الجبير: التفاهم الروسي الأميركي خلال 24 ساعة… وأردوغان: سيمتدّ للعيد الحكومة «تنعقد ولا تنعقد» مع تأكيد المقاطعة خياراً… وحلحلة لمكبّ برج حمود

كتب المحرّر السياسي

ثبت الجيش السوري أقدامه في الكليات العسكرية وواصل تقدّمه في جبهات الراموسة من الفرن إلى الكاراجات، بينما واصلت وحداته التقدّم في جبهات جنوب حلب باتجاه خان طومان، بما يفتح مع انهيارات جماعات جبهة النصرة فرص معارك حاسمة في الريف الجنوبي وصولاً إلى مدينة سراقب، والريف الإدلبي حيث تحدثت مصادر في الفوعة وكفريا المحاصرتين عن فرص لفك الحصار عنهما أسوة بما حصل مع المرحلة الأولى من الإنجازات العسكرية للجيش السوري وحلفائه في جبهات حلب قبل شهور التي توّجت بفك الحصار عن نبّل والزهراء، بينما فشلت الجماعات المسلحة باسترداد أيّ من المواقع التي خسرتها أو كسب مواقع بديلة رغم إعلانها عن شنّ هجوم نوعي لفك الحصار.

إيقاع الوضع العسكري في حلب الذي أجّل الإعلان عن التفاهم قبل أيام تولى تسريع الإشارات لقرب الإعلان عنه مجدداً، فقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان رسمي عن تحقيق تقدّم كبير يجعل فرص التفاهم واردة خلال ساعات، بينما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنّ التفاهم سيُعلَن خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ليضيف الرئيس التركي رجب أردوغان إشارة إلى وقف نار يتمدّد من ثمانٍ وأربعين ساعة مبدئية ليشمل عيد الأضحى.

مخاض التفاهم حول سورية تزامن مع إشارات لتحرك الملفات العالقة على إيقاع متسارع، خصوصاً ملف اليمن والعودة للتفاوض، رغم اشتعال الجبهات العسكرية، خصوصاً على الحدود اليمنية السعودية.

لبنانياً، لا تزال تداعيات انفجار طاولة الحوار تحكم المشهد الحكومي المتداعي، وتهدّد بانهيارات متلاحقة، مع تأكيد التيار الوطني الحر مضيّه بخيار المقاطعة، وعدم ظهور وساطات توحي بقرب التوصل لتسويات، وبقيت الاتصالات تتراوح بين مساعٍ لتأجيل انعقاد الحكومة، وبين انعقادها دون مناقشة قضايا رئيسية، مراعــاة للمقاطعة التي أعلن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل أنها «خيار تصحيحي» مستمرّ، بينما أطلت من وزارة الداخلية التسوية الخاصة بمكب برج حمود بمشاركة وزير البيئة أكرم شهيب، والنائب هاكوب بقرادونيان في مؤتمر صحافي أعقب لقاءهما وزير الداخلية نهاد المشنوق، أعلن فيه شهيب أنّ وقف التخزين في برج حمود وبدء معالجة جبل النفايات بالتزامن مع فتح المكب ضمن صيغة جديدة.

نشطت الاتصالات أمس، لتأجيل الجلسة العادية لمجلس الوزراء المقرّرة يوم غد الخميس إفساحاً في المجال أمام المزيد من الاتصالات بخاصة أن البلاد تدخل من الاسبوع المقبل إلى نهاية الشهر الحالي عطلة طويلة، تبدأ بعطلة عطلة عيد الأضحى وتنتهي بسفر رئيس الحكومة أسبوعين إلى فنزويلا ومن ثم الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وركزت الاتصالات التي قام بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على ضرورة تليين موقف تيار المستقبل، وأنه لا داعي لإصراره على انعقاد الجلسة من باب الحرص على عدم دفع الأمور نحو المزيد من التوتير.

وأشارت مصادر مطلعة لـ «البناء إلى «أن ظروف ومعطيات الجلسة السابقة التي عقدت بغياب وزراء التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق مختلفة عن ظروف الجلسة الحالية». واعتبرت «أن حجم المتغير محلياً واقليمياً اختلف، فهناك معطيات ووقائع جديدة، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة السجال السعودي الإيراني من دون المبالغة في هذا الأمر، لكن هناك لحظة توتر سياسي تسود في لبنان، لا يمكن لتيار المستقبل التصرّف وكأنه في موقع معزول، كما تصرف الرئيس فؤاد السنيورة عندما استقال الوزراء الشيعة في العام 2006».

