ورد وشوك
أمسكت قلمي كعادتي، أبثّه ما أعاني بكلمات أصوغها بعبارات يرسمها بإخلاص، لتخرج إلى العلن حكايات تشي بواقع نعيشه بكلّ ما فيه من أوجاع تسرد الكثير عن حالي وحال من كانت معاناته تشبه معاناتي. نحن حفنة من أولاد البلد، فقدنا حاسة التذوّق، ما عدنا نفرّق بين الحلو و المرّ. مجرد لقيمات تقينا المرض والتعب لنواصل البقاء في عالم، كلّ يوم نكتشف فيه أن مساحات الفرج ـ رغم الجهد الذي نبذله ـ تضيق بنا، فتكاد تخنق كلّ ما في الحياة من أمل.
أبى قلمي تسطير ما أشكوه، وسال حبره معلناً الاحتجاج على نبرة اليأس ليطمس جُملاً بدأ كتابتها مجبراً بلحظة ضيق وغضب. مجرد إملاءات لا قناعة له بها، فهو يدرك أن الأصابع الممسكة به يحرّكها طموح وشوق لتجسيد كلّ نجاح تسعى إليه وتحققه، ليكون لِبنة لمستقبل، لا بدّ أنه ينصف كلّ مجتهد.
لا بأس يا صديقي، لا تحزن، أعدك أنّني بك سأسجّل اللحظات المشرقة القادمة، فلا ضير من تجرّع الترياق رغم مرارته للقضاء على المرض، واستعادة لذّة التذوّق، لينعكس ذلك إيجاباً، فنكتب من جديد كلّ ما هو مفعم بالأمل.
رشا مارديني