هل خدعت الولايات المتحدة تركيا والأكراد؟
تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» إعلان الولايات المتحدة عن اتفاق الهدنة الموقتة بين الجيش التركي ووحدات الحماية الكردية في سورية، مشيرة إلى تصاعد الخلافات بين واشنطن وأنقرة. وقالت الصحيفة إنّ عسكريي الولايات المتحدة أعلنوا عن توصّل الجيش التركي و«وحدات حماية الشعب الكردي» في سورية إلى هدنة موقتة، ولكن مصادر تركية فنّدت هذا النبأ ما قد يكون دليلاً على تصاعد الخلافات بين أنقرة وواشنطن، اللتين بالكاد يمكن اعتبارهما الآن حليفتين. وكان ممثل القيادة المركزية للقوات الأميركية العقيد جون توماس قد أعلن عن التوصل إلى اتفاق موقت لوقف إطلاق النار بين الجيش التركي والوحدات الكردية في سورية، حيث قال إن هذا الاتفاق الموقت سيستمر أياماً عدّة على الأقل، ونحن نأمل أن يصبح دائماً. من جانبه، رحّب ممثل البيت الأبيض جوش إرنست بهذا الاتفاق.
إلى ذلك، قال الكاتب سيث فرانتزمان في مقال نشرته مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية، إن سياسة الولايات المتحدة جعلتها تحارب نفسها في سورية، وإن حلفاءها هناك صاروا يتقاتلون في ما بينهم، وإن بعضهم يتّهم أميركا بالخيانة.
وأوضح أن الولايات المتحدة تحالفت مع الأكراد في سورية، وأن «وحدات حماية الشعب الكردي» قاتلت ضدّ تنظيم «داعش» في سورية، لكن الأكراد الآن يتهمون حليفتهم الولايات المتحدة بالخيانة، في ظلّ تخلّيها عنهم وتركهم لقمة سائغة للجيش التركي و«المعارضة السورية» في بعض المناطق من البلاد.
وفي سياق منفصل، نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مقالاً تناولت استمرار موجة العمليات الإرهابية في تركيا، مشيرة إلى أنها تزعزع استقرار البلاد وتتسبّب بتغيير المسؤولين باستمرار. وقالت إنّ رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم أعلن عن تقديم أفكان علاء، أحد أكثر المسؤولين ولاء للرئيس أردوغان، استقالته من منصب وزير الداخلية، من دون أيّ إشارة إلى أسباب هذه الاستقالة. وقد صدم هذا النبأ المفاجئ الدوائر السياسية في تركيا.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: واشنطن تدهش أنقرة بإعلانها عن الهدنة في سورية
تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» إعلان الولايات المتحدة عن اتفاق الهدنة الموقتة بين الجيش التركي ووحدات الحماية الكردية في سورية، مشيرة إلى تصاعد الخلافات بين واشنطن وأنقرة.
وجاء في المقال: أعلن عسكريو الولايات المتحدة عن توصّل الجيش التركي و«وحدات حماية الشعب الكردي» في سورية إلى هدنة موقتة، ولكن مصادر تركية فنّدت هذا النبأ ما قد يكون دليلاً على تصاعد الخلافات بين أنقرة وواشنطن، اللتين بالكاد يمكن اعتبارهما الآن حليفتين.
وكان ممثل القيادة المركزية للقوات الأميركية العقيد جون توماس قد أعلن عن التوصل إلى اتفاق موقت لوقف إطلاق النار بين الجيش التركي والوحدات الكردية في سورية، حيث قال إن هذا الاتفاق الموقت سيستمر أياماً عدّة على الأقل، ونحن نأمل أن يصبح دائماً. من جانبه، رحّب ممثل البيت الأبيض جوش إرنست بهذا الاتفاق.
غير أن إحدى مجموعات «المعارضة» الموالية لتركيا فنّدت هذا النبأ. وذكرت «رويترز» استناداً إلى مصادر عسكرية تركية أن الجيش لم يتفق مع الأكراد في شأن وقف إطلاق النار. وأضاف مسؤول عسكري رفيع المستوى: لا علم لنا بأيّ اتفاق من هذا القبيل. من جانبه لم يتمكن ممثل وزارة الدفاع التركية، تأكيد الخبر أو نفيه، مشيراً إلى أن عملية «درع الفرات» سوف تستمر مع احترام وحدة الأراضي السورية.
الرئيس المناوب لحزب «الاتحاد الديمقراطي»، أحد زعماء الأكراد في سورية، صالح مسلم، متأكد من أن تركيا غارقة في «مستنقع حقيقي». وبحسب صحيفة «هافينغتون بوست» الأميركية، بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحملة العسكرية بعد سنوات من الشك، وهذا يعقّد الأوضاع للتعدّي على السيادة الوطنية لدولة مستقلة. وتعتقد الصحيفة أن لتركيا في سورية أهدافاً عدّة، هي: محاربة الأكراد الذين يطالبون بالحكم الذاتي، تعزيز موقفها في مفاوضات جنيف بمشاركة ممثل الأمم المتحدة دي ميستورا، والضغط على بشار الأسد. وفي الوقت نفسه يصرّ نائب رئيس الحكومة التركية نعمان قورتولموش على أن تركيا لا تنوي الدخول في الحرب ولا يمكن اعتبار عملية «درع الفرات» خطوة في هذا الاتجاه.
الخبراء من جانبهم يشكّون في توصل الأتراك والأكراد إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتعتقد نائبة رئيس المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية آنا غلازوفا أن اتفاقية الهدنة في سورية لا تتفق مع الواقع. فالقيادة التركية بشخص رئيس الدولة ورئيس الحكومة أعلنت مراراً عن محاربة «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب». وليس سرّاً أن هدف «درع الفرات» يتمثل بأكراد سورية بالذات، وأن أنقرة سوف تستمرّ بحملتها.
وذكَّرت غلازوفا بأن الولايات المتحدة قد أعربت عن قلقها من الأحداث الأخيرة ودعت تركيا إلى وقف العمليات العسكرية ضدّ الأكراد، وهذا يعني أن واشنطن لن تتخلّى عن الأكراد، لأنها تعدُّهم الموقع الأمامي الرئيس لها في المنطقة، وإحدى القوى الرئيسة في محاربة الإسلامويين. فإذا استمرت تركيا في هجومها، فقد تصطدم بردّ فعليّ حادّ من جانب واشنطن، خصوصاً أن العلاقات بين الحليفين القديمين تتوتّر أكثر فأكثر. وإضافة إلى القضية الكردية، هناك خلافات بينهما من غير المحتمل أن تتم تسويتها في المستقبل القريب.
والأوضاع داخل تركيا نفسها تثير القلق، فقد أشار عضو حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» الألماني إلمار بروك إلى تردّي العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة. مضيفاً أن أوروبا لم تأخذ المحاولة الانقلابية الفاشلة على محمل الجدّ، بحسب صحيفة «حرييت» التركية. فبعد المحاولة تم اعتقال ألوف القضاة ورجال الشرطة وأساتذة الجامعات وفصلوا من الخدمة.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: موجة العمليات الإرهابية في تركيا تجرف وزير الداخلية
تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية استمرار موجة العمليات الإرهابية في تركيا، مشيرة إلى أنها تزعزع استقرار البلاد وتتسبّب بتغيير المسؤولين باستمرار.
وجاء في المقال: أعلن رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم عن تقديم أفكان علاء، أحد أكثر المسؤولين ولاء للرئيس أردوغان، استقالته من منصب وزير الداخلية، من دون أيّ إشارة إلى أسباب هذه الاستقالة. وقد صدم هذا النبأ المفاجئ الدوائر السياسية في تركيا.
وكان أفكان علاء قد عيّن وزيراً للداخلية في الحكومة التركية قبل ثلاث سنوات عندما كان رجب طيب أردوغان رئيساً للحكومة، واستمر في عمله إلى 31 آب الماضي.
ويجب القول إن نشاط «داعش» وغيره من المنظمات الإرهابية ازداد كثيراً وبلغ أوجه أثناء شغل أفكان علاء منصب وزير الداخلية حيث انتشرت موجة العمليات الإرهابية في تركيا من شرقها إلى غربها. ورغم الإجراءات التي اتخذت، لم يتمكّن وزير الداخلية المستقيل من وضع حدّ لها، لا بل على العكس، توسّعت جغرافية هذه العمليات عام 2016 حتى بلغت مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول في 29 حزيران الماضي، وتلت ذلك العملية الإرهابية في حفل زفاف في مدينة غازي عنتاب، والتي أودت بحياة أكثر من 50 شخصاً.
ومن العوامل الأخرى التي قد تكون ساعدت في قبول استقالة وزير الداخلية، المحاولة الانقلابية الفاشلة ليلة 15/16 تموز الماضي. فوفق معلومات صحيفة «حرييت» التركية، لم تتمكن قيادة البلاد من الاتصال بوزير الداخلية في تلك الليلة، التي كانت فيها حياة رئيس الدولة مهدّدة.
ومع أن الحديث لا يدور عن اشتباه السلطات بعلاقة الوزير أفكان علاء بمنظمة الداعية فتح الله غولن، التي تعدُّها أنقرة منظمة إرهابية، والتي يعتقد أنها خططت للانقلاب لأنه، أولاً: شكره رئيس الحكومة رسمياً لأدائه واجباته على أكمل وجه. وثانياً: لا تشكك وسائل الإعلام الحكومية ولا الخبراء بولائه المطلق للرئيس أردوغان، فقد أشارت الإعلامية هاندي فرات في تصريح لقناة «سي إن إن تورك» بأنه لم يتوقّع أحد في أنقرة هذا التطوّر، حتى أعضاء الحكومة. وكان مفاجأة حقيقية.
أما البروفسور في جامعة الاقتصاد والتكنولوجيا طغرل إسماعيل، فيميل إلى اعتبار أفكان علاء موظفاً موالياً، ويقول إن علاء موالٍ للرئيس ولم يعارض أبداً. ومع ذلك فقد افترض في حديث إلى «نيزافيسيمايا غازيتا» بأن سبب الاستقالة قد يكمن في التنسيق بين الرئيس ورئيس الحكومة، الذي قرّب موعد التعديل الوزاري.
وما يشير إلى صحة هذا الافتراض، أنّ السلطات التركية ترغب بالتخلص من موروث رئيس الحكومة السابق أحمد داود أوغلو، الذي قدّم استقالته من منصبه في أيار الماضي، وكان سببها عدم التنسيق بينه وبين رئيس الدولة.
«ناشونال إنترست»: سياسة واشنطن في سورية جعلتها تحارب نفسها
قال الكاتب سيث فرانتزمان في مقال نشرته مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية، إن سياسة الولايات المتحدة جعلتها تحارب نفسها في سورية، وإن حلفاءها هناك صاروا يتقاتلون في ما بينهم، وإن بعضهم يتّهم أميركا بالخيانة.
وأوضح أن الولايات المتحدة تحالفت مع الأكراد في سورية، وأن «وحدات حماية الشعب الكردي» قاتلت ضدّ تنظيم «داعش» في سورية، لكن الأكراد الآن يتهمون حليفتهم الولايات المتحدة بالخيانة، في ظلّ تخلّيها عنهم وتركهم لقمة سائغة للجيش التركي و«المعارضة السورية» في بعض المناطق من البلاد.
وقال الكاتب إن المجموعة الكردية التي واجهت «داعش» منذ سنتين بدعم أميركي، صارت الآن غاضبة على الولايات المتحدة، لأن الأخيرة دعمت التدخل العسكري التركي في سورية.
وأضاف أن القوات التركية تشتبك مع «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من الأكراد أنفسهم، وذلك في ما بين مدينتَي جرابلس ومنبج قرب الحدود التركية.
وأشار الكاتب إلى الجماعات المختلفة المتحاربة في سورية، وإلى تلك التي تقاتل ضدّ الرئيس السوري بشار الأسد أو ضدّ إيران ووكلائها في سورية مثل حزب الله اللبناني، وإلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد أو «داعش».
وقال إن التدخل العسكري لتركيا، الحليف الرئيس لأميركا في المنطقة، في المناطق القريبة من جرابلس، زاد الأمور تعقيداً أمام المجموعات المتنافسة.
وأضاف أن سياسة الولايات المتحدة في سورية انتهت إلى أن هجوماً تركياً مدعوماً من أميركا يستهدف الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة نفسها، أو أن أميركا تتقاتل مع نفسها.
وقال إن هذا يعود إلى اتّباع الولايات المتّحدة سياستين اثنتين في سورية، ففي البداية كانت سياستها مصمّمة على دعم «المعارضة السورية» المناوئة لنظام الأسد، لكنها حوّلت انتباهها إلى مواجهة تهديدات «داعش» الذي صعد في 2014، ولم تعد محاولة تنحية الأسد تشكل أولوية لها.