سلام: المعركة مع الإرهاب في بداياتها
أكد رئيس الحكومة تمام سلام أنّ المعركة مع الإرهاب ما زالت في بداياتها معتبراً أنّ الشرطُ الأول للفوز بها هو رصُّ الصّفِّ الداخليّ، لافتاً الى انّ الحكومة تبذل أقصى الجهود لإعادة العسكريين المحتجزين. وطالب بالعودةِ إلى روحِ الميثاقِ الوطنيّ والتمسُّكِ بدستورِ الطائف.
ورعى سلام أمس حفل استقبال في السراي الحكومية في مناسبة الذكرى 94 لإعلان دولة لبنان الكبير تحت عنوان «بيروت عاصمة المواطنة اللبنانية»، أقامته رئيسة «لجنة المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير 2020» النائبة بهية الحريري وحضره الرئيسان ميشال سليمان وحسين الحسيني ووزراء ونواب وشخصيات سياسية ودينية وممثلون عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والجمعيات النسائية والتربوية والنقابية والبلدية.
بداية أنشد الفنان راغب علامة النشيد الوطني اللبناني ثم ألقت الحريري كلمة اعتبرت فيها أنّ «دولة لبنان الكبير وعاصمتها بيروت ما كانت لتكون لولا الإيمان العميق لبطريرك الياس الحويّك بلبنان واللبنانيين… وثقتَه بكلّ المكوّنات الوطنية وإرادتها في العيش معاً بدولة وطنية».
والقى رئيس أساقفة بيروت للموارنة بولس مطر كلمة البطريرك الماروني بشارة الراعي وقال فيها: «كم يؤلمنا اليوم أن يُحرم لبنان من رئيس للجمهورية منذ ثلاثة أشهر، وقد دخلنا في الشهر الرابع منذ سبعة أيام، ونخشى أن يجدّد المجلس النيابي غداً هذا الحرمان، طاعناً الوطن وشعبه في صميم قلبه، بسبب عدم احترام استقلاله وسيادة قراره الحرّ، وبسبب العودة إلى ربط هذا الاستقلال وسيادة القرار الوطني الداخلي ومصير البلاد بهذا وذاك من البلدان المجاورة».
وتمنّى أن يوقظ هذا الحفل «ضمائر الكتل السياسية والنوّاب، لكي يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية الكبيرة والخطيرة، ويبادروا غداً اليوم 2 أيلول في الجلسة الانتخابية وينتخبوا رئيساً للجمهورية جديراً بقيادة البلاد».
واختتم الحفل بكلمة سلام الذي أكد «انّ الكيان الوطني اهتز مراراً، ولم يسقطْ». وقال: «لقد حقّقَ اللبنانيون في اتفاق الطائف تسوية تاريخية نحو ترسيخِ نظامٍ للحُكْمِ مُتَوافَقٌ عليه. لكنّ المواقفَ الملتَبِسةَ منه، وعدمَ تطبيقِ جميع بنوده، فضلاً عن الصراعاتِ الحادّة التي تشهدُها البلاد منذ عشر سنوات، زادت من هشاشة الوضع السياسي وجعلت استقرار النظام على نِصابٍ مُعَيَّن، أمراً غير محقّق». واعتبر أنّ «الإخفاق في تنفيذ الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، وأولُها انتخابُ رئيسٍ للجمهورية، هو التعبير الأوضح عن هذا الوضع غيرِ السليم، الذي تكتسبُ معالجته أهميةً مضاعفة في ضوء موجة العنف والتطرُّف الهائلة التي تجتاح المنطقةَ».
وإذ أكد «أنّ الحكومةَ تتعاملُ مع قضية الأسرى باعتبارِها أولويةً قصوى لا يتقدّمُ عليها أيُّ همٍّ آخرْ»، شدّد على «ان المعركة مع الإرهاب ما زالت في بداياتها. والشرطُ الأول للفوز في معركةٍ صعبةٍ من هذا النوع، هو رصُّ الصّفِّ الداخليّ، الذي يشكل خطّ الدفاع الأول عن لبنان واللبنانيين». وطالب «بالعودةِ إلى روحِ الميثاقِ الوطنيّ الذي قامت على أساسه الجمهورية، وإلى التمسُّكِ بدستورِ الطائف الذي يبقى المرجعَ الوحيدَ الذي نحتَكمُ اليه لتنظيمِ حياتِنا السياسيّة».
نشاط السراي
وفي نشاطه في السراي استقبل سلام عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم، الذي أوضح أن اللقاء كان ذا شقين «الاول الاحتياجات الانمائية لمنطقة حاصبيا ومرجعيون والعرقوب في ظل تراجع الكثير من الخدمات … اما الامر الاساسي فكان البحث في الواقع السياسي والمشهد السياسي الذي يمرّ به البلد والمنطقة بشكل عام في ظل التهديدات التي يتعرّض لها لبنان، واستمرار هذه التهديدات على أكثر من مستوى والتي أصبحت خطيرة وتستدعي التنبّه والحذر من الأخطار التي تنتظرنا خصوصاً الخطر الإرهابي التكفيري».
وتابع: «صحيح انه تمّ إطلاق سراح عدد من العسكريين وهذا أمر جيد، لكن إذا استمرّ الضغط في شكل أو آخر يجب اتخاذ الموقف الوطني المناسب، لأنّ ما يحصل اليوم يستهدف كلّ اللبنانيين واستمرار خطف العسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي ليس بعناوين وأسماء محدّدة، إنما هو استهداف لكلّ لبنان ولكلّ اللبنانيين».
نصري خوري
والتقى سلام الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري، وتمّ البحث في آلية عمل الأمانة العامة للمجلس.
كما عرض مع قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة العاملة في الجنوب «يونيفيل» الجنرال لوشيانو بورتولانو، وتم البحث في الأوضاع الميدانية في منطقة الجنوب وآلية عمل القوات الدولية والمهمات الموكلة اليها في حفظ السلام، وتطبيق القرار 1701 اضافة الى عدد من الأنشطة الاجتماعية والصحية، التي تقوم بها «يونيفيل» في الجنوب.
واستقبل سلام مساء وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور.