موضة الرصاص

صار الرصاص ثقافتنا الوحيدة التي نتغنّى بها في كلّ مناسبة. فإن تزوّج أحدٌ ما يُطلق الرصاص في الهواء، وإن مات أحدٌ آخر، يُطلق الرصاص. وإن خطب أحد السياسيين البارزين يُطلق الرصاص إلخ… وكأنّ الرصاص الطريقة الوحيدة التي نعبّر فيها عن فرحنا أو غضبنا أو ولائنا أو تعاستنا.

في الآونة الأخيرة، وعندما ظهر رئيس مجلس النواب نبيه برّي على شاشات التلفزة ليلقي كلمته في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، أُطلق الرصاص بجنون في عددٍ من أحياء بيروت والضاحية. لدرجة أنّ الناس ظنّوا أنّ حرباً ما اندلعت. مشهد الأطفال كان مزعجاً وهم يختبئون في أحضان أمّهاتم خوفاً من إزيز الرصاص ودويّ قذائف الآر بي جي، والمضحك المبكي، أنّ الرئيس برّي كان قد طلب مسبقاً عدم إطلاق الرصاص ابتهاجاً.

والمضحك المبكي أيضاً، أنّ مَن أطلق الرصاص لم يرَ الرئيس برّي يطلّ على شاشة التلفزيون، ومن المؤكّد أنه لم يكن مركّزاً على ما قاله.

هذه القضية، أثارت الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعدّدت التعليقات وهذه أبرزها.

Post

لطالما رفض السيّد حسن نصر الله كما الرئيس برّي إطلاق الرصاص فور ظهورهما على الشاشة، لكنّ أحداً لا يسمع ولا يصغي. المطلوب أن نصغي لهذه الخطابات لنفهم عمق الكلمات والرسائل التي يراد إيصالها إلينا، لا أن نطلق الرصاص ونثير الرعب في نفوس المواطنين!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى