السؤال المهم… الضربات الأميركية في سورية والعراق؟
سناء ناصر
لعلّ ما أشارت إليه المنظمة الأوروبية للأمن والمعلومات DESI عن بدء عملية عسكرية جوية في سورية ضدّ أهداف ما يُسمّى بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش «، والتي قد تكون في غضون مطلع الأسبوع المقبل، يطرح تساؤلات عدة حول الأهداف الحقيقية لتلك الضربات والتطورات الميدانية التي دفعت بواشنطن إلى التفكير بالخطوة؟
هل الضربات موجهة إلى العراق للحفاظ على مكتسبات الأكراد في سنجار وبقية المناطق؟ وبالنسبة إلى سورية هل ستكون الضربات عبر الطيران الأميركي؟ ولماذا لا تزوّد أميركا القيادة السورية بخرائط تموضع الإرهابيين والمرتزقة وأماكن تجمّعاتهم وتدريبهم لتتكفل سورية بهذه المهمة؟ أم هناك وراء الأكمة ما وراءها؟ علماً بأنّنا سمعنا البارحة تصريحات لبعض المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم لا يملكون خرائط لمواقع «داعش» و«الجبهة الإسلامية» في سورية، بعكس ما هو عليه الأمر في العراق، فقد تمّ تزويدهم بهذه المعلومات من رجال في الاستخبارات الأميركية الموجودين في أفغانستان وباكستان وبعض الدول التي تصدّر المقاتلين باسم الإسلام… أما في سورية فقد صرح أكثر من مسؤول في الإدارة الأميركية بأن لا معطيات لديهم في هذا الشأن!.
هذا يضعنا أمام خطورة التفكير الأميركي بأنهم قد يستهدفون العديد من المواقع العسكرية السورية بحجة أنه من باب الخطأ، والخطأ هنا بالنسبة إليهم سببه ضعف المعلومات… هذا وارد.
ويشير مسؤول في المنظمة الدولية لحقوق الإنسان إلى أنّ إمكانية التعاون الروسي مع الولايات المتحدة في إطار حملة ضربات جوية في كلّ من العراق وسورية، وحتى الحدود اللبنانية – السورية قد تكون ضمن الحسابات، نظراً لتزايد أعداد المجموعات، وبالتنسيق مع كلّ من تلك الدول لعدم خلق أيّ مشكلة سياسية وديبلوماسية، قد تكون أخذت مسعى جدياً في المفاوضات السرية من خلال الاتصالات الديبلوماسية الأخيرة بينهما، وهذا ما يطرح تساؤلات عن موافقة روسيا والدول الحليفة على قرار كهذا يثير التباسات كبيرة وغير واضح المعالم والخطوط، وتكون هذه الضربات على غرار ما قامت به الإدارة الأميركية في العراق وليبيا لضرب وإضعاف الجيوش العربية! وتكون بذلك قد أتمّت مهمّتها التي بدأتها للإبقاء على الكيان الصهيوني آمناً لعقود طويلة؟
وبالعودة إلى كلام المنظمة الدولية لحقوق الإنسان فإنّ المشكلة التي كانت عالقة في عدم التوافق على تسوية شاملة حتى الآن باتت أمراً يمكن تجاوزه، حيث تشير التقارير الأمنية إلى أنّ الخطر على الداخل الأميركي والأوروبي بات حدثاً واقعياً، وقد يكون وشيكاً من خلال التهديدات التي توجّه تجاههما، وهو ما يحتم إبراز دور الحلفاء لسورية هنا بأن تكون كلّ هذه الاتفاقيات التي تجرى في الأروقة السورية واضحة المعالم، ويجب أن لا يدع الحليف الروسي الـهمّ والرئيسي أي ثغرة في هذا الاتفاق، على غرار ما حصل في ليبيا، علماً بأنّ الجميع يعلم بالضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا للرضوخ للرغبة الأميركية في الشأن السوري.
ويضيف المسؤول في المنظمة الدولية إنّ تهديد تنظيم «داعش» يتمّ التعامل معه بجدية، ودعم الأكراد ومدّهم بأنواع معيّنة من الأسلحة لمواجهة الإرهاب قد بوشر العمل به، بالإضافة إلى اعتماد إجراءات أمنية صارمة على المَرافق الحدودية، وندّد بخطف نحو أربعين عنصراً من قوات الأمم المتحدة العاملة في الجولان السوري المحتلّ، وهو عمل مدان ويؤسّس إلى تفاعلات خطيرة وإجراءات صاخبة إذا لم يتمّ الإفراج فوراً عنهم من دون قيد أو شرط.
العملية الجوية العسكرية ضدّ داعش في طريقها إلى التنفيذ، ولعلّ التحرك الكبير عقب خطف المراقبين يطرح تساؤلات… ولعله يقدم إشارات على حقيقة التوجه بعد عملية الخطف، وكأنّ ما تتعرّض له سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات لا يستحق التدخل أو اعتباره إرهاباً، تماماً كما استنفرت واشنطن للتدخل حين اقترب خطر «داعش» من إربيل وما تمثل من نقطة استراتيجية لواشنطن، أسئلة كبيرة يجب أن تكون الإجابة عليها واضحة من الإدارة الأميركية وأيضاً من الحليف الروسي.