حمدان لـ«المنار»: الصدر كان يخشى أن يستشري خطر الإرهاب و يتحوّل إلى قضية
قال خليل حمدان عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل، إنّ هناك تعتيم كبير على زيارة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه إلى ليبيا، وحتى التلفزيون الليبي لم يعلن عن الزيارة. كما انتقد عدم مراعاة الأمور البروتوكولية في هذا الخصوص.
وبخصوص التحقيقات عن هذا الاختفاء قال حمدان: «بعد موت القذّافي، اكتُشف الكثير من جرائمه، مثل المقابر الجماعية. ولاحقنا ذلك وكنّا نصرّ على القيادة اللبنانية أنّ الذين يحكمون في ليبيا الآن يجب أن يساهموا في كشف اختفاء الإمام الصدر، كونه غادر الفندق في ليبيا حيّاً». مؤكداً أنّ هناك جهوداً للتسريع في ذلك، ومشيراً إلى أنّ الليبيين كانوا يتهرّبون من الأسئلة «ولم نتوصّل إلى نتائج حقيقية».
واعتبر حمدان أنّ مذكرة التفاهم التي وقّعتها الحكومة اللبنانية مع الحكومة الليبية هي الوثيقة الأولى التي تعترف بأنّ الإمام الصدر أخفي في ليبيا هو ورفيقيه، أمّا باقي البنود فهي تبحث شؤون التعاون بهذا الخصوص بين البلدين. كما أن هناك معلومات تقول إنّ الإمام الصدر بقي في أحد السجون لسبع سنوات، ثُم نقل إلى مكان أخر، وأن عمره الافتراضي كفيل أن يكون ما زال على قيد الحياة».
وفي ميّزات الإمام الصدر، أكّد حمدان أنّ الإمام كان يؤكد على العيش المشترك في لبنان، وأنّه شكل خلفية فكرية حتى قبل مجيئه إلى لبنان لأنه على اطلاع على التركيبة اللبنانية، كما أنّه كان المسلم الوحيد الذي حضر تنصيب البابا بولس السادس بدعوة من الفاتيكان، وذلك بسبب ما عُرف عنه من إيمان بالتساوي بين الإنسان وأخيه الإنسان، كما كان له دور كبير بعد جولته في أوروبا لتحرير الإمام الخميني من سجن شاه إيران. مشيراً إلى أنّ العلاقة بين الإمام الصدر والثورة الإسلامية الإيرانية كانت علاقة أصيلة.
أمّا عن الوضع في لبنان، فرأى حمدان أنّ الإمام الصدر كان يجمع بين المقاومة والدولة اللبنانية، وذلك لأن الدولة اللبنانية لا تدافع عن الشعب منذ فجر الاستقلال، وأنها مغيّبة إنمائياً. وأضاف: «إن المقاومة كانت ترفع الحرمان، خصوصاً في الجنوب».
وبخصوص خطر «إسرائيل» قال حمدان: «كان الإمام الصدر يقول: احذروا العصر الإسرائيلي، ويعتبر أنّ الصراع مع العدو أولوية. وكان يؤكد على ذلك بالقول: إذا تخلّى المسلم والمسيحي عن تحرير القدس فهو يتخلّى عن دينه. وأنّ من يقتني السلاح كأنه يقتني القرآن والإنجيل. كما كان الإمام الصدر يقول إنه إذا تفرّقت الأمة العربية عن قضيتها الأساس وهي تحرير فلسطين، فستتعرض للفرقة والتقسيم ويجب تصحيح البوصلة لأنّ الخطر الصهيوني وخطر الحرمان من الأولويات، لذلك فإنّ أيّ دولة يجب أن تقدّم أولويات الصمود والبقاء والتنمية».
وختم حمدان بالحديث عن مواجهة الإرهاب، وقال: «كان الإمام الصدر يخشى أن يتحول الإرهاب إلى قضية، وأن يستشري خطره. وكان يتحدّث حينذاك عن الإرهاب الصهيوني والفكري، مؤكداً أن مواجهة الإرهاب يحتاج إلى جرأة، كما استغرب غياب تلك الأصوات التي تواجهه. مؤكداً أن ذلك سينعكس على الجميع في لبنان.