وشهد السراي الحكومي حركة وزارية، حيث عرض الرئيس تمام سلام مع كل من وزراء الاتصالات بطرس حرب، الصحة وائل أبو فاعور، الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج في مصير جلسة الخميس بعد مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر والطاشناق الجلسة الماضية وتمديد المقاطعة الى جلسة الغد. وبحث سلام مع قائد الجيش العماد جان قهوجي في الأوضاع الأمنية. ويأتي اللقاء مع حتمية إصدار وزير الدفاع الوطني سمير مقبل الاسبوع المقبل تأجيل تسريح لقهوجي الذي تنتهي ولايته في 24 ايلول الحالي، مع التذرّع بتعذّر انعقاد جلسات لمجلس الوزراء لغياب رئيس الحكومة عن البلد.

جلسة مجلس الوزراء قائمة

أكدت مصادر رئيس الحكومة لـ «البناء» أن «لا شيء محسوم في شأن تأجيل جلسة الغد، مشيرة إلى اتصالات عديدة جرت في الساعات الماضية لهذه الغاية عبر مخارج معينة، لكنها لم تصل إلى نتيجة، فالرئيس سلام لم يتّخذ أي قرار في هذا السياق، ولم يصدر أي بيان يشير إلى التأجيل».

ولفت وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «البناء» إلى أن «رئيس الحكومة يأخذ الأمور بالحسنى وليس بوارد التحدي أو المواجهة مع التيار الوطني الحر»، مشيراً الى أن «الاتصالات ليست من أجل تأجيل الجلسة بل لإيجاد نقاط مشتركة». وأكد «أن الجلسة قائمة حتى اللحظة وجدول الاعمال بين أيدينا، وإذا كان هناك إمكانية في اعادة النظر بما قام به وزراء التيار الوطني الحر، فنحن جاهزون وإذا لا نحن في حالة احتضار». ورأى أن «رئيس الحكومة قد يقدم على تأجيل الجلسة اذا لمس ايجابيات من وراء ذلك».

وتمنّى درباس لو تتمعّن القوى السياسية بما قاله النائب أسعد حردان حول طاولة الحوار عن الميثاقية عندما أشار إلى «أن المجلس النيابي الذي قام على المناصفة هو الذي أعطى الميثاقية للحكومة، فتوفرت للحكومة الميثاقية بمعزل عن حجم هذا الوزير أو ذاك».

حزب الله سيحضر..

وأكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ «البناء» «أن موقف حزب الله لم يتغيّر من حضور جلسة مجلس الوزراء إذا عُقدت يوم الخميس، وطالما لم يصدر عنا أي موقف فهذا يعني أننا سنحضر الجلسة». وتحدّث فنيش عن «خلل كبير في البلد وأزمة سياسية، فهناك مكوّن له حضور تمثيلي واسع يشكو منذ فترة طويلة من التهميش والتجاهل، أطلق صرخة يجب الوقوف عندها وإيجاد حلول لها من القوى السياسية المعنية والمشكو منها».

وتابع: «لقد وصلت الأمور الى مكان لم نكن نتمنى أن تصل إليه، لذلك المفروض الجلوس والبحث عن حلول. وهذا يتطلب استمرار الحوار ووقوف القوى السياسية الأخرى عند هذا الموضوع وعدم تجاهل الحقوق التي يطالب بها التيار الوطني الحر والبحث عن مخارج».

قرار بقاء الحكومة دولي

وشدّد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دوفريج لـ «البناء» على أن جلسة مجلس الوزراء غداً قائمة، فأي جديد لم يطرأ على صعيد الاتصالات لتأجيلها». ولفت إلى «ضرورة إصدار مراسيم القرارات التي أقرها مجلس الوزراء الجلسة الماضية بمنأى عن عدد الوزراء الذين سيوقعون على إصدارها، طالما أن القاعدة ليست ثابتة، فهناك مراسيم صدرت بتوقيع 18 وزيراً، وأخرى بتوقيع 21 وزيراً على غرار ملف التعيينات في وزارة التربية»، مشيراً الى أن الاتفاق الذي حصل في بداية عمل الحكومة لجهة عدم اتخاذ أي قرار في غياب مكونين أخلّ التيار الوطني الحر به، فلماذا يطالب الآن بالعودة اليه. وشدد على ضرورة الاستمرار في تسيير أمور المواطنين لحين أن تحلّ أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية، معتبراً أن «أكبر ضرب الميثاقية هو بعدم انتخاب رئيس». وأكد أن «الحكومة مستمرّة في عملها، فقرار بقائها أكبر بكثير من الحكومة بحدّ ذاتها، هو قرار دولي، أممي إقليمي، ولن تسقط الحكومة إلا بقرار من الخارج».

