنظيم في المنطقة.

وكانت الطائرات الحربية الأميركية بدأت شن غارات على مواقع «داعش» بالمدينة منذ الأول من آب، وقد تواصلت بشكل مكثف لدعم تقدم قوات البنيان المرصوص.

وتحدثت مواقع ليبية عن شن طائرات مروحية هجمات على تجمعات مسلحي «داعش» في الحي رقم 3 من دون تحديد هويتها، فيما أظهرت صور نشرتها صفحات البنيان المرصوص في مواقع التواصل الاجتماعي جثثاً لمسلحي «داعش» في شوارع الحيين اللذين يعدان من أخر معاقله في المدينة التي كان أحكم السيطرة على مؤسساتها الحيوية في أيار عام 2015 ثم سيطر لاحقاً على محيطها وتمدد شرقاً إلى بلدة هراوة.

وبالمقابل حاول مسلحو «داعش» إعاقة تقدم قوات البنيان المرصوص باستهدافها بعدد كبير من السيارات المفخخة تم التعامل معها من دون وقوع خسائر.

وكانت قوات البنيان المرصوص والتي ينتمي معظمها إلى مدينة مصراتة قد بدأت في مايو الماضي عملية واسعة لطرد «داعش» من سرت الواقعة إلى الشرق من العاصمة الليبية طرابلس. جاء ذلك بعد أن تقدم مسلحو «داعش» وسيطروا على مواقع في أطراف مدينة مصراتة الشرقية.

وسقط من قوات البنيان المرصوص منذ بدء القتال ضد «داعش» في سرت 453 جندياً، وأصيب أكثر من 2500 آخرين، فيما لا تتوفر إحصاءات عن أعداد القتلى والجرحى في صفوف «داعش».

الجدير بالذكر أنَّ تنظيم «أنصار الشريعة» ظهر في سرت منذ عام 2013 لكنه تحول لاحقاً إلى تنظيم «داعش»، وعزز صفوفه بعدد كبير من المسلحين والقادة الأجانب، وبدأ خطره في البروز مطلع عام 2015 حين قام مسلحوه بذبح 21 قبطياً مصرياً تم اختطافهم في كانون الأول عام 2014، ونشر التنظيم مشاهد لعملية الإعدام الوحشية صُورت بطريقة متطورة.

ومن المرجح أن يتسبب انتزاع مدينة سرت من قبضة «داعش» في تداعيات متنوعة، منها أنَّ التنظيم سيعيد انتشار مسلحيه، وسيكون أمامه عدة خيارات من بينها اللجوء إلى المناطق الصحراوية جنوب البلاد أو المناطق الحدودية الغربية المحاذية للجزائر.

أما على صعيد الأزمة الليبية المزمنة، فمن المحتمل أن يؤدي انتهاء معركة سرت إلى اندلاع معركة أكبر وأكثر شراسة وتعقيداً، وهي معركة السيطرة على موانئ الهلال النفطي إلى الشرق من سرت، وحقول النفط إلى الجنوب من موانئ التصدير.

وقد تتحالف قوات حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجظران التي تسيطر على الموانئ مع قوات البنيان المرصوص ضد القوات التي يقودها الفريق أول خليفة حفتر، القائد العام للجيش التابع لمجلس النواب والمتمركزة إحدى تشكيلاته قرب ميناء الزويتينة، في حال حدوث أي صدام بين الجانبين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى