ولايتي لـ«العالم»: أميركا أوجدت «داعش» للتدخّل في شؤون الدول الإسلامية… ولا تشاور معها
اتّهم مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في العلاقات الدولية علي أكبر ولايتي الولايات المتحدة بخلق تنظيم «داعش» للتدخل في شؤون الدول الإسلامية، ونفى أيّ تشاور بين إيران وأميركا حول مواجهة «داعش». وأكّد أنّ انتصار المقاومة في غزّة على كيان الاحتلال، هو انتصار للأمة كلّها، مشدّداً على أنّ إيران تسعى إلى علاقات جيّدة مع كل جيرانها ومنها السعودية.
وقال ولايتي: «من الممكن أن تكون هناك أهداف مشتركة بين إيران والولايات المتحدة في مواجهة داعش، لكن هذا لا يعني أنّ هناك تفاهماً وقراراً مشتركاً ومسبقاً بين البلدين حول ذلك. إنّ إيران تعتبر داعش مجموعة متطرّفة وعميلة للأجانب، كما هي حال مجموعة بلاك ووتر الأمنية التي أوجدتها أميركا، وتقبض أموالاً لقاء قتل الناس». مشيراً إلى أن هناك أميركيين وأوروبيين كثيرين بين عناصر «داعش».
وقال: «الأميركيون يوجِدون مثل هذه المجموعات المتطرّفة من أجل خلق ذرائع وحجج للتدخل في الدول الاسلامية». مشيراً إلى قتل «داعش» الشيعة والسنّة وامتناعها عن دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني. وقال: «من الواضح أن هؤلاء مجموعة عميلة، وقد أوجدهم الأميركيون ليكونوا ذريعة للتدخل في الدول الإسلامية».
وتابع: «أوجد الأميركيون طالبان، والآن تقصف طائراتهم باكستان من دون علم الحكومة الباكستانية أو إذنها، ويفعلون ذلك في العراق أيضاً، ويريدون أن يفعلوا ذلك في سورية، لكن سورية حذّرتهم من إنها لن تسمح لطائراتهم بالتحليق في سماءها وانتهاكها من دون إذن منها».
وشدّد ولايتي على أنّ موقف إيران مختلف، وأنها تواجه «داعش» لأنه تنظيم متطرّف، وأمره مريب، وهو مرتبط بالأجانب ويقبض الأموال من دول الرجعية العربية، وهو مدعوم سياسياً من قبل الغرب الذي يوجّهه بهدف بثّ الفتنة والتفرقة، وتشويه صورة الإسلام من خلال ما يقوم به عناصر «داعش» من أعمال وحشية.
ونفى ولايتي وجود أيّ تفاهم وتشاور بين إيران وأميركا حول ذلك، مضيفاً: «لا أعتقد أن يتمّ ذلك في المستقبل أيضاً، نظراً إلى ما يحمله الأميركيون من أهداف، لأن الأميركيين هم من أوجدوا داعش، وقد ذكرت ذلك هيلاري كلينتون في كتاب مذكّراتها. لهذا، كيف يمكن لإيران أن تشاور مع من أوجد داعش من أجل القيام بخطوات ضدّ هذا التنظيم؟».
وحول الانتصار الكبير الأخير للمقاومة الفلسطينية قال ولايتي: «إن هذا من أعظم انتصارات الأمة على الصهاينة، إذ تمكّن الشعب الفلسطيني بالمقاومة والصمود والشجاعة أن يدير حرباً على مدى خمسين يوماً وينتصر، وقد أذعنت إسرائيل لكل الشروط الفلسطينية، وهذا انتصار كبير».
وتابع ولايتي: «إن الكيان الصهيوني استفاد من كل إمكانياته في الحرب على غزّة، كما أن دعم أميركا وحلفائها له كان كبيراً، لكن الفلسطينيين تمكّنوا من الصمود لمدى خمسين يوماً، وأوجدوا معادلة الردع، النار مقابل النار».
وفي ما يتعلّق بدور إيران في ذلك قال ولايتي: «الصديق والعدو صارا يعرفان أنّ الأسلحة التي استخدمها الفلسطينيون، كثير منها قُدّم من قبل إيران، أو ساعدت إيران في أن يتمكنوا من تصنيعها، وقد أكدت ذلك قيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة سواء حماس أو الجهاد».
وأوضح: «السيد عماد العلمي أعلن استلام صواريخ الفجر من إيران، كما أن زياد النخالة نائب أمين عام حركة الجهاد الإسلامي صرّح أيضاً بأنهم استلموا هذه الأسلحة من ايران. ونحن متأكدون ألّا دولة إسلامية أخرى تتمتع بهذه الجرأة لتقول إنّها ساعدت الفلسطينيين، لأنها تعلم أنّها ستتعرض لعقوبات من قبل حماة الكيان الصهيوني، لكن إيران ليست قلقة من ذلك أبداً».
وأشار ولايتي إلى أنّ دعم القضية الفلسطينية من قبل الثورة الإسلامية بدأ منذ اندلاعها بقيادة الأمام الخميني. مؤكداً أنه لولا مساعدة إيران لم يكن هناك أيّ إمكانية لحصول الفلسطينيين على صواريخ بهذه المديات البعيدة ودقة التصويب العالية، ولم يتمكن الفلسطينيون من الصمود فضلاً عن تحقيق انتصار.