لا رئاسة في المدى المنظور

وأكدت مصادر نيابية في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ «البناء» «أن الاتصالات مستمرة في شأن جلسة مجلس الوزراء، والامور مفتوحة على كل الاحتمالات في شأن جلسة الغد». وقالت المصادر «من الواضح أن التيار الوطني الحر بعد تعليقه المشاركة في الحوار الوطني ذاهب نحو خطوات أبعد، بغض النظر عما سيحصل»، معتبراً «أن أي فريق من الافرقاء السياسيين يأخد قراراً كهذا أوجد لنفسه المبررات والمنطق». وإذ لفتت المصادر نفسها إلى «أننا كفريق سياسي لسنا مع هذا التوجه»، رأت «أن مسألة الاعتكاف أو الاستقالة لم تعد حكراً على أحد أو حصرية لأحد». وشددت على «أن التمايز في الموقف يكمن في مَن يقرأ السياسة برؤية واسعة فهناك زنار نار حولنا». وأكدت «أن رئاسة الجمهورية لا تبنى على وعد ومؤشرات غير موجودة، لا سيما أن لا أفق لإجراء الانتخابات الرئاسية في المدى المنظور».

الوطني الحر إلى التصعيد التدريجي

في المقابل، حسم التيار الوطني الحر قراره، ويستعد لتنفيذ التصعيد التدريجي احتجاجاً على تجاوز الميثاقية والقفز فوق حقوق المسيحيين. ووضع مجلسه السياسي خطة سياسية وإعلامية وشعبية، بغية تنفيذها بالتدرج، كتعبير عن الرفض القاطع لكل ما وصلت إليه الأحوال في النفايات والشؤون الحياتية، وما انطوت عليه الممارسة السياسية من مسّ بالكرامة الوطنية الجماعية، على أن تكون حدودها الكرامة والحرية. وبحث المجلس السياسي في اجتماعه بموضوع الميثاقية ونتائج المسّ بها، والأوضاع السياسية والشعبية المستجدة، في ظل غياب الميثاق عن رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات النيابية وجلسة الحكومة الأخيرة، وعن الإدارة والتعيينات والإنماء.

باسيل يهدّد بالشارع: الزمن لن يعود إلى الوراء

وقال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح الاسبوعي، برئاسة العماد ميشال عون «لن نرضى بأي شكل الاستمرار بهذا الوضع الأعوج»، مؤكداً أننا «سنصححه بكل الوسائل المتاحة بما فيها الشعبية»، لافتاً الى أنه «لا نية لدى الأفرقاء أو استعداد لحل قانون الانتخاب ما يعني أننا ذاهبون لتمديد جديد للمجلس النيابي».

وأضاف: «طرحنا الأسئلة مباشرة على الشريك بوجوده عن معيار الميثاقية»، مشيراً إلى أنه «إذا أردنا وحدة المعايير، فيجب أن تسقط الحكومة إذا غاب الموارنة او الارثوذكس او الكاثوليك او الإرمن»، مؤكداً أن «التساوي مفقود بين بعضنا كلبنانيين وغير موجود بالرئاسة ولا على مستوى المجلس النيابي ولا على مستوى الحكومة». وخلص باسيل الى «أننا نعيش بأزمة نظام وأزمة وطن ويجب علينا العمل لتطبيق الميثاق وسنعتمد كل الوسائل الشعبية والسياسية لوضع الميثاقية، فلن نقبل بأن يعود الزمن إلى الوراء».

هل تُرفع النفايات اليوم؟

الى ذلك، حضر ملف النفايات على طاولة وزارة الداخلية، بحضور الوزير أكرم شهيب والامين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان ورئيسة اتحاد بلديات المتن الشمالي ميرنا المر، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش، رئيس بلدية برج حمود مارديك بوغوصيان، رئيس بلدية الجديدة – البوشرية – السد انطوان جبارة.

أعلن شهيب أن اللامركزية ليست شعاراً بل حق، والفترة الانتقالية محددة بـ4 سنوات يمكن ان تكون اقل، موضحاً أن المشروع عبارة عن حلقات متكاملة اي موقع تخزين وإزالة جبل النفايات ثم إنشاءات بحرية وطمر صحي.

وأكد شهيب، أن ازالة جبل برج حمود شرط اساس. ولفت الى أنه اذا ازال حزب الكتائب خيمة الاعتصام، فإن رفع النفايات يبدأ اليوم.

وأكد بقرادونيان من جهته، العودة الى صميم خطة الحكومة التي ارتضوها في البدء.

وللغاية نفسها، يُعقد اليوم اجتماع بين رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ورؤساء اتحاد بلديات وبلديات المتن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى