اتفاق روسي ـ أميركي بخصوص سورية قبل نهاية «G20»
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في ختام لقاء جمعه أمس، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، أن بلاده اتفقت مع روسيا على الكثير من المسائل الفنية حول سورية، وبقي على الجانبين حل نقطتين معقدتين. مضيفا: «كما قلت سابقا، سنلتقي صباح الغد لتبادل الأفكار حول النقاط المعقدة. وبعد ذلك ننظر ما مدى التقدم الذي حققناه».
من جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن موسكو وواشنطن اقتربتا كثيرا من التوصل إلى اتفاقية حول سورية، ولا يوجد أي أساس للشك في نجاح المباحثات. أضاف: «لا يوجد أي سبب للاعتقاد بأن كل شيء سينهار». لكنه، شدد على أنه غير مستعد حاليا، للتكهن بموعد الإعلان عن تحقيق هذا الاتفاق. ووفقا له، «فإن الدبلوماسية تتطلب، في بعض الأحيان، شيئا من الوقت لتحقيق أمور ملموسة محددة».
وأشار ريابكوف، إلى أن «أحد أهم المسائل التي طرحتها روسيا أمام الزملاء الأميركيين، خلال الأشهر العديدة الماضية، كانت تتعلق بضرورة الفصل الحقيقي بين الإرهابيين وما يسمى المعارضة المعتدلة. وعندما نتحدث عن مثل هذه القضايا، يجب النظر إلى الموضوع كله بشكل مجمل».
ونوه بأن اللقاء الذي جرى، أمس، في الصين، بين وزيري خارجية الدولتين، ساعد في تحقيق التقدم على طريق التوصل إلى الاتفاقية المذكورة. وقال: «يبدو لي أن هذا الاتفاق، قد يؤدي إلى أننا سنتمكن، بشكل أفضل، من تحديد الإرهابيين الذين يشكلون تهديدا، بما في ذلك على روسيا، الذين يجب القضاء عليهم. وتحديد الذين لا يعتبرون الحكومة الحالية في دمشق شرعية، لكنهم على استعداد للمشاركة في العملية السياسية».
في غضون ذلك، نقل عن مصادر دبلوماسية في جنيف قولها، أن الخبراء الروس والأميركيين يواصلون العمل من أجل التوصل إلى اتفاق قبل نهاية قمة العشرين. مرجحة، في حال حصول ذلك، الإعلان عن الاتفاق خلال لقاء خاطف بين الرئيسين الأميركي والروسي.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيسين بوتين وأوباما، اتفقا على عقد لقاء منفرد على هامش قمة العشرين.
يأتي هذا الكلام، رغم إعلان باراك أوباما أنه لم يتمّ التوصّل بعد لاتفاق بشأن وقف العمليات القتالية في سورية. أضاف: إن المحادثات مع روسيا ستكون السبيل إلى التوصل لأي اتفاق. لكنه لفت إلى أن المفاوضات صعبة، ومازالت توجد خلافات خطيرة بين واشنطن وموسكو في هذا الشأن.
وأردف، في مؤتمر صحافي في مدينة هانغتشو الصينية، أن الولايات المتحدة تحرص، منذ فترة طويلة، على إيجاد وسيلة لتقليص العنف وتحسين المساعدة الإنسانية في سورية، لكن سيكون من الصعب الانتقال إلى المرحلة التالية، إذا لم تكن هناك موافقة من روسيا.
ورأى أوباما، أنه إذا لم يتمّ التوصّل لبعض الترتيبات مع الروس بشأن سوريا فمن الصعب معرفة كيفية الانتقال إلى المرحلة التالية، معتبراً أنّ جمع كل القوى على الأرض في سورية صعب ولكنّ المحادثات مع الروس أساسية.
وكانت تقارير إعلامية ذكرت «أن الجانبين الأميركي والروسي ناقشا وثيقة اتفاق حول الملف السوري، تتضمن وقفاً لإطلاق النار في عموم سورية، وتركز على تقديم المساعدات الإنسانية لمدينة حلب المحاصرة».
وبحسب الاتفاق: «يجب أن تمنع روسيا الطائرات الحربية التابعة للحكومة السورية، من قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة الرئيسية. كما تتضمن انسحاب القوات الحكومية من طريق الإمداد شمالي حلب». «في المقابل ستنسق الولايات المتحدة مع روسيا، ضد تنظيم القاعدة». وفقاً لرسالة المبعوث الأميركي في سورية، مايكل راتني، إلى المعارضة السورية المسلحة.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن وجود القوات التركية شمالي سورية، أمر مهم لوحدة الأراضي السورية. مؤكدا أن بلاده تشعر بمسؤولية تاريخية تجاه شعوب المنطقة.
أضاف يلدريم، خلال زيارته مدينة ديار بكر: «نحن مع الأكراد في السراء والضراء ضد سماسرة الإرهاب، سماسرة الإرهاب الدوليون يسعون لإنشاء دولة مصطنعة شمالي سورية، لكننا لن نسمح بذلك أبدا». مؤكداً، أن «معركتنا في سورية ضد الإرهاب والإرهابيين، وليس ضد الأكراد أو أي طرف آخر».
جاء ذلك في وقت، أعلنت ما تسمى غرفة عمليات «حوار كلس» في «الجيش الحر»، عن طرد تنظيم «داعش» من كامل الشريط الحدودي، من جرابلس إلى أعزاز. مشيرة إلى أن قوات «الحر» في غرب جرابلس، التقت مع القوات شرقي الراعي.
وفي شأن متصل، أعلن الجيش السوري سيطرته، بشكل كامل، على منطقة الكليات المدفعية الفنية الجوية – التسليح جنوب غرب مدينة حلب، بعد عمليات مكثفة أسفرت عن هروب المسلحين من المنطقة. و بهذه السيطرة يكون الجيش السوري قد أعاد تطويق أحياء حلب الشرقية بشكل كامل.
وفي ريف حماة الشمالي، سيطر الجيش السوري على تلة الصمصام، بلدة خربة حجامة وجزءا من قرية معردس فيما شن الطيران الحربي غارات كثيفة على كل من: طيبة الإمام، اللطامنة، كفرزيتا وتلة الصياد هناك.
إلى ذلك، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن القضاء على الإرهاب لا يستوجب فقط محاربته على الأرض، بل مواجهة الآيديولوجيا، التي يبنى عليها والتي لا تعرف حدودا أو مجتمعات.
وتحدث الأسد، خلال استقباله، أمس، وفدا بريطانيا يضم أعضاء في مجلسي اللوردات والعموم ورجال دين وأكاديميين، عن الأوضاع والحرب في سورية وسبل مواجهة مخاطر التطرف والإرهاب.
وقال الرئيس السوري، إن أخطر ما يواجهه العالم حاليا، هو محاولات تغلغل الفكر المتطرف داخل المجتمعات في المنطقة وخارجها، وهو ما شكل أساس الإرهاب، الذي بدأ يضرب مؤخرا في العديد من المناطق داخل أوروبا والغرب عموما.
وأشار الأسد، إلى أن زيارات الوفود الأجنبية إلى سورية، والاطلاع على الوقائع ورؤية الحقائق على الأرض، يسهم في «توضيح الصورة وفي كشف التزييف الذي تمارسه معظم وسائل الإعلام الغربية».
من جانبهم، أكد أعضاء الوفد البريطاني، أنهم، بزيارتهم إلى سورية ولقائهم بالكثير من السوريين، مسؤولين ومواطنين، سيتمكنون من نقل الحقيقة والعمل على تصحيح الرؤية الخاطئة لدى الحكومة البريطانية، ولدى شريحة واسعة من البريطانيين، عما يجري في سورية.