توسك: قدرة أوروبا على استقبال اللاجئين بلغت حدودها

رأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن هناك إمكانية للتقدم في قضية تحرير تأشيرة الدخول، بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.

ونقلت «رويترز» عن ميركل قولها، أمس، إن «قرار تحرير التأشيرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، يمكن أن يصدر خلال الأسابيع القليلة المقبلة».

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، في وقت سابق، أن ميركل ناقشت العلاقات الثنائية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل بداية قمة مجموعة العشرين بالصين، في أول اجتماع بينهما منذ محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا، في 15 تموز.

أضاف: «ناقشت ميركل وأردوغان العلاقات الألمانية – التركية وتعزيز تطبيق اتفاق المهاجرين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وبواعث القلق المشتركة بشأن الحرب في سورية».

ولم يذكر المتحدث، ما إذا كانت ميركل وأردوغان، تحدثا بشأن رفض تركيا السماح للمشرعين الألمان، بزيارة القوات الألمانية في قاعدة «إنجيرلك» الجوية.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة «فيلت إم زونتاج» الألمانية، أمس، عن مصادر حكومية تركية رفيعة، أن أنقرة مستعدة الآن، لقبول تحرير قوانين تأشيرات السفر مع الاتحاد الأوروبي، بحلول نهاية العام، بدلا من تشرين الأول، مثلما كان مقررا من قبل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أتراك، على إطلاع على محادثات الاتحاد الأوروبي، قولهم، إن تأجيلا حتى تشرين الثاني، أو كانون الأول، يعد الآن مقبولا. لكنها قالت، إن المسؤولين الأتراك مازالوا يصرون على ضمان رفع القيود عن التأشيرات، في موعد لا يتجاوز نهاية العام.

كما أشارت الصحيفة، نقلا عن مصادر في الاتحاد الأوروبي، قولها، إن الجانبين ضيقا هوة الخلافات بينهما، بشأن تنفيذ القوانين التركية المناهضة للإرهاب، وهو ما وضعه الاتحاد الأوروبي شرطا لمنح الأتراك حرية الحركة بلا تأشيرات، لكنها لم تذكر تفاصيل.

هذا، وكانت أنقرة هددت بالانسحاب من اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين، إذا لم تحصل على قوانين للسفر أكثر مرونة في تشرين الأول، لكن وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، عمر جليك، قلل من أهمية هذا الاحتمال، بعد اجتماع مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي.

جاء ذلك، في وقت اختبر الاتحاد الأوروبي وتركيا، الأجواء لتقارب سياسي، في أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل، المؤلف من 28 دولة، ومسؤول تركي كبير، بعد الانقلاب في تركيا.

وقال وزير خارجية لوكسمبورج، جان أسيلبورن، عقب اجتماع وزراء الاتحاد مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا، عمر جليك: «على المستوى السياسي، نحتاج لتقارب ولتطبيع الوضع».

أضاف: «إنها أول مرة، منذ محاولة الانقلاب، التي نتحدث فيها إلى بعضنا البعض، وليس عن بعضنا البعض. لكن لا يمكن أن نغفل حكم القانون. كل واحد حول الطاولة قال، إنهم إذا كانوا يرغبون في توطيد الموقف، فعليهم أن يعودوا إلى حكم القانون بأسرع ما يمكن».

وأعرب جليك عن إحباط تركيا الشديد، إزاء رد الفعل المبدئي للاتحاد على محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة. لكنه قال: إنه «يوجد توافق قوي للغاية، بشأن التركيز على الأجندة الإيجابية وتحسين التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي».

في سياق متصل، بدأ التصويت، أمس، في ولاية مكلنبورج فوربومرن، الألمانية، في انتخابات من المتوقع أن يحقق فيها حزب البديل من أجل ألمانيا، المناهض للهجرة، مكاسب كبيرة، مما يعكس سخطا متزايدا على المستشارة ميركل وسياسة الباب المفتوح، التي تنتهجها إزاء اللاجئين.

ومن المتوقع أن يحصل الحزب الديمقراطي الاشتراكي، المشارك في الائتلاف الحاكم، على 28 بالمئة من الأصوات، بالمقارنة مع 35.6 بالمئة في آخر انتخابات على مستوى الولاية، عام 2011.

وأظهر استطلاع جديد نشر أمس، أن حزب البديل من أجل ألمانيا يحقق مكاسب على مستوى البلاد، كذلك. وإذا أجريت انتخابات عامة الأسبوع المقبل، يتوقع أن يحصل خلالها على 12 بالمئة من الأصوات، ليصبح ثالث أكبر حزب في ألمانيا، وفقا لاستطلاع أجراه معهد «إمنيد» لصحيفة «بيلد».

وفي السياق، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أمس، أن قدرة الاتحاد الأوروبي على استقبال اللاجئين اقتربت من بلوغ حدودها، داعيا الأسرة الدولية إلى تحمل حصتها من المسؤولية.

وقال توسك في مؤتمر صحافي مشترك، مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، لمناسبة انعقاد قمة مجموعة العشرين في هانغتشو بالصين، إن «قدرات أوروبا على استقبال موجات جديدة من المهاجرين، فضلا عن المهاجرين الاقتصاديين غير الشرعيين، اقتربت من بلوغ حدودها».

وتابع: «علينا أن نكون واقعيين وعمليين. المشكلة لا تقتصر على اللاجئين القادمين من دول تدور فيها حرب مثل سوريا … إننا نتكلم عن ستين إلى سبعين مليون نازح في العالم، ظاهرة تحدث هنا أيضا في آسيا».

توسك، أضاف: أنه «وحده مجهود على الصعيد العالمي، سيكون قادرا على تحقيق نتائج». داعيا أعضاء مجموعة العشرين، بمن فيهم الصين القوة الاقتصادية الثانية في العالم، إلى تحمل حصتهم من المسؤولية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى