مفاوضات الزبداني بين حزب الله والمسلحين: أحزمة ناسفة وبنادق ملقّمة وشاي وشفروليه وبازيلاء

باريس نضال حمادة

تزامناً مع مفاوضات داريا التي قادتها ابنة قائد الفرقة الرابعة السورية مع المسلحين، كانت جولة مفاوضات تدور على بعد أربعين كلم في مدينة الزبداني تحديداً بين حزب الله وقيادات المجموعات المسلحة المتواجدة في حي صغير من مدينة الزبداني.

مصادر ميدانية أفادت «البناء» أنّ قيادة أحرار الشام حاولت التواصل مراراً مع حزب الله للتفاوض حول خروج مئتي مسلح محاصرين في الزبداني، وأنّ هذه المحاولات تكرّرت في الأشهر الأخيرة دون جواب من حزب الله الذي كان يصرّ على وجوب التبادل في كفريا والفوعة. وتضيف المصادر نفسها انّ جهات سورية عسكرية تدخلت مع حزب الله لعقد جولة تفاوض مع الجماعات المسلحة في الزبداني، وقبل حزب الله تجاوباً مع المسعى السوري.

المصادر تقول أيضاً إنّ الاجتماع حصل قبل شهر من الآن، في شارع ضيّق من مدينة الزبداني يقع تحت سيطرة المسلحين، حيث وضعت كراسي وطاولة في وسط الشارع بين بنايتين، وحضر مسؤولون عسكريون في حزب الله وكانوا بحماية مجموعة من وحدة الحماية المركزية في المقاومة، وكانت طلقات الرصاص في بيت النار ملقّمة وجاهزة للإطلاق، بينما حضر قياديون من مسلّحي الزبداني المحاصَرين بينهم رجل زنّر نفسه بحزام ناسف.

المصادر الميدانية تفيد أنّ بداية الحوار كانت متشنّجة قبل أن تذهب نحو التهدئة، وأحضر المسلحون «براد شاي»، ساهم في بدء الحوار، حيث طلب المسلحون السماح لهم بمغادرة الزبداني، لأنهم أصبحوا خارج أية معادلة للقتال، وتحت الحصار منذ أشهر عدة. فأجابهم وفد حزب الله بأنّ هناك اتفاقاً عقد في تركيا اسمه اتفاق كفريا الفوعة – الزبداني وأنّ الحزب جاهز لتنفيذ هذا الاتفاق، لكن العرقلة أتت من جبهة النصرة ومن السعودي عبدالله المحيسني تحديداً. وقال وفد حزب الله المفاوض إنه يمكن إتمام الصفقة، كما أُبرمت في تركيا وهي كما يلي: يتمّ إخراج خمسة عشر مدنياً من المصابين وأصحاب الأمراض المزمنة من سكان الفوعة وكفريا المحاصرتين، مقابل كلّ مقاتل يخرج من الزبداني، وبالتالي فإنه يجب إخراج ثلاثة آلاف مدني من المرضى والنساء والأطفال من الفوعة وكفريا مقابل خروج مئتي مقاتل من الزبداني الى إدلب تحديداً.

المصادر الميدانية قالت أيضاً إنّ اللقاء لم يسفر عن نتيجة تذكر بسبب رفض النصرة، لأيّ تخفيف للحصار عن المدنيين المحاصرين في كفريا والفوعة، بينما يبدو أنّ تنظيم أحرار الشام تنصّل من هذا الاتفاق الذي أبرمه بسبب عدم ولاء المقاتلين المتواجدين في الزبداني له، وعدم رغبته بمواجهة النصرة في هذا الموضوع تحديداً.

وأضافت المصادر أنّ اللقاء انتهى بمناخ إيجابي على صعيد التواصل الشخصي بين المجتمعين، وأثناء مغادرتهم المكان أعطى أحد أعضاء وفد حزب الله للطرف الآخر شوال بازيلاء كان معه في السيارة، فقدّم الطرف الآخر سيارة شفروليه رباعية الدفع زجاجها محطم، وغادر الطرفان الشارع مكان الاجتماع دون نتيجة عملية في التفاوض.

وتفيد المصادر أنّ هذا الموضوع أعيد تحريكه مع نجاح عملية التسوية في داريا وانتقالها إلى المعضمية في غوطة دمشق الغربية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى